قوله عز وجل: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا
[7911] وبه عن ، قوله: ابن عباس وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا قال: جعلوا لله من ثمارهم ومالهم نصيبا ، وللشيطان والأوثان نصيبا ، فإن سقط من ثمره ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه ، وإن سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله لقطوه وحفظوه ، وردوه [ ص: 1391 ] إلى نصيب الشيطان ، وإن انفجر من سقي ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه ، وإن انفجر من سقي ما جعلوا للشيطان من نصيب الله سرحوه ، فهذا ما جعل لله من الحرث وسقي الماء
قوله: والأنعام نصيبا
[7912] وبه عن ، قوله: ابن عباس والأنعام نصيبا أما ما جعلوا للشيطان فهو قول الله عز وجل: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام
قوله: فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا
[7913] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي ، حدثني أبي ، عن عمي ، عن أبيه ، عن عطية ، عن ، قوله: ابن عباس وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا الآية. وذلك أن أعداء الله كانوا إذا احترثوا حرثا أو كانت لهم ثمرة جعلوا لله منه جزءا ، وجزءا للوثن ، فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه ، فإن سقط منه شيء فيما سمي للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن ، وإن سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن فسقى شيئا مما جعلوه لله جعلوه للوثن ، وإن سقط شيء من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله ، فاختلط بالذي جعلوه للوثن قالوا: هذا فقير ولم يردوه إلى ما جعلوه لله ، وإن سبقهم الماء الذي سموا لله فسقى ما سموا للوثن ، تركوه للوثن. وكانوا يحرمون من أنعامهم البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحامي فيجعلونه للأوثان ويزعمون أنهم يحرمونه لله ، فقال الله تعالى في ذلك: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا
قوله تعالى: فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم
[7914] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا ، ثنا شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، قوله: مجاهد فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى [ ص: 1392 ] شركائهم يسمون لله - يعني: جزءا من الحرث ، ولشركائهم ولأوثانهم جزءا - فما ذهبت به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا: الله عن هذا غني ، وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله أخذوه ، والأنعام التي سموا لله البحيرة والسائبة
قوله: ساء ما يحكمون
[7915] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، فيما كتب إلي ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن ، قوله: السدي فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون كانوا يقسمون من أموالهم قسما فيجعلونه لله ويزرعون زرعا فيجعلونه لله عز وجل ، ويجعلون لآلهتهم مثل ذلك ، فما يخرج للآلهة أنفقوه عليها ، وما يخرج لله تصدقوا به ، فإذا هلك ما يصنعون لشركائهم وكثر الذي لله قالوا: ليس لآلهتنا بد من نفقة ، فأخذوا الذي لله فأنفقوه على آلهتهم، وإذا أجدب الذي لله وكثر الذي لآلهتهم، قالوا: لو شاء الله أزكى الذي له ، ولا يردون عليه شيئا مما للآلهة. قال الله تبارك وتعالى: لو كانوا صادقين فيما قسموا لبئس إذا ما حكموا: أن يأخذوا مني ولا يعطوني ، فذلك حين يقول: ساء ما يحكمون
[7916] أخبرنا ، فيما كتب إلي ، ثنا أبو يزيد القراطيسي ، قال: سمعت أصبغ ابن زيد يعني عبد الرحمن ، يقول في قوله: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم قال: كل شيء جعلوه لله من ذبح يذبحونه له لا يأكلونه أبدا حتى يذكروا معه اسم الآلهة ، وما كان للآلهة لم يذكروا اسم الله معه ، فقرأ قول الله تبارك وتعالى: فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله ، وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون