قوله تعالى: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى آية 260
[2687] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن ، عن الضحاك قال: إن ابن عباس إبراهيم مر برجل ميت، قال: زعموا أنه حبشي - على ساحل البحر، فرأى دواب البحر تخرج فتأكل منه، وسباع الأرض، تأتيه فتأكل منه، والطير تقع عليه فتأكل منه، قال: فقال إبراهيم عند ذلك: رب، هذه دواب البحر تأكل من هذه، وسباع الأرض والطير، ثم تميتها فتبلى، ثم تحييها بعد البلى، فأرني كيف تحيي الموتى. وروي عن ، نحو ذلك. الضحاك
والوجه الثاني:
[2688] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محلم ، ثنا عبد الكبير بن عبد المجيد ، ثنا قال: سألت عباد بن منصور عن قوله: الحسن وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال: سأل نبي الله صلى الله عليه وسلم ربه، أن يريه كيف يحيي الموتى، وذلك مما لقي من قومه من الأذى، فدعا ربه عند ذلك، مما لقي منهم من الأذى، فقال: رب أرني كيف تحي الموتى
والوجه الثالث:
[2689] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن قال: لما [ ص: 508 ] اتخذ الله إبراهيم خليلا، سأل ملك الموت أن يأذن له، فيبشر السدي إبراهيم بذلك، فأذن له، فأتى إبراهيم ، وليس في البيت، فدخل داره، وكان إبراهيم من أغير الناس إذا خرج أغلق الباب، فلما جاء وجد في بيته رجلا ثار إليه ليأخذه، وقال له: من أذن لك أن تدخل داري؟ قال ملك الموت: أذن لي رب هذه الدار. قال إبراهيم : صدقت، وعرف أنه ملك الموت. قال من أنت؟ قال أنا ملك الموت، جئتك أبشرك بأن الله قد اتخذك خليلا. فحمد الله وقال يا ملك الموت: أرني كيف تقبض أنفاس الكفار. قال: يا إبراهيم لا تطيق ذلك. قال بلى. قال: فأعرض. فأعرض إبراهيم ، فإذا هو برجل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل أسود يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشي على إبراهيم ، ثم أفاق، وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى فقال: يا ملك الموت، لو لم يلق الكافر عند موته من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه، فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين. قال: فأعرض، فأعرض إبراهيم ، ثم التفت، فإذا هو برجل شاب، أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا، في ثياب بياض. قال يا ملك الموت: لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه، لكان يكفيه، فانطلق ملك الموت، وقام إبراهيم يدعو ربه، يقول: يا رب أرني كيف تحيي الموتى، حتى أعلم أني خليلك.
والوجه الرابع:
[2690] ذكر الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج ، عن ، قال سألت ابن جريج عن قوله: عطاء رب أرني كيف تحي الموتى قال: دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال: رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى
قوله تعالى: قال أولم تؤمن قال بلى
[2691] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر ، عن أبي روق ، عن ، عن الضحاك ابن عباس قال أولم تؤمن يا إبراهيم أني أحيي الموتى؟ قال بلى يا رب.
والوجه الثاني:
[2692] حدثنا أبو زرعة ، وثنا إبراهيم بن موسى الفراء ، أنبأ ابن أبي زائدة ، أخبرني [ ص: 509 ] ، عن الثوري ، عن قيس بن مسلم في قوله: سعيد بن جبير أولم تؤمن قال بلى يعني: أولم تؤمن أني خليلك.
[2693] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن قال: أولم تؤمن بأني خليلك؟ يقول: تصدق؟ قال: بلى. السدي
قوله تعالى: قال بلى
[2694] حدثنا ، ثنا أبي ، حدثني أبو صالح كاتب الليث ابن أبي سلمة ، عن ، أنه قال: التقى محمد بن المنكدر عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال ابن عباس لابن عمرو بن العاص : أي آية في القرآن أرجى عندك؟ فقال : قول الله: عبد الله بن عمرو يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا فقال : لكن أنا أقول: (قول) الله: ابن عباس وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى فرضي من إبراهيم قوله: بلى فهذا لما يعرض في الصدور، ويوسوس به الشيطان.
