قوله تعالى: قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا   
[7019] أخبرنا أبو جعفر بن علي ،  فيما كتب إلي ، ثنا  إسماعيل بن أبي أويس  ، حدثني أبو عبد الله عبد القدوس بن إبراهيم بن عبيد الله  ، عن إبراهيم بن عمر  ، عن  وهب بن منبه  ، عن  أبي عثمان النهدي  ، عن سلمان الخير ،  قال: فلما رأى عيسى  أن قد أبوا إلا أن يدعو لهم بها ، قام فألقى عنه الصوف ولبس الشعر الأسود وجبة من شعر وعباءة  [ ص: 1245 ] من شعر ، ثم توضأ واغتسل ودخل مصلاه ، فصلى ما شاء الله ، فلما قضى صلاته قام قائما مستقبل القبلة ، وصف قدميه حتى استويا فألصق الكعب وحاذ الأصابع بالأصابع ، ووضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره وغض بصره وطأطأ رأسه خشوعا ، ثم أرسل عينيه بالبكاء فما زالت دموعه تسيل على خديه وتقطر من أطراف لحيته حتى ابتلت الأرض حيال وجهه من خشوعه ، فلما رأى ذلك دعا الله فقال: اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء  
قوله تعالى: أنزل علينا مائدة  
من فسره أنه سفرة 
[7020] وبه عن سلمان  ، أنزل علينا مائدة من السماء  فأنزل الله عليهم سفرة حمراء بين غمامتين غمامة فوقها وغمامة تحتها 
من فسره على أنه الخوان 
[7021] ذكر أبي ، ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم  ، ثنا محمد بن الصلت  ، قال: سمعت قيسا  ، عن  الأعمش  ، عن  سعيد بن جبير  ، قال: المائدة: الخوان 
قوله تعالى: أنزل علينا مائدة من السماء  
[7022] حدثنا  أبي  ، ثنا الحسن بن قزعة الباهلي ،  ثنا سفيان بن حبيب ،  ثنا  سعيد بن أبي عروبة  ، عن  قتادة  ، عن خلاس  ، عن  عمار بن ياسر  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزلت المائدة من السماء عليها خبز ولحم ، وأمروا أن لا يخونوا ولا يخبئوا ولا يدخروا ، قال: فخان القوم وخبئوا وادخروا ، فمسخهم الله قردة وخنازير 
الوجه الثاني 
[7023] حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي  ، ثنا أبو عاصم النبيل ،  ثنا  سعيد  ، عن  قتادة  ، عن خلاس  ، عن عمار  ، قال: نزلت المائدة عليها ثمر من ثمر الجنة  [ ص: 1246 ] 
الوجه الثالث 
[7024] حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم ،  ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد  ثنا عقيل بن خالد  ، عن  ابن شهاب  ، أخبره ، عن  ابن عباس   : أن عيسى ابن مريم  ، قالوا له: ادع الله أن ينزل علينا مائدة من السماء فنزلت الملائكة مائدة يحملونها ، عليها سبعة أحوات وسبعة أرغفة فأكل منها آخر الناس كما أكل منها أولهم 
[7025] حدثنا أبو زرعة  ، ثنا ابن نفيل الحراني ،  ثنا يونس بن راشد ،  عن خصيف  ، عن  عكرمة  ، ومقسم  ، عن  ابن عباس  ، قال المائدة سمكة وأرغفة 
[7026] حدثنا  أبي  ، ثنا أبو نعيم  ، ثنا  فضيل بن مرزوق  ، عن عطية  ، قال: المائدة سمكة فيها طعم من كل الطعام 
[7027] حدثنا  الحسن بن أبي الربيع  ، أنا عبد الرزاق  ، أنبأ المنذر بن النعمان  ، أنه سمع  وهب بن منبه  ، يقول في قوله: أنزل علينا مائدة من السماء  قال: أنزل عليهم أقرصة من شعير وأحوات 
