[ ص: 526 ] باب ما يكره في الصلاة وقال شيخ الإسلام قدس الله روحه فصل في
nindex.php?page=treesubj&link=1542بيان ما أمر الله به ورسوله من إقام الصلاة وإتمامها والطمأنينة فيها . قال الله تعالى : في غير موضع من كتابه : {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=2وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5464&ayano=70إن الإنسان خلق هلوعا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5465&ayano=70إذا مسه الشر جزوعا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5466&ayano=70وإذا مسه الخير منوعا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5467&ayano=70إلا المصلين } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2697&ayano=23قد أفلح المؤمنون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2698&ayano=23الذين هم في صلاتهم خاشعون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2699&ayano=23والذين هم عن اللغو معرضون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2700&ayano=23والذين هم للزكاة فاعلون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2701&ayano=23والذين هم لفروجهم حافظون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2702&ayano=23إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2703&ayano=23فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2704&ayano=23والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2705&ayano=23والذين هم على صلواتهم يحافظون } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2328&ayano=19فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=600&ayano=4فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=247&ayano=2حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين } وسيأتي بيان الدلالة في هذه الآيات .
وقد أخرج
البخاري ومسلم في الصحيحين وأخرج أصحاب السنن -
أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه - وأصحاب المسانيد : كمسند
أحمد وغير ذلك من أصول الإسلام عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599062أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم . فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه السلام . وقال : ارجع فصل فإنك لم تصل . فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ثم سلم عليه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ثم قال : ارجع فصل . فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرات . فقال الرجل : والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني . قال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اجلس حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها } وفي رواية
للبخاري : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10421إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر واقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي وتطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا [ ص: 528 ] ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم افعل ذلك في صلاتك كلها } وفي رواية له : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599063ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما } وباقيه مثله . وفي رواية : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599064وإذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك . وما انتقصت من هذا فإنما انتقصته من صلاتك } .
وعن
رفاعة بن رافع رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599065أن رجلا دخل المسجد - فذكر الحديث وقال فيه - : فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء مواضعه ثم يكبر ويحمد الله عز وجل ويثني عليه ويقرأ بما شاء من القرآن ثم يقول : الله أكبر ثم يركع حتى يطمئن راكعا ثم يقول : الله أكبر ثم يرفع رأسه حتى يستوي قائما ثم يسجد حتى يطمئن ساجدا ثم يقول : الله أكبر . ثم يرفع رأسه حتى يستوي قاعدا ثم يقول : الله أكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله ثم يرفع رأسه فيكبر . فإذا فعل ذلك فقد تمت صلاته } وفي رواية : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599066إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله عز وجل فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين . ثم يكبر الله ويحمده ثم يقرأ من القرآن ما أذن له وتيسر - وذكر نحو اللفظ الأول وقال - : ثم يكبر . فيسجد فيمكن وجهه وربما قال : جبهته - من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي [ ص: 529 ] ثم يكبر فيستوي قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه - فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات حتى فرغ ثم قال - : لا تتم صلاة لأحدكم حتى يفعل ذلك } رواه
أهل السنن :
أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي . وقال : حديث حسن . والروايتان : لفظ
أبي داود .
وفي رواية ثالثة له : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599067قال : إذا قمت فتوجهت إلى القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ . فإذا ركعت فضع راحتك على ركبتيك وامدد ظهرك . وقال : إذا سجدت فمكن لسجودك . فإذا رفعت فاقعد على فخذك اليسرى } وفي رواية أخرى : قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=63826إذا أنت قمت في صلاتك فكبر الله عز وجل ثم اقرأ ما تيسر عليك من القرآن } وقال فيه : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599068فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد ثم إذا قمت فمثل ذلك حتى تفرغ من صلاتك } وفي رواية أخرى : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599069قال : فتوضأ كما أمرك الله ثم تشهد فأتم ثم كبر . فإن كان معك قرآن فاقرأ به . وإلا فاحمد الله عز وجل وكبره وهلله } . وقال فيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599070وإن انتقصت منه شيئا انتقصت من صلاتك } .
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر ذلك المسيء في صلاته بأن يعيد الصلاة .
nindex.php?page=treesubj&link=21055وأمر الله ورسوله إذا أطلق كان مقتضاه الوجوب وأمره
[ ص: 530 ] إذا قام إلى الصلاة بالطمأنينة كما أمره بالركوع والسجود . وأمره المطلق على الإيجاب .