قوله: ولكن ليطمئن قلبي
[2695] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن ، عن الضحاك في قول الله: ابن عباس ولكن ليطمئن قلبي يقول: لأرى من آياتك وأعلم أنك قد أجبتني فقال الله تعالى: فخذ أربعة من الطير فصنع ما صنع.
[2696] حدثنا ، ثنا أبي ، حدثني أبو صالح كاتب الليث معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن قوله: ابن عباس قال بلى ولكن ليطمئن قلبي يقول: إنك تجيبني إذا دعوتك، وتعطيني إذا سألتك.
والوجه الثاني:
[2697] حدثنا ، ثنا أبو سعيد الأشج ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن قيس بن مسلم سعيد بن جبير ولكن ليطمئن قلبي قال: ليوقن.
[ ص: 510 ] الوجه الثالث:
[2698] حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري ، ثنا مؤمل ، ثنا ، عن سفيان أبي الهيثم ، عن في قوله: سعيد بن جبير ولكن ليطمئن قلبي قال ليزداد إيمانا.
والوجه الرابع:
[2699] حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة ، ثنا أبو داود ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه، عن سعيد بن جبير ليطمئن قلبي قال: بالخلة.
الوجه الخامس:
[2700] حدثنا ، أنا محمد بن حماد الطهراني حفص بن عمر ، ثنا الحكم بن إبان ، عن ، في قوله: عكرمة قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال: لكي يعلموا أنك تحيي الموتى.
والوجه السادس:
[2701] حدثنا ، ثنا أبو سعيد الأشج النضر بن إسماعيل، عن جويبر ، عن الضحاك ولكن ليطمئن قلبي قال: لترى عيني.
والوجه السابع:
[2702] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محلم ، ثنا عبد الكبير بن عبد المجيد، عن قال: سألت عباد بن منصور عن قوله: الحسن ولكن ليطمئن قلبي أي: ليعرف قلبي ويستيقن.
قوله تعالى: قال فخذ أربعة من الطير
[2703] حدثنا ، أبو سعيد الأشج قالا: ثنا وهارون بن إسحاق ، عن حفص بن غياث شبل ، عن ، عن ابن أبي نجيح مجاهد فخذ أربعة من الطير قال: حمامة وديك وطاووس وغراب.
وروي عن مثل ذلك. عكرمة
والوجه الثاني:
[2704] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن [ ص: 511 ] ، عن الضحاك في قوله: ابن عباس فخذ أربعة من الطير قال: والطير الذي أخذ: وز ورال وديك وطاووس. قال: أخذ من كل جنس، من الطير واحدا. قال منجاب : الرال: فرخ النعام.
والوجه الثالث:
[2705] حدثنا ، ثنا أبي أحمد بن عمرو بن السرح ، ثنا ابن وهب ، ثنا ، عن ابن لهيعة عبد الله بن هبيرة السبائي، عن حنش ، عن في قول الله: ابن عباس فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك قال: الغرنوق والطاووس، والديك، والحمامة. قال أبو محمد : والغرنوق: الكركي.
قوله تعالى: فصرهن إليك
[2706] حدثنا ، ثنا أبو سعيد الأشج عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن ، عن مجاهد ابن عباس فصرهن إليك قال قطعهن.
[2707] حدثنا ، ثنا يونس بن حبيب أبو داود ، ثنا ، أخبرني شعبة أبو جمرة ، سمعت ، يقول في قوله: ابن عباس فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك قال: هذا مثل قوله: أربعة من الطير فقطعهن أرباعا كل واحد منها ربع، ثم ادعهن يأتينك سعيا.
[2708] حدثنا أبو زرعة ، ثنا إبراهيم بن موسى ، أنبأ ابن أبي زائدة ، أنبأ ، عن شعبة أبي جمرة إسناده نحوه، وزاد فيه: فقطع أجنحتهن واجعل القطع في أرباع الدنيا، وروي عن أبي مالك ، ، وسعيد بن جبير ، ووهب بن منبه وأبي الأسود الدؤلي ، ، وعكرمة ، والحسن نحو ذلك. والسدي
والوجه الثاني:
[2709] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، ثنا أبي، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن قوله: ابن عباس فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك قال: صرهن: أوثقهن. فلما أوثقهن ذبحهن، ثم جعل على كل جبل منهن جزءا.
