nindex.php?page=treesubj&link=16341_19863_28723_32463_32470_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ( 224
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=225لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=227وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم
* * *
كلام الله سبحانه وتعالى من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=221ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن في الأسرة وبيان أسس التلاؤم بين ركنيها ودعامتها ; وهي الدين والأخلاق ، لا المال ولا الجاه ولا الجمال ; فإن تلك أمور قد تكون عند التفاضل بعد تحقق الأصل وهو التدين والخلق ; فلا ينظر إلى هذه الأمور إلا بعد تأكد هذين الأصلين .
وقد بين سبحانه بعد ذلك شيئا من العشرة الزوجية يتصل بالعلاقة الفطرية بين الزوجين ; وفي هذه الآيات ذكر الأمر الذي يتصل بظلم الرجل لزوجه فيما يتصل بتلك العلاقة ، وذلك بأن يمتنع عما يتقاضاه الطبع مضارة لها ، وقد يكون له زوج أخرى يشبع عندها حاجته الفطرية ، ويترك هذه كالمعلقة ، لا هي زوج تأنس بالحياة الزوجية - ، ولا هي مطلقة تأنس بأهلها ولا تذوق مضاضة الظلم والحرمان مما أحله الله ; وقد يوثق ذلك بيمين يحلفها ، ويتوهم أن من الخير البر بهذه اليمين ، وأن يترك زوجه تأكلها الغيرة ، وتكتوي بلوعة الظلم والأذى والمكايدة ، وتستوحش بتلك النفرة المستحكمة .
[ ص: 742 ] ولقد بين سبحانه وتعالى الأمر ، ووثق البيان ، فنهى عن الأيمان إن حلف وكان الاستمرار على البر باليمين ظلما ، وذكر العقوبة الرادعة لمن يعمد إلى مكايدة أهله ، والإساءة إليها والإضرار بها إن استمر في غيه ولم يسلك الطريق الذي بينه رب العالمين للخروج من تبعة اليمين ، وهو تحلتها ، وهي الكفارة .
وفي بيان الأمر الأول قال سبحانه وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس العرضة بضم العين : تطلق على النصبة التي تتعرض للسهام ونحوها ; وأطلقت على كل ما يتعرض للأشياء والأمور ويكون هدفا لها فيقال : فلان عرضة للسفر أي متعرض له .
وتطلق العرضة على القوة وعلى الهمة ; ومن ذلك قول بعض الشعراء في مدح
الأنصار : "
والأنصار عرضتها اللقاء
" وتطلق العرضة على الحاجز الذي يحول ويمنع .
واليمين تطلق بمعنى الحلف والقسم ، وأصل ذلك أن
العرب كانوا إذا وثقوا عهودهم بالقسم يقسمونه ، وضع كل واحد من المتعاهدين يمينه في يمين صاحبه وأطلق على القسم كلمة اليمين ، وتطلق اليمين على الأمور المحلوف بها ، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=669985nindex.php?page=treesubj&link=16539_16477إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك " .
وكلمة العرضة في الآية الكريمة يصح أن تكون بمعنى القوة ، والمعنى عليه لا تجعلوا الله قوة لأيمانكم التي تمتنعون فيها عن أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس ، أي
nindex.php?page=treesubj&link=33061لا تتخذوا من قسم الله سبيلا للامتناع عن فعل الخير .
ويصح أن تكون العرضة بمعنى المعرض للأمر كقول القائل : ( فلا تجعلوني عرضة للوائم ) ويكون المعنى على هذا كما قرر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لا
nindex.php?page=treesubj&link=24898_33061تجعلوا الله سبحانه وتعالى معرضا لأيمانكم فتبتذلوا القسم بالله بكثرة الحلف ; وذلك لكي تبروا وتتقوا وتصلحوا ; وذلك لأن من يكثر الحلف يكون مهينا بين الناس ، كما قال تعالى :
[ ص: 743 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10ولا تطع كل حلاف مهين ولأن المكثر من الحلف لا يكون ممن يصون يمينه فيبر بها ; ولذا قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=89واحفظوا أيمانكم ومن لا يصون يمينه لا يبر بها بل يقع في الحنث الكثير وقد يكفر وربما لا يكفر ; ومن يعرض اليمين في القليل والكثير ، والعظيم والحقير من الأمور لا يكون متقيا لله ، ولمهانته لا يصلح بين الناس .
