الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
فأجاب : قد ثبت : في صحيح مسلم وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=601338صنفان من أهل النار من أمتي لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رءوسهن مثل أسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .
ورجال معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها عباد الله } ومن زعم أن هذا الحديث ليس بصحيح بما فيه من الوعيد الشديد فإنه جاهل ضال عن الشرع [ يستحق العقوبة التي ] تردعه وأمثاله من الجهال الذين يعترضون على الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والأحاديث الصحيحة في " الوعيد " كثيرة مثل قوله : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=601339من قتل [ ص: 647 ] نفسا معاهدة بغير حقها لم يجد رائحة الجنة وريحها يوجد من مسيرة أربعين خريفا } " ومثل قوله الذي في الصحيح : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=70249لا يدخل الجنة من في قلبه ذرة من كبر .
قيل : يا رسول الله الرجل يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا أفمن الكبر ذاك ؟ فقال : لا الكبر بطر الحق وغمط الناس } .
و " بطر الحق " جحده و " غمط الناس " احتقارهم وازدراؤهم .
ومثل قوله في الحديث الصحيح : { nindex.php?page=hadith&LINKID=113960ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : شيخ زان وملك كذاب وفقير مختال } " .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=601340ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه } { nindex.php?page=hadith&LINKID=601341ولهذا لما نزل قوله : { nindex.php?page=tafseer&surano=620&ayano=4من يعمل سوءا يجز به } قال أبو بكر : يا رسول الله ; قد جاءت قاصمة الظهر وأينا لم يعمل سوءا ؟ فقال : يا أبا بكر ألست تنصب ؟ ألست تحزن ؟ ألست تصيبك اللأوى ؟ فذلك مما تجزون به } فالمصائب في الدنيا يكفر الله بها من خطايا المؤمن ما به يكفر وكذلك الحسنات التي يفعلها .
" فالوعيد " ينتفي عنه : إما بتوبة وإما بحسنات يفعلها تكافئ سيئاته وإما بمصائب يكفر الله بها خطاياه وإما بغير ذلك وكما أن أحاديث الوعيد تقدم وكذلك أحاديث الوعد .
فقد nindex.php?page=treesubj&link=23391_2650يقول : لا إله إلا الله ويجحد وجوب الصلاة والزكاة فهذا كافر يجب قتله وقد يكون من أهل الكبائر المستوجبين للنار .
وهذه " مسألة الوعد والوعيد " من أكبر مسائل العلم .
وقد بسطناها في مواضع ; ولكن كتبنا هنا ما تسع الورقة .