ومن قال إنه كان خبزا وأرزا 
[7028] حدثنا علي بن الحسين  ، ثنا محمد بن علي بن حمزة  ، ثنا علي بن الحسين  ، عن أبيه ، عن يزيد  ، عن  عكرمة  ، حدثه: أن الخبز الذي أنزل مع المائدة كان من أرز 
الوجه الرابع 
[7029] أخبرنا جعفر بن علي ،  فيما كتب إلي ، ثنا  إسماعيل بن أبي أويس  ، حدثني عبد القدوس بن إبراهيم الصنعاني ،  عن إبراهيم بن عمر  ، عن  وهب بن منبه  ، عن  أبي عثمان النهدي  ، عن سلمان الخير ،  قال: فقال عيسى  اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء  فأنزل الله تعالى عليهم سفرة حمراء بين غمامتين ، غمامة فوقها وغمامة تحتها ، وهم ينظرون إليها في الهواء منقضة من فلك السماء تهوي إليهم ، وعيسى  يبكي خوفا للشروط التي أخذ الله عليهم فيها أنه يعذب من يكفر بها منهم بعد نزولها عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين  [ ص: 1247 ] وهو يدعو الله في مكانه ويقول: إلهي اجعلها رحمة ، إلهي لا تجعلها عذابا ، إلهي كم من عجيبة سألتك فأعطيتني ، إلهي اجعلنا لك شاكرين ، إلهي أعوذ بك أن تكون أنزلتها غضبا وجزاء ، إلهي اجعلها سلامة وعافية ولا تجعلها فتنة ومثلة ، فما زال يدعو حتى استقرت السفرة بين يدي عيسى  والحواريين ، وأصحابه حوله يجدون رائحة طيبة لم يجدوا فيما مضى مثلها قط ، وخر عيسى  والحواريون لله سجدا شكرا بما رزقهم من حيث لم يحتسبوا ، وأراهم فيه آية عظيمة ذات عجب وعبرة وأقبلت اليهود ينظرون فرأوا أمرا عجيبا أورثهم كمدا وغما ، ثم انصرفوا بغيظ شديد ، وأقبل عيسى  والحواريون وأصحابه حتى جلسوا حول السفرة ، فإذا عليها منديل مغطى قال عيسى   : من أجرؤنا على كشف المنديل عن هذه الآية حتى نراها ، ونحمد باسمه ونذكر باسمه ونأكل من رزقه الذي رزقنا؟ فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته أنت أولانا بذلك ، وأحقنا بالكشف عنها ، فقام عيسى  عليه الصلاة والسلام فاستأنف وضوءا جديدا ، ثم دخل مصلاه فصلى بذلك ركعات ثم بكى طويلا، ودعا الله تعالى أن يأذن له في الكشف عنها ، ويجعل له ولقومه فيها بركة ورزقا ثم انصرف فجلس إلى السفرة ، وتناول المنديل ، وقال: باسم الله خير الرازقين ، وكشف السفرة ، فإذا هو عليها سمكة ضخمة مشوية ، ليس عليه بواسير وليس في جوفها شوك ، يسيل السمن منها سيلا ، قد نضد حولها بقول من كل صنف غير الكراث ، وعند رأسها خل ، وعند ذنبها ملح ، وحول البقول الخمسة أرغفة ، على واحد منها زيتون ، وعلى الآخر ثمرات، وعلى الآخر خمس رمانات ، فقال شمعون  رأس الحواريين لعيسى:  يا روح الله وكلمته ، أمن طعام الدنيا هذا أم من طعام الجنة؟ فقال: أما آن لكم أن تعتبروا بما ترون من الآيات ، وتنتهوا عن تنقير المسائل؟ ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا في سبب هذه الآية ، فقال شمعون:  لا وإله إسرائيل ، ما أردت بها سؤالا يا ابن الصديقة ، فقال عيسى  عليه السلام: ليس شيء مما ترون من طعام الجنة ولا من طعام الدنيا، إنما هو شيء ابتدعه الله في الهواء بالقدرة العالية القاهرة ، فقال له: كن ، فكان أسرع من طرفة عين ، فكلوا مما سألتم باسم الله ، واحمدوا عليه ربكم يمدكم منه ويزدكم ، فإنه بديع قادر شاكر  [ ص: 1248 ] 
