[ ص: 666 ] قوله تعالى: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا (71) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
قال الله تعالى: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
روى عن إسماعيل بن أبي خالد قيس بن أبي حازم قال: بكى فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: رأيتك تبكي فبكيت . قال: إني ذكرت هذه الآية: عبد الله بن رواحة وإن منكم إلا واردها وقد علمت أني داخلها، فلا أدري أناج منها أنا أم لا؟
وروى عن ابن المبارك عباد المقبري، عن بكر المزني، قال: لما نزلت هذه الآية وإن منكم إلا واردها ذهب إلى بيته فبكى . وجاءت المرأة فبكت، وجاءت الخادم فبكت، ثم جاء أهل البيت فجعلوا يبكون كلهم، فلما انقطعت عبرته قال: يا أهلاه ما يبكيكم؟ قالوا: لا ندري، ولكنا رأيناك تبكي فبكينا . قال: آية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ينبئني فيها ربي أني وارد النار ولم ينبئني أني صادر عنها . ابن رواحة
وقال في "مغازيه ": زعموا أن موسى بن عقبة بكى حين أراد الخروج إلى موته، فبكى أهله حين رأوه يبكي، فقال: والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة لكم، ولكني بكيت جزعا من قول الله عز وجل: ابن رواحة وإن منكم إلا واردها فأيقنت أني واردها، فلا أدري أنجو منها أم لا؟
وقال حفص بن حميد عن شمر بن عطية: كان - رضي الله عنه - إذا قرأ هذه الآية يبكي، ويقول: رب أنا ممن تنجي أم من تذر فيها جثيا . [ ص: 667 ] وروى عمر بن الخطاب أبو إسحاق عن أبي ميسرة : أنه كان إذا أوى إلى فراشه، قال: يا ليت أمي لم تلدني، فقالت له امرأته: يا أبا ميسرة إن الله قد أحسن إليك هداك للإسلام، قال: أجل، إن الله يبين لنا أنا واردو النار ولم يبين أنا صادرون منها .
وروينا من طريق عن سفيان بن حسين قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا يقول الرجل منهم لصاحبه: هل أتاك أنك وارد النار؟ فيقول: نعم، فيقول: هل أتاك أنك خارج منها؟ فيقول: لا، فيقول: ففيم الضحك إذا؟! وقال الحسن، عن رجل عن ابن عيينة قال رجل لأخيه: يا أخي هل أتاك أنك وارد النار؟ قال: نعم، قال: هل أتاك أنك خارج منها؟ قال: لا، قال: ففيم الضحك إذا؟ قال: فما رئي ضاحكا حتى مات . الحسن،
وقال : حدثنا الإمام أحمد هاشم بن القاسم ، حدثنا عن المبارك بن فضالة، في قوله عز وجل: الحسن وإن منكم إلا واردها قال: قال رجل لأخيه: فقد جاءك عن الله أنك وارد جهنم ؟ قال: نعم، قال: فأيقنت بالورود؟ قال: نعم، قال: فأيقنت وصدقت بذلك؟ قال: نعم، وكيف لا أصدق وقد قال الله عز وجل: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا قال: فأيقنت أنك صادر عنها؟ قال: والله ما أدري أأصدر عنها أم لا ؟ قال: ففيم التثاقل;، وفيم الضحك؟ ، وفيم اللعب؟ قال : وحدثنا أحمد خلف بن الوليد، حدثنا المبارك، قال: سمعت يقول: لا - والله - إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا، وكيف لا يحزن المؤمن، [ ص: 668 ] وقد جاءه عن الله أنه وارد جهنم ولم يأته أنه صادر عنها . الحسن
قال : وأنبأنا أحمد حسين بن محمد، حدثنا ابن عياش ، عن أن عبد الله بن دينار لقمان، قال لابنه: يا بني كيف يأمن النار من هو واردها ؟ وقد اختلف الصحابة ومن بعدهم في تفسير الورود، فقالت طائفة: الورود هو المرور على الصراط، وهذا قول ، ابن مسعود ، وجابر . والحسن ، وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، والكلبي ، وغيرهم . وروى إسرائيل : قال: سألت السدي عن قول الله عز وجل: مرة الهمداني وإن منكم إلا واردها فحدثني عن أنه حدثهم . قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرد الناس النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم، فأولهم كلمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رحله ثم كسير الرجل ثم كمشيه " ابن مسعود خرجه عن ، وقال: حديث حسن، وخرج الترمذي أوله . وخرجه الإمام أحمد وقال: صحيح، ورواه الحاكم عن شعبة عن السدي مرة عن موقوفا ولم يرفعه عبد الله ، مع أنه قرأ بأن شعبة حدثه به مرفوعا، قال السدي : يحتمل أن يكون مرفوعا . قلت: ورواه الدارقطني أسباط عن عن السدي عن مرة الهمداني موقوفا أيضا، فقال: "يرد الناس الصراط جميعا، وورودهم: قيامهم حول النار، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق " فذكر الحديث بطوله . وفي آخره: "حتى إن آخرهم مرا: رجل نوره على إبهامي قدميه، يتكفأ به الصراط دحض مزلة، عليه حسك كحسك القتاد، حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس " وذكر بقية الحديث . خرجه عبد الله . [ ص: 669 ] ورواه ابن أبي حاتم الحكم بن ظهير عن عن السدي مرة عن فرفع آخر الحديث، ولفظ حديثه: قال عبد الله : الورود ليس بالدخول فيها ولكنه حضورها والوقوف عليها، مثل الدابة ترد الماء ولا تدخله، ثم قال عبد الله : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عبد الله "يضع الله الصراط على جهنم فيجوز العباد عليه " وذكر الحديث بطوله، وفي آخره: "ولو قيل لأهل النار: إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لرجوا، وقالوا: إنا لا بد مخرجون، ولو قيل لأهل الجنة: إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة حزنوا، وقالوا: إنا لا بد مخرجون، ولكن الله جعل لهما الأبد ولم يجعل لهما الأمد"، و "الحكم بن ظهير" ضعيف .
ولعل هذا الكلام في آخر الحديث موقوف على ، فإنه روي عنه موقوفا من وجه آخر بإسناد جيد، قال ابن مسعود أبو الحسن بن البراء العبدي في كتاب "الروضة" له: حدثنا أحمد بن خالد - هو: الخلال -، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عن إسرائيل، أبي إسحاق عن ، عن عمرو بن ميمون قال: لو أن أهل جهنم وعدوا يوما من أبد أو عدد أيام الدنيا لفرحوا بذلك اليوم، لأن كل ما هو آت قريب . عبد الله
وقد روي أول الحديث من طريق أبي إسحاق موقوفا أيضا، لكن بمخالفة في الإسناد، فروى عمرو بن طلحة القتاد عن عن إسرائيل أبي إسحاق عن عن أبي الأحوص عبد الله وإن منكم إلا واردها قال: فتمر الطائفة الأولى كالبرق، والثانية كالريح . والثالثة كأجود الخيل، والرابعة كأجود الإبل والبهائم، ثم يمرون والملائكة يقولون: رب سلم سلم . خرجه الصراط على جهنم مثل حد السيف، وقال: صحيح على شرط الشيخين . وكذا خرجه الحاكم في "تفسيره" عن آدم بن أبي إياس [ ص: 670 ] وخرج إسرائيل . في "صحيحه " من حديث مسلم أنبأنا روح بن عبادة، ، أخبرني ابن جريج أنه سمع أبو الزبير يسأل عن الورود . فقال: نحن يوم القيامة على كذا وكذا، انظر أي ذلك فوق الناس، قال: فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد: الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك، فيقول: من تنتظرون؟ فنقول: ننتظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى ننظر إليك، فيتجلى لهم ويضحك، فينطلق بهم فيتبعونه، ويعطى كل إنسان منهم مؤمن أو منافق نوره، ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين ثم ينجو المؤمنون، فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر" . وذكر بقية الحديث، كذا أخرجه جابر بن عبد الله عن مسلم عبد الله بن سعيد - وهو الأشج - وإسحاق بن منصور ، وكلاهما عن روح به .