ويصح - وهو الراجح - أن تكون العرضة بمعنى الحاجز المعترض ، ويكون المعنى على ذلك : لا تجعلوا الحلف بالله سبحانه وتعالى حاجزا ممانعا بينكم وبين فعل الخير ، فلا تحلفوا في أمر يكون الامتناع فيه امتناعا عن خير وتقوى وإصلاح بين الناس ; وذلك لأن الرجل كان يحلف على الامتناع عن بر غضبا على من يطلبه ; كما روي أن سيدنا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر حلف ألا يعطي ذا قرابة له عندما خاض في شأن ابنته
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في حديث الإفك عليها ، فنزل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم
وقد روي أيضا أن
nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة كان بينه وبين ختنه ( زوج أخته )
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير شيء ، فحلف بالله ألا يدخل عليه ولا يكلمه ، ولا يصلح بينه وبين خصمه ، وإذا قيل له فيه قال : قد حلفت بالله ألا أفعل فلا يحل لي إلا أن تبر يميني ; فكانت الآية الكريمة ناهية عن ذلك فمن حلف على شيء فرأى خيرا منه ، فلا يصح أن يجعل الحلف بالله عرضة محاجزة دون فعل الخير ، بل عليه أن يفعل الخير ويحنث ويؤدي
nindex.php?page=treesubj&link=16536كفارة اليمين المذكورة في سورة المائدة ، في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=89لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم وإن تفسير العرضة بمعنى المحاجز المعارض دون فعل الخير ، هو الأرجح كما نوهنا ، والأيمان حينئذ تفسر بأنها أفعال الخير المحلوف على الامتناع منها ; ووجه الترجيح من ناحيتين :
[ ص: 744 ] أولاهما - أن هذا التفسير هو المناسب لما يجيء بعد ذلك ، وهو المقصد من السياق ، وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم فإن مقتضاها أنه لا يصح أن تكون اليمين محاجزة دون فيء الرجل إلى أهله ، ومنع الأذى والضرر عنها .
وثانيتهما - أن الأحاديث كثيرة متضافرة تحث الحالف على الحنث في يمينه إذا كان الحلف مؤداه الامتناع عن البر ; فقد روي في الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=655094أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير ، وتحللتها " وروي أيضا
nindex.php?page=hadith&LINKID=656227أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=showalam&ids=77لعبد الرحمن بن سمرة : " يا nindex.php?page=showalam&ids=77عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها ، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها ، فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك " .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=656135أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " والله لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي افترض الله عليه " .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس هو بيان للخير الذي كانت اليمين تحاجز دونه ، وتمنع القيام به ; والمعنى : لا تجعلوا الله محاجزا دون أيمانكم لكي تتمكنوا من أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس . والنسق البياني الكريم يفيد أن علة النهي في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم هو
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس
فالخير الذي يطلب ، ولا يصح أن تحاجز اليمين دونه ثلاثة أنواع على حسب ما كان يقع من الناس في أيمانهم :
[ ص: 745 ] أولها : البر بالرحم ، كما حصل في يمين الصديق الكريم
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله عنه .
وثانيها : التقوى بأن يجعل بينه وبين أذى الناس وغضب الله بأذاهم وقاية ، كما يتبين في
nindex.php?page=treesubj&link=11826حلف الرجل في أهله مضارة بهن وإيذاء لهن .