الوجه الخامس 
[7030] حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة ،  ثنا عبيد بن يعيش  ، ثنا حسن بن عطية  ، ثنا قيس  ، عن  الأعمش  ، عن مسلم  ، عن  سعيد بن جبير  ، قال: أنزل على المائدة كل شيء إلا اللحم 
[7031] أخبرنا  يونس بن عبد الأعلى  قراءة ، أنبأ ابن وهب  ، قال: قال  الليث   : أما  القرظي  فيقول: من كل طعام حلال في الدنيا 
[7032] حدثنا إسحاق بن وهب بن زياد العلاف الواسطي  ، ثنا عمر بن يونس بن القاسم الحنفي اليمامي ،  حدثني أبي ، عن إسماعيل بن الضحاك بن فيروز ،  أنهم سألوا  وهب بن منبه  عن المائدة التي أنزلها الله من السماء على بني إسرائيل قال: فكان ينزل عليهم في كل يوم في تلك المائدة من ثمار الجنة ، فأكلوا ما شاءوا من ضروب شتى ، فكانت تقعد عليها أربعة آلاف ، فإذا أكلوا بدل الله مكان ذلك بمثله فيبيتوا بذلك ما شاء الله تعالى 
الوجه السادس 
[7033] حدثنا حجاج بن حمزة العجلي ،  ثنا  يحيى بن آدم  ، ثنا شريك  ، عن  ليث  ، عن  مجاهد  ، في قوله: أنزل علينا مائدة من السماء  قال: هو مثل ضرب ولم ينزل شيء 
قوله تعالى: تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا  
[7034] أخبرنا جعفر بن علي ،  فيما كتب إلي ، ثنا  إسماعيل بن أبي أويس  ، حدثني عبد القدوس بن إبراهيم  ، عن إبراهيم بن عمر  ، عن  وهب بن منبه  ، عن  أبي عثمان النهدي  ، عن سلمان الخير ،  أنه قال: أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا  أي تكون لنا عظة لأولنا وآخرنا 
الوجه الثاني 
[7035] أخبرنا أحمد ابن  [ ص: 1249 ] عثمان بن حكيم الأودي ،  فيما كتب إلي ، ثنا أحمد بن مفضل  ، ثنا أسباط  ، عن  السدي  ، قوله: تكون لنا عيدا  يقول نتخذ اليوم الذي أنزلت فيه عيدا نعظمه نحن ومن بعدنا 
الوجه الثالث 
[7036] حدثنا علي بن الحسين  ، ثنا محمد  ، ثنا مهران  ، عن  سفيان  ، أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا  قال: يوما نصلي فيه 
قوله تعالى: وآخرنا  
[7037] حدثنا محمد بن يحيى  ، ثنا  العباس بن الوليد  ، ثنا  يزيد بن زريع  ، عن  سعيد  ، عن  قتادة  ، قوله: تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا  قال: أرادوا أن تكون لعقبهم من بعدهم 
قوله تعالى: وآية منك  
[7038] أخبرنا جعفر بن علي ،  فيما كتب إلي ، ثنا  إسماعيل بن أبي أويس  ، حدثني عبد القدوس بن إبراهيم  ، عن إبراهيم بن عمر  ، عن  وهب بن منبه  ، عن أبي عثمان  ، عن سلمان   : وآية منك  أي: وعلامة منك تكون بيننا وبينك 
قوله تعالى: وارزقنا وأنت خير الرازقين  
[7039] وبه عن سلمان   : وارزقنا وأنت خير الرازقين  قال: وارزقنا عليها طعاما نأكله ، وأنت خير الرازقين ، فأنزل الله عليهم سفرة حمراء ، عليها مما تقدم ذكره 
				
						
						