وأيضا قال له " فإنك لم تصل " فنفى أن يكون عمله الأول صلاة والعمل لا يكون منفيا إلا إذا انتفى شيء من واجباته . فأما إذا فعل كما أوجبه الله عز وجل فإنه لا يصح نفيه لانتفاء شيء من المستحبات التي ليست بواجبة .
وأما ما يقوله بعض الناس : إن هذا نفي للكمال . كقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30864لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد } فيقال له : نعم هو لنفي الكمال لكن لنفي كمال الواجبات أو لنفي كمال المستحبات ؟ فأما الأول فحق . وأما الثاني : فباطل لا يوجد مثل ذلك في كلام الله عز وجل ولا في كلام رسوله قط وليس بحق . فإن الشيء إذا كملت واجباته فكيف يصح نفيه ؟ ؟ وأيضا فلو جاز لجاز نفي صلاة عامة الأولين والآخرين لأن كمال المستحبات من أندر الأمور .
وعلى هذا : فما جاء من نفي الأعمال في الكتاب والسنة فإنما هو لانتفاء بعض واجباته . كقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=562&ayano=4فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } وقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2862&ayano=24ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين } وقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4676&ayano=49إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } - الآية وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2877&ayano=24إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه } - الآية ونظائر ذلك كثيرة .
ومن ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=29843لا إيمان لمن لا أمانة له } و {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30829لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب } و {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30840لا صلاة إلا بوضوء } .
وأما قوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30864لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد } فهذا اللفظ قد قيل : إنه لا يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم . وذكر
Multitarajem.php?tid=16306,16307,16308,16309عبد الحق الإشبيلي : أنه رواه بإسناد كلهم ثقات وبكل حال : فهو مأثور عن
علي رضي الله عنه ولكن نظيره في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=69211من سمع النداء ثم لم يجب من غير عذر فلا صلاة له } .
ولا ريب أن هذا يقتضي أن
nindex.php?page=treesubj&link=22714_1609إجابة المؤذن المنادي والصلاة في جماعة : من الواجبات كما ثبت في الصحيح : أن
nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم قال :
[ ص: 532 ] {
nindex.php?page=hadith&LINKID=99216يا رسول الله إني رجل شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني . فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ قال : هل تسمع النداء ؟ قال : نعم قال : ما أجد لك رخصة } لكن إذا ترك هذا الواجب فهل يعاقب عليه ويثاب على ما فعله من الصلاة أم يقال . إن الصلاة باطلة عليه إعادتها كأنه لم يفعلها ؟ . هذا فيه نزاع بين العلماء . وعلى هذا قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599071إذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك وما انتقصت من هذا فإنما انتقصت من صلاتك } .
فقد بين أن الكمال الذي نفي هو هذا التمام الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم . فإن التارك لبعض ذلك قد انتقص من صلاته بعض ما أوجبه الله فيها . وكذلك قوله في الحديث الآخر : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599072فإذا فعل هذا فقد تمت صلاته } .
ويؤيد هذا : أنه أمره بأن يعيد الصلاة . ولو كان المتروك مستحبا لم يأمره بالإعادة . ولهذا يؤمر مثل هذا المسيء بالإعادة كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا لكن لو لم يعد وفعلها ناقصة فهل يقال : إن وجودها كعدمها بحيث يعاقب على تركها ؟ أو يقال إنه يثاب على ما فعله ويعاقب على ما تركه بحيث يجبر ما تركه من الواجبات بما فعله من التطوع ؟ . هذا فيه نزاع . والثاني : أظهر . لما روى
أبو داود وابن ماجه عن
أنس بن حكيم الضبي قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599073خاف [ ص: 533 ] رجل من زياد - أو nindex.php?page=showalam&ids=13202ابن زياد - فأتى المدينة فلقي nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة رضي الله عنه قال : فنسبني فانتسبت له فقال : يا فتى . ألا أحدثك حديثا قال : قلت : بلى يرحمك الله - قال يونس : فأحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم : الصلاة . قال : يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم : انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة . وإن كان انتقص منها شيئا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتموها من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذلكم } وفي لفظ عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10943إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله : صلاته . فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر . فإن انتقص من فريضته شيئا قال الرب : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فكمل به ما انتقص من الفريضة . ثم يكون سائر أعماله على هذا } رواه
الترمذي وقال : حديث حسن .
وروى أيضا
أبو داود وابن ماجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599074ثم الزكاة مثل ذلك ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك } .
[ ص: 526 ] بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَصْلٌ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=1542بَيَانِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ إقَامِ الصَّلَاةِ وَإِتْمَامِهَا وَالطُّمَأْنِينَةِ فِيهَا . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=2وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5464&ayano=70إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5465&ayano=70إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5466&ayano=70وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5467&ayano=70إلَّا الْمُصَلِّينَ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2697&ayano=23قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2698&ayano=23الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2699&ayano=23وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2700&ayano=23وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2701&ayano=23وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2702&ayano=23إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2703&ayano=23فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2704&ayano=23وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2705&ayano=23وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2328&ayano=19فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=600&ayano=4فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=247&ayano=2حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } وَسَيَأْتِي بَيَانُ الدَّلَالَةِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَأَخْرَجَ أَصْحَابُ السُّنَنِ -
أَبُو داود وَالتِّرْمِذِيُّ والنسائي وَابْنُ ماجه - وَأَصْحَابُ الْمَسَانِيدِ : كَمُسْنَدِ
أَحْمَد وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُصُولِ الْإِسْلَامِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599062أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ السَّلَامَ . وَقَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ . فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْك السَّلَامُ ثُمَّ قَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ . فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاَلَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا فَعَلِّمْنِي . قَالَ : إذَا قُمْت إلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَك مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ اجْلِسْ حَتَّى تَطْمَئِنّ جَالِسًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِك كُلِّهَا } وَفِي رِوَايَةٍ
لِلْبُخَارِيِّ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10421إذَا قُمْت إلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَك مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَك حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وَتَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا [ ص: 528 ] ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِك كُلِّهَا } وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599063ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا } وَبَاقِيهِ مِثْلُهُ . وَفِي رِوَايَةٍ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599064وَإِذَا فَعَلْت هَذَا فَقَدَ تَمَّتْ صَلَاتُك . وَمَا انْتَقَصْت مِنْ هَذَا فَإِنَّمَا انْتَقَصْته مِنْ صَلَاتِك } .
وَعَنْ
رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599065أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ - : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّهُ لَا تَتِمُّ صَلَاةٌ لِأَحَدِ مِنْ النَّاسِ حَتَّى يَتَوَضَّأَ فَيَضَعَ الْوُضُوءَ مَوَاضِعَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ بِمَا شَاءَ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ يَرْكَعُ حَتَّى يَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا ثُمَّ يَسْجُدُ حَتَّى يَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ . ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ يَسْجُدُ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيُكَبِّرُ . فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ } وَفِي رِوَايَةٍ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599066إنَّهَا لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَيَمْسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ إلَى الْكَعْبَيْنِ . ثُمَّ يُكَبِّرَ اللَّهَ وَيَحْمَدَهُ ثُمَّ يَقْرَأَ مِنْ الْقُرْآنِ مَا أُذِنَ لَهُ وَتَيَسَّرَ - وَذَكَرَ نَحْوَ اللَّفْظِ الْأَوَّلِ وَقَالَ - : ثُمَّ يُكَبِّرُ . فَيَسْجُدُ فَيُمَكِّنُ وَجْهَهُ وَرُبَّمَا قَالَ : جَبْهَتَهُ - مِنْ الْأَرْضِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ وَتَسْتَرْخِيَ [ ص: 529 ] ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَسْتَوِيَ قَاعِدًا عَلَى مَقْعَدَتِهِ وَيُقِيمَ صُلْبَهُ - فَوَصَفَ الصَّلَاةَ هَكَذَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ حَتَّى فَرَغَ ثُمَّ قَالَ - : لَا تَتِمُّ صَلَاةٌ لِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَفْعَلَ ذَلِكَ } رَوَاهُ
أَهْلُ السُّنَنِ :
أَبُو داود والنسائي وَابْنُ ماجه وَالتِّرْمِذِيُّ . وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ . وَالرِّوَايَتَانِ : لَفْظُ
أَبِي داود .
