قوله: ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم آية 85 [856] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ ثنا أبو غسان سلمة قال: قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن ، أو سعيد بن جبير عن عكرمة : ابن عباس ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أي أهل الشرك حتى يسفكوا دماءهم معهم.
[857] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن : قال: فكانت السدي قريظة حلفاء الأوس، وكانت النضير حلفاء الخزرج، فكانوا يقتتلون في حرب سمير فتقاتل بنو قريظة مع حلفائها النضير وحلفاءهم وكانت النضير تقاتل قريظة وحلفاءها ويغلبون فيخربون ديارهم ويخرجونهم منها فإذا أسر رجل من الفريقين [ ص: 164 ] كليهما جمعوا له حتى يفدوه فتعيرهم العرب بذلك، ويقولون: كيف تقاتلونهم وتفدونهم، قالوا: أمرنا أن نفديهم وحرم علينا قتالهم. قالوا: فلم تقاتلونهم؟ قالوا: إنا نستحي أن يستذل بحلفائنا فذلك حين عيرهم الله فقال: ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم [858] حدثنا ثنا أبي أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن : الربيع بن أنس ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم يقول: يقتل بعضكم بعضا.
وروي عن الحسن نحو ذلك. وقتادة
.
قوله: وتخرجون فريقا منكم من ديارهم
[859] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ ثنا أبو غسان سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن ، أو سعيد بن جبير عن عكرمة : ابن عباس وتخرجون فريقا منكم من ديارهم قال: يخرجونهم من ديارهم معهم. وروي عن الحسن نحو ذلك. وقتادة
.
قوله: تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان
[860 ] به عن ابن عباس تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان قال: فكانوا إذا كان بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت النضير وقريظة مع الأوس، يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه حتى يتسافكوا دماءهم بينهم.
[861 ] حدثنا علي بن الحسين ثنا حمدان بن الوليد البصري -يعني البسري ثنا محمد بن جعفر - يعني غندرا- ثنا عن شعبة قال: نزلت هذه الآية في السدي قيس بن خطيم. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان
[ ص: 165 ] قوله: بالإثم
[862 ] حدثنا أبو زرعة ثنا حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة عطاء بن دينار عن في قول الله: سعيد بن جبير بالإثم بعد المعصية.
وروي عن مثل ذلك مقاتل بن حيان
قوله: والعدوان
[863 ] به عن في قول الله: سعيد بن جبير والعدوان قال: بعض الظلم.
قوله: وإن يأتوكم أسارى تفادوهم
[864 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ ثنا أبو غسان سلمة قال: قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن ، أو سعيد بن جبير عن عكرمة : ابن عباس وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وقد عرفتم أن ذلك عليكم في دينكم.
[865 ] حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا عمرو بن محمد العنقزي ثنا أسباط بن نصر عن عن السدي عبد خير قال: غزونا مع سلمان بن ربيعة الباهلي بلنجر، فحاصرنا أهلها ففتحنا المدينة وأصبنا سبايا، واشترى يهودية بسبعمائة درهم، فلما مر عبد الله بن سلام برأس الجالوت نزل به فقال له عبد الله : يا رأس الجالوت هل لكم في عجوز هاهنا من أهل دينك تشتريها مني؟ قال: نعم. قال: أخذتها بسبعمائة درهم. قال: فإني أربحك سبعمائة أخرى قال: فإني قد حلفت أن لا أنقصها من أربعة آلاف قال: لا حاجة لي فيها قال: والله لتشترينها مني أو لتكفرن بدينك الذي أنت عليه قال: ادن مني، فدنا منه فقرأ في أذنه التي في التوراة: إنك لا تجد مملوكا في بني إسرائيل إلا اشتريته فأعتقته: وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم قال: أنت ؟ قال: نعم قال: فجاء بأربعة فأخذ عبد الله بن سلام عبد الله ألفي درهم، ورد عليه ألفين .
[866 ] حدثنا عصام بن رواد ثنا ثنا آدم أبو جعفر عن الربيع عن قال: وقد أخذ عليهم الميثاق إن أسر بعضهم أن يفادوهم، فأخرجوهم من ديارهم ثم فادوهم. قوله: أبي العالية وهو محرم عليكم إخراجهم
[867 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ ثنا أبو غسان سلمة قال: قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن ، أو سعيد بن جبير عن عكرمة : ابن عباس وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم في كتابكم: إخراجهم .
[ ص: 166 ]
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة قوله: قتادة وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم قال: والله إن فداءهم لإيمان، وإن إخراجهم لكفر.
قوله: أفتؤمنون ببعض الكتاب
[869 ] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن : السدي أفتؤمنون ببعض الكتاب قال: كان إيمانهم ببعض الكتاب حين فدوا الأسارى.
قوله: وتكفرون ببعض
[870 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ ثنا أبو غسان سلمة قال: قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن ، أو سعيد بن جبير عن عكرمة : ابن عباس أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض أتفادونهم مؤمنين بذلك وتخرجونهم كفرا بذلك فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون يقول الله حين أنبأهم بذلك: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض أي تفاديه بحكم التوراة، وتقتله. وفي حكم التوراة ألا تفعل وتخرجه من داره، وتظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الأوثان من دونه ابتغاء عرض الدنيا ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج نزلت هذه القصة.
[871 ] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن : السدي أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فكان إيمانهم ببعض الكتاب حين فدوا الأسارى وكفرهم حين قتل بعضهم بعضا فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا
[872 ] حدثنا عصام بن رواد ثنا ثنا آدم أبو جعفر عن الربيع عن قال: فآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض، آمنوا بالفدية ففدوا وكفروا بالإخراج من الديار فأخرجوا. أبي العالية
[ ص: 167 ] [873] حدثنا عصام بن رواد ثنا أبو شيبة -يعني شعيب بن زريق- عن في قوله: عطاء الخراساني أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فكفرهم أنهم كانوا يقتلون أبناءهم وأنفسهم. وإيمانهم أنهم كانوا يرون حقا عليهم أن يفادوا من وجدوا منهم أسيرا.
قوله: فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا
[874 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ ثنا أبو غسان سلمة قال: قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير : ابن عباس "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب" إلى قوله: ولا هم ينصرون فأنبأهم بذلك من فعلهم وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمائهم، وافترض عليهم فداء أسراهم.
قوله: ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون
[875 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا عفان ثنا حماد عن عن عطاء بن السائب عبد الله بن حبيب السلمي قال: كان يكون أول الآية عاما، وآخرها خاصا، وقرأ هذه الآية: يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون