الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وسئل رحمه الله عن الحديث : " { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على سجادة } فقد أورد شخص عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم " { nindex.php?page=hadith&LINKID=68898أنه توضأ وقال : يا عائشة ائتيني بالخمرة فأتت به . فصلى عليه } .
فأجاب : لفظ الحديث " { nindex.php?page=hadith&LINKID=598920أنه طلب الخمرة } والخمرة : شيء يصنع من الخوص [ ص: 192 ] فسجد عليه يتقي به حر الأرض وأذاها . فإن حديث الخمرة صحيح . وأما اتخاذها كبيرة يصلي عليها يتقي بها النجاسة ونحوها فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتخذ سجادة يصلي عليها ولا الصحابة ; بل كانوا يصلون حفاة ومنتعلين ويصلون على التراب والحصير وغير ذلك من غير حائل .
وقد ثبت عنه في الصحيحين : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=68899أنه كان يصلي في نعليه } وقال : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=11661إن اليهود لا يصلون في نعالهم فخالفوهم } وصلى مرة في نعليه وأصحابه في نعالهم فخلعهما في الصلاة فخلعوا فقال : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=598921ما لكم خلعتم نعالكم ؟ قالوا : رأيناك خلعت فخلعنا . قال : إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما أذى فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه فإن كان فيهما أذى فليدلكهما بالتراب فإن التراب لهما طهور } .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصلون في نعالهم ولا يخلعونها بل يطئون بها على الأرض ويصلون فيها فكيف يظن أنه كان nindex.php?page=treesubj&link=1586يتخذ سجادة يفرشها على حصير أو غيره ثم يصلي عليها ؟ فهذا لم يكن أحد يفعله من الصحابة . وينقل عن مالك أنه لما قدم بعض العلماء وفرش في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك أمر بحبسه . وقال : أما علمت أن هذا في مسجدنا بدعة والله أعلم .