وَفِي رِوَايَةٍ ثَالِثَةٍ لَهُ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599067قَالَ : إذَا قُمْت فَتَوَجَّهْت إلَى الْقِبْلَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَبِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَقْرَأَ . فَإِذَا رَكَعْت فَضَعْ رَاحَتَك عَلَى رُكْبَتَيْك وَامْدُدْ ظَهْرَك . وَقَالَ : إذَا سَجَدْت فَمَكِّنْ لِسُجُودِك . فَإِذَا رَفَعْت فَاقْعُدْ عَلَى فَخِذِك الْيُسْرَى } وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=63826إذَا أَنْتَ قُمْت فِي صَلَاتِك فَكَبِّرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ عَلَيْك مِنْ الْقُرْآنِ } وَقَالَ فِيهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599068فَإِذَا جَلَسْت فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ فَاطْمَئِنَّ وَافْتَرِشْ فَخِذَك الْيُسْرَى ثُمَّ تَشَهَّدْ ثُمَّ إذَا قُمْت فَمِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى تَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِك } وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599069قَالَ : فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَك اللَّهُ ثُمَّ تَشَهَّدْ فَأَتِمَّ ثُمَّ كَبِّرْ . فَإِنْ كَانَ مَعَك قُرْآنٌ فَاقْرَأْ بِهِ . وَإِلَّا فَاحْمَدْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبِّرْهُ وهلله } . وَقَالَ فِيهِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599070وَإِنْ انْتَقَصْت مِنْهُ شَيْئًا انْتَقَصْت مِنْ صَلَاتِك } .
فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ ذَلِكَ الْمُسِيءَ فِي صَلَاتِهِ بِأَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ .
nindex.php?page=treesubj&link=21055وَأَمْرُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إذَا أُطْلِقَ كَانَ مُقْتَضَاهُ الْوُجُوبَ وَأَمَرَهُ
[ ص: 530 ] إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ بِالطُّمَأْنِينَةِ كَمَا أَمَرَهُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ . وَأَمْرُهُ الْمُطْلَقُ عَلَى الْإِيجَابِ .
وَأَيْضًا قَالَ لَهُ " فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ " فَنَفَى أَنْ يَكُونَ عَمَلُهُ الْأَوَّلُ صَلَاةً وَالْعَمَلُ لَا يَكُونُ مَنْفِيًّا إلَّا إذَا انْتَفَى شَيْءٌ مِنْ وَاجِبَاتِهِ . فَأَمَّا إذَا فُعِلَ كَمَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ لَا يَصِحُّ نَفْيُهُ لِانْتِفَاءِ شَيْءٍ مِنْ الْمُسْتَحَبَّاتِ الَّتِي لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ .
وَأَمَّا مَا يَقُولُهُ بَعْضُ النَّاسِ : إنَّ هَذَا نَفْيٌ لِلْكَمَالِ . كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30864لَا صَلَاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إلَّا فِي الْمَسْجِدِ } فَيُقَالُ لَهُ : نَعَمْ هُوَ لِنَفْيِ الْكَمَالِ لَكِنْ لِنَفْيِ كَمَالِ الْوَاجِبَاتِ أَوْ لِنَفْيِ كَمَالِ الْمُسْتَحَبَّاتِ ؟ فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَحَقٌّ . وَأَمَّا الثَّانِي : فَبَاطِلٌ لَا يُوجَدُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا فِي كَلَامِ رَسُولِهِ قَطُّ وَلَيْسَ بِحَقِّ . فَإِنَّ الشَّيْءَ إذَا كَمُلَتْ وَاجِبَاتُهُ فَكَيْفَ يَصِحُّ نَفْيُهُ ؟ ؟ وَأَيْضًا فَلَوْ جَازَ لَجَازَ نَفْيُ صَلَاةِ عَامَّةِ الْأَوَّلِينَ والآخرين لِأَنَّ كَمَالَ الْمُسْتَحَبَّاتِ مِنْ أَنْدَرِ الْأُمُورِ .
وَعَلَى هَذَا : فَمَا جَاءَ مِنْ نَفْيِ الْأَعْمَالِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَإِنَّمَا هُوَ لِانْتِفَاءِ بَعْضِ وَاجِبَاتِهِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=562&ayano=4فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } وقَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2862&ayano=24وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ } وقَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4676&ayano=49إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا } - الْآيَةَ وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2877&ayano=24إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ } - الْآيَةَ وَنَظَائِرُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ .
وَمِنْ ذَلِكَ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=29843لَا إيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ } و {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30829لَا صَلَاةَ إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ } و {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30840لَا صَلَاةَ إلَّا بِوُضُوءِ } .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30864لَا صَلَاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إلَّا فِي الْمَسْجِدِ } فَهَذَا اللَّفْظُ قَدْ قِيلَ : إنَّهُ لَا يُحْفَظُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَذَكَرَ
Multitarajem.php?tid=16306,16307,16308,16309عَبْدُ الْحَقِّ الإشبيلي : أَنَّهُ رَوَاهُ بِإِسْنَادِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ وَبِكُلِّ حَالٍ : فَهُوَ مَأْثُورٌ عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَكِنَّ نَظِيرَهُ فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=69211مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ ثُمَّ لَمْ يُجِبْ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَلَا صَلَاةَ لَهُ } .
وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا يَقْتَضِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=22714_1609إجَابَةَ الْمُؤَذِّنِ الْمُنَادِيَ وَالصَّلَاةَ فِي جَمَاعَةٍ : مِنْ الْوَاجِبَاتِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=100ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ :
[ ص: 532 ] {
nindex.php?page=hadith&LINKID=99216يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي رَجُلٌ شَاسِعُ الدَّارِ وَلِي قَائِدٌ لَا يُلَائِمُنِي . فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي ؟ قَالَ : هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : مَا أَجِدُ لَك رُخْصَةً } لَكِنْ إذَا تَرَكَ هَذَا الْوَاجِبَ فَهَلْ يُعَاقَبُ عَلَيْهِ وَيُثَابُ عَلَى مَا فَعَلَهُ مِنْ الصَّلَاةِ أَمْ يُقَالُ . إنَّ الصَّلَاةَ بَاطِلَةٌ عَلَيْهِ إعَادَتُهَا كَأَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْهَا ؟ . هَذَا فِيهِ نِزَاعٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ . وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599071إذَا فَعَلْت هَذَا فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُك وَمَا انْتَقَصْت مِنْ هَذَا فَإِنَّمَا انْتَقَصْت مِنْ صَلَاتِك } .
فَقَدْ بَيَّنَ أَنَّ الْكَمَالَ الَّذِي نُفِيَ هُوَ هَذَا التَّمَامُ الَّذِي ذَكَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَإِنَّ التَّارِكَ لِبَعْضِ ذَلِكَ قَدْ انْتَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ بَعْضَ مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ فِيهَا . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599072فَإِذَا فَعَلَ هَذَا فَقَدَ تَمَّتْ صَلَاتُهُ } .
وَيُؤَيِّدُ هَذَا : أَنَّهُ أَمَرَهُ بِأَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ . وَلَوْ كَانَ الْمَتْرُوكُ مُسْتَحَبًّا لَمْ يَأْمُرْهُ بِالْإِعَادَةِ . وَلِهَذَا يُؤْمَرُ مِثْلُ هَذَا الْمُسِيءِ بِالْإِعَادَةِ كَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا لَكِنْ لَوْ لَمْ يَعُدْ وَفَعَلَهَا نَاقِصَةً فَهَلْ يُقَالُ : إنَّ وُجُودَهَا كَعَدَمِهَا بِحَيْثُ يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهَا ؟ أَوْ يُقَالُ إنَّهُ يُثَابُ عَلَى مَا فَعَلَهُ وَيُعَاقَبُ عَلَى مَا تَرَكَهُ بِحَيْثُ يَجْبُرُ مَا تَرَكَهُ مِنْ الْوَاجِبَاتِ بِمَا فَعَلَهُ مِنْ التَّطَوُّعِ ؟ . هَذَا فِيهِ نِزَاعٌ . وَالثَّانِي : أَظْهَرُ . لِمَا رَوَى
أَبُو داود وَابْنُ ماجه عَنْ
أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضبي قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599073خَافَ [ ص: 533 ] رَجُلٌ مِنْ زِيَادٍ - أَوْ nindex.php?page=showalam&ids=13202ابْنِ زِيَادٍ - فَأَتَى الْمَدِينَةَ فَلَقِيَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : فَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْت لَهُ فَقَالَ : يَا فَتَى . أَلَا أُحَدِّثُك حَدِيثًا قَالَ : قُلْت : بَلَى يَرْحَمُك اللَّهُ - قَالَ يُونُسُ : فَأَحْسَبُهُ ذَكَرَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ : الصَّلَاةُ . قَالَ : يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ : اُنْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا ؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً . وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ : اُنْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ : أَتِمُّوهَا مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكُمْ } وَفِي لَفْظٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10943إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ : صَلَاتُهُ . فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ . فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْئًا قَالَ الرَّبُّ : اُنْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مَنْ تَطَوُّعٍ ؟ فَكَمُلَ بِهِ مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ . ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ أَعْمَالِهِ عَلَى هَذَا } رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ .
وَرَوَى أَيْضًا
أَبُو داود وَابْنُ ماجه عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=155تَمِيمٍ الداري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْمَعْنَى قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=599074ثُمَّ الزَّكَاةُ مِثْلُ ذَلِكَ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ } .