[ ص: 93 ] سورة البقرة
قوله تعالى: أو كصيب من السماء
[قال ] : "باب: ما يقول إذا أمطرت ": البخاري
وقال : (كصيب) البقرة: 19،: المطر . ابن عباس
وقال غيره: صاب وأصاب يصوب .
حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي: أنا عبد الله - هو: ابن المبارك -: أنا عبيد الله ، عن ، عن نافع ، عن القاسم بن محمد ، عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: "صيبا نافعا " .
تابعه: القاسم بن يحيى ، عن عبيد الله . ورواه الأوزاعي وعقيل ، عن . نافع
أما ذكر المتابعات على هذا الإسناد، لاختلاف وقع فيه: فإنه روي عن عبيد الله ، عن ، عن القاسم ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير ذكر: " عائشة " . والصحيح: ذكر: " نافع " فيه . وقد رواه - أيضا - نافع يحيى القطان وعبدة بن سليمان، عن عبيد الله . كذلك -: ذكره في "علله " . [ ص: 94 ] فإن كان ذلك محفوظا عنهما، فكيف لم يذكر الدارقطني متابعتهما البخاري وعدل عنه إلى متابعة لابن المبارك، القاسم بن يحيى ؟ . وأما عقيل ، فرواه عن ، - عن نافع ، عن القاسم . ورواه - أيضا - عائشة أيوب، عن ، عن القاسم . خرجه عائشة ، عن الإمام أحمد ، عن عبد الرزاق ، عنه، ولفظ حديثه: معمر "اللهم صيبا هنيئا - أو - صيبا هنيئا" .
وأما ، فقد رواه عن الأوزاعي ، عن نافع ، عن القاسم ، كما ذكره عائشة ، ولفظ حديثه: البخاري وقد خرج حديثه كذلك "اللهم اجعله صيبا هنيئا" . الإمام أحمد . وابن ماجه
وفي رواية : أن ابن ماجه قال: "أخبرني الأوزاعي "، كذا خرجه من طريق نافع عبد الحميد بن أبي العشرين، عنه .
وقد روي التصريح بالتحديث فيه عن ، عن الوليد بن مسلم أيضا . ورواه الأوزاعي إسماعيل بن سماعة، عن ، عن رجل، عن الأوزاعي ، عن نافع ، عن القاسم . وقال عائشة البابلتي: عن ، عن الأوزاعي محمد بن الوليد الزبيدي، عن . عن نافع ، عن القاسم . وقال عائشة عقبة بن علقمة : عن ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن [ ص: 95 ] نافع ، عن القاسم . قال عائشة : وهو غير محفوظ . وقال الدارقطني عيسى بن يونس وعباد بن جويرية : عن ، عن الأوزاعي . عن الزهري ، عن القاسم - من غير ذكر: " عائشة " . وكذا روي عن نافع ، عن ابن المبارك . الأوزاعي
قال : فإن كان ذلك محفوظا عن الدارقطني ، فهو غريب عن الأوزاعي . وخرجه الزهري من رواية البيهقي : نا الوليد بن مسلم : حدثني الأوزاعي . ثم قال: كان نافع يزعم أن ابن معين لم يسمع من الأوزاعي شيئا . ثم خرجه من طريق نافع الوليد بن مزيد: نا : حدثني رجل، عن الأوزاعي - فذكره . قال: وهذا يشهد لقول نافع قلت: وقد سبق الكلام على رواية ابن معين . عن الأوزاعي في "باب: حمل العنزة بين يدي الإمام يوم العيد"، فإن نافع خرج حديثا البخاري عن للأوزاعي مصرحا فيه بالسماع . وقد روي هذا الحديث عن نافع من وجه آخر: خرجه عائشة الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث وابن ماجه المقدام بن ، [ ص: 96 ] شريح عن أبيه، عن ، عائشة كان إذا أمطر، قال: "اللهم صيبا هنيئا" - لفظ أن النبي، أبي داود .
ولفظ : النسائي "اللهم اجعله سيبا نافعا " . ولفظ : ابن ماجه وفي رواية "اللهم سيبا نافعا " - مرتين أو ثلاثا . لابن أبي الدنيا في "كتاب المطر": "اللهم سقيا نافعا " . وخرج من طريق مسلم جعفر بن محمد، عن ، عن عطاء ، عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا رأى المطر: "رحمة" .
وقد أشار إلى تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم -: البخاري فذكر عن "صيبا هنيئا"، ، أن الصيب هو المطر . وقد خرجه ابن عباس في "كتاب المطر" من رواية ابن أبي الدنيا هارون بن عنترة . عن أبيه، عن . وقال غيره: هو المطر الشديد . وقد ذكر ابن عباس عن بعضهم، أن الفعل الماضي منه: "صاب وأصاب " . والمضارع منه: "يصوب " . البخاري
وهذا عجيب: فإن "أصاب " إنما تقال في ماضي "يصيب "، من الإصابة التي هي ضد الخطإ . وأما "صاب يصوب "، فمعناه: نزل من علو إلى سفل . وأما رواية من روى "سيبا" بالسين، فيجوز أن تكون السين مبدلة [ ص: 97 ] من الصاد . وقيل: بل هو بسكون الياء، ومعناه: العطاء .
وروي عن محمد بن أسلم الطوسي، أنه رجح هذه الرواية; لأن العطاء يعم المطر وغيره من أنواع الخير والرحمة، وفي هذه الأحاديث كلها: الدعاء بأن يكون النازل من السماء نافعا ، وذلك سقيا الرحمة، دون العذاب .
وروى بإسناده، عن ابن أبي الدنيا عبد الملك بن جابر بن عتيك، أن رجلا من الأنصار كان قاعدا عند في يوم مطر، فأكثر الأنصاري الدعاء بالاستسقاء، فضربه عمر بالدرة، وقال: ما يدريك ما يكون في السقيا، ألا تقول: سقيا وادعة، نافعة، تسع الأموال والأنفس . عمر