[ ص: 125 ] فصل . فإن [ التسبيح ] يقتضي التنزيه والتعظيم والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها . فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده . والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء وإثبات صفات الكمال له
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ثنا ابن نفيل الحراني ثنا النضر ابن عربي قال : سأل رجل ميمون بن مهران عن " سبحان الله " . فقال : " اسم يعظم الله به ويحاشى به من السوء " .
وقال : حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن حجاج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال " سبحان " قال : تنزيه الله نفسه من السوء . وعن الضحاك عن ابن عباس في قوله : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا } قال عجب . وعن عن أبي الأشهب الحسن قال : " سبحان " اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه .
وقد جاء عن غير واحد من السلف مثل قول ابن عباس : إنه [ ص: 126 ] تنزيه نفسه من السوء " وروي في ذلك حديث مرسل وهو يقتضي تنزيه نفسه من فعل السيئات كما يقتضي تنزيهه عن الصفات المذمومة .
ونفي النقائص يقتضي ثبوت صفات الكمال وفيها التعظيم كما قال ميمون بن مهران " اسم يعظم الله به ويحاشى به من السوء " . وروى عبد بن حميد : حدثنا ثنا أبو نعيم سفيان عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة قال : { } . وقال حدثنا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التسبيح فقال : إنزاهه عن السوء الضحاك بن مخلد عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس : " " قال : تنزيهه . سبحان الله
حدثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : " لا إله إلا الله " نعرفها أنه لا إله غيره و " الحمد لله " نعرفها أن النعم كلها منه وهو المحمود عليها و " الله أكبر " نعرفها أنه لا شيء أكبر منه فما " سبحان الله " ؟ فقال ابن عباس : وما ينكر منها ؟ هي كلمة رضيها الله لنفسه وأمر بها ملائكته وفزع إليها الأخيار من خلقه .