قوله تعالى: فما لكم في المنافقين فئتين آية : 88
5739 - حدثنا ، ثنا يونس بن حبيب أبو داود ، ثنا ، عن شعبة ، قال: سمعت عدي بن ثابت عبد الله بن زيد الأنصاري، يحدث عن زيد يعني ابن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى أحد رجعت طائفة ممن كان معه، وكان [ ص: 1023 ] أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتان، فرقة تقول: نقتلهم، وفرقة تقول: لا، فنزلت هذه الآية: فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا الآية كلها.
والوجه الثاني:
5740 - حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أبو هارون الخزاز، ثنا يحيى بن أبي الخصيب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن ، زيد بن أسلم عن ابن سعد بن معاذ الأنصاري ، أن هذه الآية، أنزلت فينا: فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: من لي بمن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني. فقام سعد بن معاذ فقال: إن كان منا قتلناه يا رسول الله، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك، فقام فقال: ما بك طاعة رسول الله يا سعد بن عبادة ابن معاذ ، ولكن عرفت ما هو منك، فقام أسيد بن حضير فقال: يا ابن عبادة إنك منافق تحب المنافقين، فقام محمد بن مسلمة فقال: اسكتوا أيها الناس فإن فينا رسول الله فهو يأمر فينفذ لأمره، فأنزل الله تعالى: فما لكم في المنافقين فئتين .
والوجه الثالث:
5741 - أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين ، حدثني أبي، عن أبيه، عن ، قوله: ابن عباس فما لكم في المنافقين فئتين وذلك أن قوما كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام، وكانوا يظاهرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم، فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا فيهم بأس، فإن المؤمنين لما أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة، قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الخبثاء فاقتلوهم، فإنهم يظاهرون عليكم عدوهم، وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله، أو كما قالوا: تقتلون قوما قد تكلموا مثل ما تكلمتم به من أجل أنهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل أموالهم ودماؤهم، فكانوا كذلك فئتين والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شيء، فنزلت: فما لكم في المنافقين فئتين .
[ ص: 1024 ] والوجه الرابع:
5742 - ذكره أبي، ثنا الفضل بن سهل الأعرج ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ثنا أبي، عن ، حدثني الوليد بن كثير إسماعيل بن عبيد الله بن أبي سفيان ، أن ، حدثه، أن ابن شهاب أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه، أن نفرا من طوائف العرب هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمكثوا معه ما شاء الله أن يمكثوا ثم ارتكسوا، فرجعوا إلى قومهم فلقوا سرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفوهم فسألوهم ما ردكم؟ فاعتلوا لهم، فقال بعض القوم لهم: نافقتم، فلم يزل بعض ذلك حتى فشا فيهم القول فنزلت هذه الآية: فما لكم في المنافقين فئتين وروي عن ، الزهري نحو ذلك. والسدي
والوجه الخامس:
5743 - حدثنا ، ثنا أبو سعيد الأشج أبو أسامة ، أخبرني عن عمران بن حدير، : عكرمة فما لكم في المنافقين فئتين قال: أخذ أناس من المسلمين أموالا من المشركين فانطلقوا بها، فاختلف المسلمون فيهم، فقالت: طائفة: لو لقيناهم قتلناهم وأخذنا ما في أيديهم، وقال بعض: لا يصلح لكم ذلك إخوانكم انطلقوا تجارا، فنزلت هذه الآية.
والوجه السادس:
5744 - حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا ، ثنا شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، قوله: مجاهد فما لكم في المنافقين فئتين قوم خرجوا من مكة حتى جاءوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون، ثم ارتدوا بعد ذلك، فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع يتجرون فيها، فاختلف فيهم المؤمنون، فقائل يقول: منافقون، وقائل يقول: هم مؤمنون، فبين الله نفاقهم، فأمر بقتلهم فجاءوا ببضائع يريدون هلال بن عويمر الأسلمي، وبينه وبين محمد حلف، فدفع عنهم بأنهم يؤمون هلالا وبينه وبين محمد عهد.
[ ص: 1025 ] قوله تعالى: والله أركسهم بما كسبوا
5745 - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن : ابن عباس والله أركسهم بما كسبوا يقول: أوقعهم.
والوجه الثاني:
5746 - حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن ، قوله: السدي والله أركسهم بما كسبوا يقول: أضلهم بما كسبوا.
والوجه الثالث:
5747 - أخبرنا قراءة، أخبرني العباس بن الوليد بن مزيد، محمد بن شعيب ، أخبرني عثمان بن عطاء ، عن أبيه قوله: عطاء أركسهم بما كسبوا فيقال: ردهم بما كسبوا.
قوله تعالى: أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا
5748 - قرئ على ، أنبأ يونس بن عبد الأعلى ابن وهب ، أخبرني ، عن أبيه، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: كيف ترون في الرجل يخاذل بين أصحاب رسول الله، ويسئ القول لأهل رسول الله، وقد برأها الله، ثم قرأ ما أنزل الله عز وجل في براءة رضي الله عنها في حديث، فنزل القرآن في ذلك: عائشة فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا فلم يكن بعد هذه الآية ينطق ولا يتكلم فيه أحد.