[ ص: 512 ] والوجه الثالث:
[2710] حدثنا ، ثنا أبي إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، ثنا ، ثنا أبي، عن معاذ بن هشام عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء فصرهن قال: علمهن حتى كان إذا دعاهن أتينه. ثم شققهن، فدعاهن، فأتينه كما كن يأتينه قبل أن يشققن .
[2711] حدثني أبي، ثنا نصر بن علي ، أنبأ ، عن أبيه، عن معتمر ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير : ابن عباس فصرهن إليك قال: هي بالنبطية: صر به، يعني: شققهن.
[2712] حدثنا أبو بكر بن أبي موسى ، ثنا عبد الله بن وضاح ، حدثني ، عن يحيى بن يمان أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير فصرهن إليك قال: جناح ذه، عند رأس ذه، ورأس ذه عند جناح ذه.
[2713] حدثنا ، ثنا أبو سعيد الأشج محمد بن عطارد الكندي ، عن المثنى ، عن مجاهد فصرهن إليك قال: تنتفهن وتمزقهن.
[2714] حدثنا ، أنبأ الحسن بن أبي الربيع عبد الرزاق ، أنا ، عن معمر في قوله: قتادة فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك قال: فصرهن فمزقهن. أمر أن يخلط الدماء بالدماء، والريش بالريش، ثم يجعل على كل جبل منهن جزءا.
والوجه الرابع:
ذكر الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا ، عن حجاج بن محمد قال: سألت ابن جريج عن قوله: عطاء فصرهن إليك قال: اضممهن إليك.
قوله: ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا
[2715] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن ، عن الضحاك قوله: ابن عباس ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا قال: فأخذ نصفين مختلفين، ثم أتى أربعة أجبل، فجعل على كل جبل نصفين [ ص: 513 ] مختلفين، فهو قوله: ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا يعني هذا: ثم تنحى ورءوسها تحت قدمه.
[2716] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن أبي حماد ، ثنا زافر ، عن ، عن ابن جريج طاووس ، عن في قوله: ابن عباس ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا قال: وضعهن على سبعة أجبل، وأخذ الرءوس بيده.
قوله تعالى: ثم ادعهن
[2717] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن ، عن الضحاك يعني قوله: ابن عباس ثم ادعهن قال: فدعا باسم الله الأعظم.
[2718] حدثنا ، ثنا أبو سعيد الأشج محمد بن عطارد الكندي ، عن المثنى ، عن : مجاهد ثم ادعهن فدعاهن: باسم إله إبراهيم تعالين.
قوله تعالى: يأتينك سعيا
[2719] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر ، عن أبي روق ، عن ، عن الضحاك يعني قوله: ابن عباس يأتينك سعيا قال: فرجع كل نصف إلى نصفه، وكل ريش إلى طائره، ثم أقبلت تطير بغير رءوس، حتى انتهت إلى قدمه تريد رءوسها بأعناقها، فلما رآها وما تفعل، رفع قدمه، فوضع كل طائر منها عنقه في رأسه، فعادت كما كانت، فقال إبراهيم حين رأى ذلك: أعلم أن الله عزيز حكيم.
[2720] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد ، ثنا زافر ، عن ، عن ابن جريج طاووس ، عن يعني قوله: ابن عباس يأتينك سعيا فجعل خليل الرحمن ينظر إلى القطرة تلقى القطرة، والريشة تلقى الريشة، حتى صرن أحياء ليس لهن رءوس، فجئن إلى رءوسهن، فدخلن فيها.
قوله تعالى: واعلم أن الله عزيز حكيم
[2721] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر ، عن أبي روق ، عن ، عن الضحاك في قوله: ابن عباس واعلم أن الله عزيز حكيم يقول: مقتدر على ما يشاء.
[ ص: 514 ] قوله: حكيم
وبه عن قوله: ابن عباس حكيم محكم لما أراد، وفعل هذا وأرانيه من آياته.