وخرجه عن الإمام أحمد روح به وزاد فيه بعد قوله: قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فيتجلى لهم يضحك "فينطلق بهم فيتبعونه "وساق الحديث فجعله من هذا الموضع مرفوعا، وما قبله موقوفا . وقد روى محمد بن شرحبيل الصنعاني عن هذا الحديث، فرفع أوله أيضا وهو ذكر التجلي والضحك، ورواه ابن جريج عن عبد الرزاق رباح بن زيد عن عن ابن جريج عن زياد بن سعد ، عن أبي الزبير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر التجلي، وروى عنه الحديث كله أيضا بهذا الإسناد، هذا يدل على أن أول الحديث لم يكن عند جابر عن ابن جريج مرفوعا، وإن كان عنده كله مرفوعا عن أبي الزبير عن زياد بن سعد ، وكذلك رواه أبي الزبير أبو قرة عن [ ص: 671 ] عن مالك عن زياد بن سعد ، عن أبي الزبير ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جابر "إذا كان يوم القيامة جمعت الأمم " فذكره كله مرفوعا، وكذلك رواه عن ابن لهيعة ، قال: أبي الزبير يسأل عن الورود، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نحن يوم القيامة على كوم " جابرا وذكر الحديث كله مرفوعا، وفي حديثه زيادة بعد قوله: سمعت وقوله في هذه الرواية "ويعطى كل إنسان منهم - منافق أو مؤمن - نورا أو يغشاه ظلمة" . "ونحن يوم القيامة على كوم" هذه الرواية الصحيحة . وأما ما ورد في رواية روح عن عن كذا وكذا، فإن أصله تصحيف من الراوي للفظة "كوم "، فكتب عليه كذا وكذا لإشكال فهمه عليه، ثم كتب: انظر، أي: ذلك يأمر الناظر فيه بالتروي والفكر في صحة لفظه، فأدخل ذلك كله في الرواية قديما . ولم يقع ذلك في نسخ "صحيح ابن جريج " كما يظنه بعضهم، فإن الحديث في "مسند مسلم "، و"كتاب السنة" لابنه الإمام أحمد كذلك، وخرجه عبد الله في "كتاب السنة" من طريق الطبراني أبي عاصم عن ، أخبرني ابن جريج أبو الزبير يسأل عن الورود فقال: "نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس، فتدعى الأمم بأوثانها" وذكر الحديث إلى قوله: "فيتجلى لهم يضحك " قال: فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حتى يبدو كذا وكذا، فينطلق بهم فيتبعونه " وذكر الحديث بتمامه . وفي سياقه أيضا: "وتغشى المنافقين ظلمة" . جابرا فظهر بهذه الرواية أن الشك والتصحيف إنما جاء من جهة أنه سمع ولعله وقع في كتابه كذلك فحدث به كما في كتابه، والله أعلم روح بن عبادة،
، لكن قد رواه محمد بن يحيى المازني عن ، كما رواه عنه ابن جريج روح . خرجه من طريقه [ ص: 672 ] ومما يستدل به على أن الورود ليس هو الدخول: ما خرجه الخلال . من حديث مسلم عن أبي الزبير ، قال: أخبرتني جابر أم بشر : "لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها" قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة : حفصة وإن منكم إلا واردها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد قال الله عز وجل ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا . أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند
ورواه عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر أم بشر بنحوه، وفي بعض روايات فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الأعمش "يردونها، ثم يصدرون عنها بالأعمال " .
