[ ص: 396 ] قوله تعالى: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
فأفضل الأعمال: كلها، وأفضلها السلامة من شحناء أهل الأهواء والبدع التي تقتضي الطعن على سلف الأمة . وبغضهم والحقد عليهم، واعتقاد تكفيرهم أو تبديعهم وتضليلهم، ثم يلي ذلك سلامة القلب من الشحناء لعموم المسلمين، وإرادة الخير لهم . ونصيحتهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه . وقد وصف الله تعالى المؤمنين عموما بأنهم يقولون: سلامة الصدر من أنواع الشحناء ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم وفي "المسند" عن أنس ، فنام عنده ثلاثا لينظر عمله، فلم ير له في بيته كبير عمل، فأخبره بالحال، فقال له: هو ما ترى، إلا أني أبيت وليس في قلبي شيء على أحد من المسلمين . فقال عبد الله بن عمرو : بهذا بلغ ما بلغ . عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه ثلاثة أيام: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فيطلع رجل واحد، فاستضافه
وفي "سنن ": ابن ماجه ، قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب، صدوق اللسان " . قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي الذي لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد" . عبد الله بن عمرو [ ص: 397 ] قال بعض السلف: عن وبهذه الخصال بلغ من بلغ، لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة . أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس . والنصيحة للأمة،