[ ص: 461 ] سئل رحمه الله تعالى - ما هو " لقاء الله سبحانه ؟ "
nindex.php?page=treesubj&link=28725الذي وصف بظنه الخاشعين بقوله تعالى : { nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون } وأمر بعلمه المتقين في قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=232&ayano=2واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه } وبشر بالإقرار به عند المصيبة الصابرين وأشار إلى إتيان أجله للراجين بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3374&ayano=29من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت } واشتهر ذكره في غير حديث من كلام سيد المرسلين كقوله في دعائه : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7015لقاؤك حق } وقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35332من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه } الحديث ؟ ؟ . وهل يصح قول بعض المفسرين من أنه متعلق بمحذوف تقديره جزاء ربهم أو نحوه بكونه مما لا يصح أن يضاف إلى الله تعالى حقيقة فيستحيل ظاهره ويكون المراد منه غير ظاهره ويصار فيه إلى تأويل معين ؟ أم هو مستغن عن ذلك لجوازه في نفسه ؟ وكيف يتصور منا محبة من لا نعرفه ولا نطلع عليه ؟ أم كيف يتأتى شوقه وحنين القلوب إليه وإيثاره على ما سواه مما هو عندنا معروف ولقلوبنا مألوف ؟ ولنا به منفعة عاجلة ولذة حاصلة .
[ ص: 462 ] وقد قالت
عائشة رضي الله عنها كراهية الموت وكلنا نكره الموت .
فرد صلى الله عليه وسلم قولها بما تضمنه الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596066من رؤية المؤمن ما له عند الله من النعيم فأحب الله لقاءه } الحديث . وقد يعترض على هذا سؤال وهو أنه إذا كان حبه اللقاء لما رآه من النعيم فالمحبة حينئذ للنعيم العائد إليه لا لمجرد لقاء الله تعالى فكيف يجازى عليه بحب الله تعالى لقاءه ومحبته غير خالصة وإنما يتقبل الله من الأعمال ما كان خالصا . بينوا لنا هذه الأمور البيان الشافي بالجواب الصحيح الكافي طلبا للأجر الوافي إن شاء الله تعالى ؟ ؟ .
[ ص: 482 ]
[ ص: 461 ] سُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - مَا هُوَ " لِقَاءُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ؟ "
nindex.php?page=treesubj&link=28725الَّذِي وَصَفَ بِظَنِّهِ الْخَاشِعِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إلَيْهِ رَاجِعُونَ } وَأَمَرَ بِعِلْمِهِ الْمُتَّقِينَ فِي قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=232&ayano=2وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ } وَبَشَّرَ بِالْإِقْرَارِ بِهِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ الصَّابِرِينَ وَأَشَارَ إلَى إتْيَانِ أَجَلِهِ لِلرَّاجِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3374&ayano=29مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } وَاشْتَهَرَ ذِكْرُهُ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ مِنْ كَلَامِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ كَقَوْلِهِ فِي دُعَائِهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7015لِقَاؤُك حَقٌّ } وَقَوْلُهُ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35332مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ } الْحَدِيثَ ؟ ؟ . وَهَلْ يَصِحُّ قَوْلُ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ أَنَّهُ مُتَعَلِّقٍ بِمَحْذُوفِ تَقْدِيرُهُ جَزَاءُ رَبِّهِمْ أَوْ نَحْوُهُ بِكَوْنِهِ مِمَّا لَا يَصِحُّ أَنْ يُضَافَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى حَقِيقَةً فَيَسْتَحِيلُ ظَاهِرُهُ وَيَكُونُ الْمُرَادُ مِنْهُ غَيْرَ ظَاهِرِهِ وَيُصَارُ فِيهِ إلَى تَأْوِيلٍ مُعَيَّنٍ ؟ أَمْ هُوَ مُسْتَغْنٍ عَنْ ذَلِكَ لِجَوَازِهِ فِي نَفْسِهِ ؟ وَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ مِنَّا مَحَبَّةُ مَنْ لَا نَعْرِفُهُ وَلَا نَطَّلِعُ عَلَيْهِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَتَأَتَّى شَوْقُهُ وَحَنِينُ الْقُلُوبِ إلَيْهِ وَإِيثَارُهُ عَلَى مَا سِوَاهُ مِمَّا هُوَ عِنْدَنَا مَعْرُوفٌ وَلِقُلُوبِنَا مَأْلُوفٌ ؟ وَلَنَا بِهِ مَنْفَعَةٌ عَاجِلَةٌ وَلَذَّةٌ حَاصِلَةٌ .
[ ص: 462 ] وَقَدْ قَالَتْ
عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ وَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ .
فَرَدَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهَا بِمَا تَضَمَّنَهُ الْحَدِيثُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=596066مِنْ رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ النَّعِيمِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ } الْحَدِيثَ . وَقَدْ يَعْتَرِضُ عَلَى هَذَا سُؤَالٌ وَهُوَ أَنَّهُ إذَا كَانَ حُبُّهُ اللِّقَاءَ لِمَا رَآهُ مِنْ النَّعِيمِ فَالْمَحَبَّةُ حِينَئِذٍ لِلنَّعِيمِ الْعَائِدِ إلَيْهِ لَا لِمُجَرَّدِ لِقَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَكَيْفَ يُجَازَى عَلَيْهِ بِحُبِّ اللَّهِ تَعَالَى لِقَاءَهُ وَمَحَبَّتُهُ غَيْرُ خَالِصَةٍ وَإِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْأَعْمَالِ مَا كَانَ خَالِصًا . بَيِّنُوا لَنَا هَذِهِ الْأُمُورَ الْبَيَانَ الشَّافِيَ بِالْجَوَابِ الصَّحِيحِ الْكَافِي طَلَبًا لِلْأَجْرِ الْوَافِي إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ؟ ؟ .
[ ص: 482 ]