وقالت طائفة: الورود هو الدخول، وهذا هو المعروف عن . وروي عنه من غير وجه، وكان يستدل لذلك بقول الله تعالى في ابن عباس فرعون: يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبقوله: ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا وكذلك قوله تعالى: لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وقد سبق عن نحو هذا إلا أن الرواية عنه منقطعة . وروى عبد الله بن رواحة مسلم الأعور عن : مجاهد وإن منكم إلا واردها قال: داخلها . وسئل عن الورود المذكور في الآية، فقال: تمسك النار عن الناس [ ص: 673 ] كأنها متن إهالة، حتى تسوى عليها أقدام الخلق كلهم برهم وفاجرهم، ثم يقول لها الرب عز وجل: خذي أصحابك ودعي أصحابي، فتخسف بكل ولي لها، وينجي الله المؤمنين ندية ثيابهم . كعب
قال : ألم تر إلى القدر الكثيرة الودك إذا بردت استوت بيضاء كالشحم، فإذا أوقدت النار تحتها انخسف الودك في القدر من هاهنا وهاهنا . وفي رواية عنه قال: فهي أعرف بهم من الوالد بولده . كعب
وقال عن ثور بن يزيد : إذا دخل أهل الجنة الجنة، قالوا: ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار؟ قال: بلى، ولكن مررتم عليها وهي خامدة . وفي رواية عنه، قال: إذا جاز المؤمنون الصراط نادى بعضهم بعضا: ألم يعدنا ربنا أنا نمر على جسر جهنم؟ فيقولون: بلى، ولكن مررتم عليها وهي خامدة . خالد بن معدان
وقال مسكين: سمعت أشعث الحداني يقول: بلغني أن أهل الإيمان إذا مروا بصراط جهنم، قال: تقول لهم جهنم: جوزوا عني قد بردتم وهجي . ذروني وأهلي . ولكن هذا والذي قبله قد يدلان على أن الورود هو المرور على الصراط كالقول الأول .
وروى كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية، قال: اختلفنا في الورود . فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضهم: يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا، فلقيت ، فقلت: إنا اختلفنا في الورود . فقال: يردونها جميعا، وقال جابر بن عبد الله سليم بن مرة: يدخلونها، وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا " . خرجه "لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على . الإمام أحمد و"أبو سمية" لا ندري من هو .
وفي "الصحيحين عن رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة وقد فسر "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم " . وغيره تحلة القسم بالورود لقوله: عبد الرزاق وإن منكم إلا واردها وظاهر هذا يقتضي أن الورود هو مس النار . وفي رواية: فجعله مستثنى من ولوجها . وروى "فيلج النار إلا تحلة القسم " ، عن عبد الملك بن عمير عبد الرحمن بن بشير الأنصاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات له ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل " .
وخرج من حديث الإمام أحمد ، ابن لهيعة ورشدين بن سعد ، كلاهما عن زاذان بن نائل، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فإن الله تعالى يقول: "من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا يأخذه سلطان لم يرد إلا تحلة القسم، وإن منكم إلا واردها " . إسناده ضعيف .
وخرج من حديث الطبراني ، حدثنا الواقدي شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي بكر الصديق "إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام" . متروك . [ ص: 675 ] وروى الواقدي ، عن منصور بن عمار بشير بن طلحة ، عن خالد بن دريك، عن يعلى بن منية، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تقول جهنم للمؤمن: جز يا مؤمن; فقد أطفأ نورك لهبي " غريب وفيه نكارة .
وقد فسر بعضهم الورود بالحمى في الدنيا، روى مجاهد وعثمان بن الأسود وفيه حديث مرفوع: وإسناده ضعيف . "الحمى حظ المؤمن من النار"
وقالت طائفة: الورود: ليس عاما وإنما هو خاص بالمحضرين حول جهنم المذكورين في قوله تعالى: فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا إلى قوله: وإن منكم إلا واردها كأنه يقال لهؤلاء الموصوفين: وإن منكم إلا واردها روي هذا التأويل عن ، وهو بعيد جدا . زيد بن أسلم
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن . العبد إذا وقف بين يدي ربه للحساب فإنه تستقبله النار تلقاء وجهه وأخبر أن . الصدقة تقي صاحبها من النار
ففي "الصحيحين عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: عدي بن حاتم "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة" .
وفي "صحيح " عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مسلم [ ص: 676 ] وفي "صحيح "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل " . " عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البخاري "ليقفن أحدكم بين يدي الله عز وجل ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك مالا; فليقولن بلى، ثم يقول: ألم أرسل إليك رسولا; فليقولن: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة" .
وفي حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن سمرة أنه خرج يوما فقال: "رأيت الليلة عجبا" فذكر حديثا طويلا، وفيه: "رأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها بيديه من وجهه، فجاءته صدقته فصارت سترا على رأسه وظلا على وجهه " .