الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 255 ] سئل عن nindex.php?page=treesubj&link=28763عرض الأديان عند الموت : - هل لذلك أصل في الكتاب والسنة أم لا ؟ وقوله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=8768إنكم لتفتنون في قبوركم } ما المراد بالفتنة ؟ وإذا nindex.php?page=treesubj&link=25369ارتد العبد - والعياذ بالله - هل يجازى بأعماله الصالحة قبل الردة أم لا ؟ أفتونا مأجورين
فأجاب : - الحمد لله رب العالمين : أما عرض الأديان على العبد وقت الموت فليس هو أمرا عاما لكل أحد ولا هو أيضا منتفيا عن كل أحد بل من الناس من تعرض عليه الأديان قبل موته ; ومنهم من لا تعرض عليه وقد وقع ذلك لأقوام . وهذا كله من فتنة المحيا والممات التي أمرنا أن نستعيذ منها في صلاتنا : منها : ما في الحديث الصحيح { nindex.php?page=hadith&LINKID=595596أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ في صلاتنا من أربع : من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال } . ولكن وقت الموت أحرص ما يكون الشيطان على إغواء بني آدم ; لأنه وقت الحاجة . [ ص: 256 ]
. [ ص: 257 ] وأما nindex.php?page=treesubj&link=28763الفتنة في القبور فهي الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم " محمد " ؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن : الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي . ويقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه . فينتهرانه انتهارة شديدة - وهي آخر فتنه التي يفتن بها المؤمن - فيقولان له : كما قالا أولا . وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفتنة من حديث البراء بن عازب وأنس بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم وهي عامة للمكلفين ; إلا النبيين فقد اختلف فيهم . وكذلك اختلف في غير المكلفين كالصبيان والمجانين . فقيل : لا يفتنون لأن المحنة إنما تكون للمكلفين وهذا قول القاضي Multitarajem.php?tid=13371,13372وابن عقيل .
وعلى هذا فلا يلقنون بعد الموت . وقيل يلقنون ويفتنون أيضا وهذا قول أبي حكيم وأبي الحسن بن عبدوس ونقله عن أصحابه وهو مطابق لقول من يقول : إنهم يكلفون يوم القيامة كما هو قول أكثر أهل العلم وأهل السنة من أهل الحديث والكلام . وهو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه عن أهل السنة واختاره وهو مقتضى نصوص nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .
والوقوف : مذهب الشافعي . وتنازع الناس أيضا في " nindex.php?page=treesubj&link=25369المرتد " . هل يقال كان له إيمان صحيح يحبط بالردة ؟ أم يقال بل بالردة تبينا أن إيمانه كان فاسدا ؟ وأن الإيمان الصحيح لا يزول ألبتة ؟ على قولين لطوائف الناس وعلى ذلك يبنى قول المستثنى : أنا مؤمن - إن شاء الله - هل يعود الاستثناء إلى كمال الإيمان ؟ أو يعود إلى الموافاة في المآل والله أعلم