قال الله تعالى: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون وفسرت إحاطة الخطيئة بالموت على الشرك، وفسرت بالموت على الذنوب الموجبة للنار من غير توبة منها . فكأن ذنوبه أحاطت به من جميع جهاته، فلم يبق له مخلص منها . فالخطايا تحيط بصاحبها حتى تهلكه، وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل الخطايا التي يتلبس بها العبد بمثل درع ضيقة يلبسها، فتضيق عليه حتى تخنقه، ولا تنفك عنه إلا بعمل الحسنات من توبة أو غيرها من الأعمال الصالحة، ففي "المسند"، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: عقبة بن عامر فلا يخلص العبد من ضيق الذنوب عليه وإحاطتها به، إلا بالتوبة والعمل الصالح . [ ص: 105 ] كان بعض السلف يردد هذين البيتين بالليل، ويبكي بكاء شديدا شعر "إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة ثم خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت حلقة أخرى حتى يخرج إلى الأرض " .
:
ابك لذنبك طول الليل مجتهدا . إن البكاء معول الأحزان لا تنس ذنبك في النهار وطوله .
إن الذنوب تحيط بالإنسان