والنوع الثالث : الصلح بين الناس كما حدث في يمين
nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة مع ختنه
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، وما من خير يحلف الناس على الامتناع عنه إلا وهو داخل في هذه الأنواع الثلاثة .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224والله سميع عليم ذيل الله سبحانه وتعالت كلماته الآية الكريمة بهذه الجملة السامية للإشارة إلى أنه سميع لأيمانهم عند النطق بها وتوثيقهم القول بها ، عليم بالدوافع إليها ، والبواعث التي بعثت عليها ، والنتائج التي تتأدى إليها ; وإنه تقدست ذاته ، وتعالت صفاته ، يغفر لهم أيمانهم بالحنث ثم الكفارة في نظير الخير العميم والنفع العظيم ، ومنع الضرر والضرار بالأهل ، والبر بذوي الأرحام ; ثم ذلك التذييل الكريم لا يخلو من إنذار بغضب الرحمن الرحيم إن أصروا على ما هم عليه ولم يثوبوا إلى رشدهم ويتخذوا تحلة أيمانهم طريقا للعودة إلى البر .
nindex.php?page=treesubj&link=16341_19863_28723_32463_32470_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 224
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=225لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=227وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
* * *
كَلَامُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=221وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ فِي الْأُسْرَةِ وَبَيَانِ أُسُسِ التَّلَاؤُمِ بَيْنَ رُكْنَيْهَا وَدِعَامَتِهَا ; وَهِيَ الدِّينُ وَالْأَخْلَاقُ ، لَا الْمَالُ وَلَا الْجَاهُ وَلَا الْجَمَالُ ; فَإِنَّ تِلْكَ أُمُورٌ قَدْ تَكُونُ عِنْدَ التَّفَاضُلِ بَعْدَ تَحَقُّقِ الْأَصْلِ وَهُوَ التَّدَيُّنُ وَالْخُلُقُ ; فَلَا يُنْظَرُ إِلَى هَذِهِ الْأُمُورِ إِلَّا بَعْدَ تَأَكُّدِ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ .
وَقَدْ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا مِنَ الْعِشْرَةِ الزَّوْجِيَّةِ يَتَّصِلُ بِالْعَلَاقَةِ الْفِطْرِيَّةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ ; وَفِي هَذِهِ الْآيَاتِ ذَكَرَ الْأَمْرَ الَّذِي يَتَّصِلُ بِظُلْمِ الرَّجُلِ لِزَوْجِهِ فِيمَا يَتَّصِلُ بِتِلْكَ الْعَلَاقَةِ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَمْتَنِعَ عَمَّا يَتَقَاضَاهُ الطَّبْعُ مُضَارَّةً لَهَا ، وَقَدْ يَكُونُ لَهُ زَوْجٌ أُخْرَى يُشْبِعُ عِنْدَهَا حَاجَتَهُ الْفِطْرِيَّةَ ، وَيَتْرُكُ هَذِهِ كَالْمُعَلَّقَةِ ، لَا هِيَ زَوْجٌ تَأْنَسُ بِالْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ - ، وَلَا هِيَ مُطَلَّقَةٌ تَأْنَسُ بِأَهْلِهَا وَلَا تَذُوقُ مَضَاضَةَ الظُّلْمِ وَالْحِرْمَانِ مِمَّا أَحَلَّهُ اللَّهُ ; وَقَدْ يُوَثِّقُ ذَلِكَ بِيَمِينٍ يَحْلِفُهَا ، وَيَتَوَهَّمُ أَنَّ مِنَ الْخَيْرِ الْبِرَّ بِهَذِهِ الْيَمِينِ ، وَأَنْ يَتْرُكَ زَوْجَهُ تَأْكُلُهَا الْغَيْرَةُ ، وَتَكْتَوِي بِلَوْعَةِ الظُّلْمِ وَالْأَذَى وَالْمُكَايَدَةِ ، وَتَسْتَوْحِشُ بِتِلْكَ النَّفْرَةِ الْمُسْتَحْكِمَةِ .
[ ص: 742 ] وَلَقَدْ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْأَمْرَ ، وَوَثَّقَ الْبَيَانَ ، فَنَهَى عَنِ الْأَيْمَانِ إِنْ حَلَفَ وَكَانَ الِاسْتِمْرَارُ عَلَى الْبِرِّ بِالْيَمِينِ ظُلْمًا ، وَذَكَرَ الْعُقُوبَةَ الرَّادِعَةَ لِمَنْ يَعْمِدُ إِلَى مُكَايَدَةِ أَهْلِهِ ، وَالْإِسَاءَةِ إِلَيْهَا وَالْإِضْرَارِ بِهَا إِنِ اسْتَمَرَّ فِي غَيِّهِ وَلَمْ يَسْلُكِ الطَّرِيقَ الَّذِي بَيَّنَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لِلْخُرُوجِ مِنْ تَبِعَةِ الْيَمِينِ ، وَهُوَ تَحَلِّتُهَا ، وَهِيَ الْكَفَّارَةُ .
وَفِي بَيَانِ الْأَمْرِ الْأَوَّلِ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ الْعُرْضَةُ بِضَمِّ الْعَيْنِ : تُطْلَقُ عَلَى النَّصْبَةِ الَّتِي تَتَعَرَّضُ لِلسِّهَامِ وَنَحْوِهَا ; وَأُطْلِقَتْ عَلَى كُلِّ مَا يَتَعَرَّضُ لِلْأَشْيَاءِ وَالْأُمُورِ وَيَكُونُ هَدَفًا لَهَا فَيُقَالُ : فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلسَّفَرِ أَيْ مُتَعَرِّضٌ لَهُ .
وَتُطْلَقُ الْعُرْضَةُ عَلَى الْقُوَّةِ وَعَلَى الْهِمَّةِ ; وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي مَدْحِ
الْأَنْصَارِ : "
وَالْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
" وَتُطْلَقُ الْعُرْضَةُ عَلَى الْحَاجِزِ الَّذِي يَحُولُ وَيَمْنَعُ .
وَالْيَمِينُ تُطْلَقُ بِمَعْنَى الْحَلِفِ وَالْقَسَمِ ، وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ
الْعَرَبَ كَانُوا إِذَا وَثَّقُوا عُهُودَهُمْ بِالْقَسَمِ يُقْسِمُونَهُ ، وَضَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَعَاهِدِينَ يَمِينَهُ فِي يَمِينِ صَاحِبِهِ وَأَطْلَقَ عَلَى الْقَسَمِ كَلِمَةَ الْيَمِينِ ، وَتُطْلَقُ الْيَمِينُ عَلَى الْأُمُورِ الْمَحْلُوفِ بِهَا ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=669985nindex.php?page=treesubj&link=16539_16477إِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ " .
وَكَلِمَةُ الْعُرْضَةِ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الْقُوَّةِ ، وَالْمَعْنَى عَلَيْهِ لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ قُوَّةً لِأَيْمَانِكُمُ الَّتِي تَمْتَنِعُونَ فِيهَا عَنْ أَنْ تَبِرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ، أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=33061لَا تَتَّخِذُوا مِنْ قَسَمِ اللَّهِ سَبِيلًا لِلِامْتِنَاعِ عَنْ فِعْلِ الْخَيْرِ .
وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ الْعُرْضَةُ بِمَعْنَى الْمُعَرَّضِ لِلْأَمْرِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ : ( فَلَا تَجْعَلُونِي عُرْضَةً لِلْوَائِمِ ) وَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا كَمَا قَرَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لَا
nindex.php?page=treesubj&link=24898_33061تَجْعَلُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُعَرَّضًا لِأَيْمَانِكُمْ فَتَبْتَذِلُوا الْقَسَمَ بِاللَّهِ بِكَثْرَةِ الْحَلِفِ ; وَذَلِكَ لِكَيْ تَبِرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا ; وَذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ يُكْثِرُ الْحَلِفَ يَكُونُ مَهِينًا بَيْنَ النَّاسِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
[ ص: 743 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ وَلِأَنَّ الْمُكْثِرَ مِنَ الْحَلِفِ لَا يَكُونُ مِمَّنْ يَصُونُ يَمِينَهُ فَيَبِرُّ بِهَا ; وَلِذَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=89وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ وَمَنْ لَا يَصُونُ يَمِينَهُ لَا يَبِرُّ بِهَا بَلْ يَقَعُ فِي الْحِنْثِ الْكَثِيرِ وَقَدْ يُكَفِّرُ وَرُبَّمَا لَا يُكَفِّرُ ; وَمَنْ يُعَرِّضُ الْيَمِينَ فِي الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، وَالْعَظِيمِ وَالْحَقِيرِ مِنَ الْأُمُورِ لَا يَكُونُ مُتَّقِيًا لِلَّهِ ، وَلِمَهَانَتِهِ لَا يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ .
وَيَصِحُّ - وَهُوَ الرَّاجِحُ - أَنْ تَكُونَ الْعُرْضَةُ بِمَعْنَى الْحَاجِزِ الْمُعْتَرِضِ ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى ذَلِكَ : لَا تَجْعَلُوا الْحَلِفَ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَاجِزًا مُمَانِعًا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ فِعْلِ الْخَيْرِ ، فَلَا تَحْلِفُوا فِي أَمْرٍ يَكُونُ الِامْتِنَاعُ فِيهِ امْتِنَاعًا عَنْ خَيْرٍ وَتَقْوَى وَإِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ; وَذَلِكَ لِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَحْلِفُ عَلَى الِامْتِنَاعِ عَنْ بِرٍّ غَضَبًا عَلَى مَنْ يَطْلُبُهُ ; كَمَا رُوِيَ أَنَّ سَيِّدَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ حَلَفَ أَلَّا يُعْطِيَ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ عِنْدَمَا خَاضَ فِي شَأْنِ ابْنَتِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ عَلَيْهَا ، فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَتَنِهِ ( زَوْجِ أُخْتِهِ )
nindex.php?page=showalam&ids=114النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ شَيْءٌ ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ أَلَّا يَدْخُلَ عَلَيْهِ وَلَا يُكَلِّمَهُ ، وَلَا يُصْلِحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَصْمِهِ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ فِيهِ قَالَ : قَدْ حَلَفْتُ بِاللَّهِ أَلَّا أَفْعَلَ فَلَا يَحِلُّ لِي إِلَّا أَنْ تَبِرَّ يَمِينِي ; فَكَانَتِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ نَاهِيَةً عَنْ ذَلِكَ فَمَنْ حَلَفَ عَلَى شَيْءٍ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهُ ، فَلَا يَصِحُّ أَنْ يَجْعَلَ الْحَلِفَ بِاللَّهِ عُرْضَةً مُحَاجِزَةً دُونَ فِعْلِ الْخَيْرِ ، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الْخَيْرَ وَيَحْنَثَ وَيُؤَدِّيَ
nindex.php?page=treesubj&link=16536كَفَّارَةَ الْيَمِينِ الْمَذْكُورَةَ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=89لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ وَإِنَّ تَفْسِيرَ الْعُرْضَةِ بِمَعْنَى الْمُحَاجِزِ الْمُعَارِضِ دُونَ فِعْلِ الْخَيْرِ ، هُوَ الْأَرْجَحُ كَمَا نَوَّهْنَا ، وَالْأَيْمَانُ حِينَئِذٍ تُفَسَّرُ بِأَنَّهَا أَفْعَالُ الْخَيْرِ الْمَحْلُوفُ عَلَى الِامْتِنَاعِ مِنْهَا ; وُوَجْهُ التَّرْجِيحِ مِنْ نَاحِيَتَيْنِ :
[ ص: 744 ] أُولَاهُمَا - أَنَّ هَذَا التَّفْسِيرَ هُوَ الْمُنَاسِبُ لِمَا يَجِيءُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَهُوَ الْمَقْصِدُ مِنَ السِّيَاقِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَإِنَّ مُقْتَضَاهَا أَنَّهُ لَا يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ الْيَمِينُ مُحَاجِزَةً دُونَ فَيْءِ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ ، وَمَنْعِ الْأَذَى وَالضَّرَرِ عَنْهَا .
وَثَانِيَتُهُمَا - أَنَّ الْأَحَادِيثَ كَثِيرَةٌ مُتَضَافِرَةٌ تَحُثُّ الْحَالِفَ عَلَى الْحِنْثِ فِي يَمِينِهِ إِذَا كَانَ الْحَلِفُ مُؤَدَّاهُ الِامْتِنَاعُ عَنِ الْبِرِّ ; فَقَدْ رُوِيَ فِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=655094أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ ، وَتَحَلَّلْتُهَا " وَرُوِيَ أَيْضًا
nindex.php?page=hadith&LINKID=656227أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=77لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ : " يَا nindex.php?page=showalam&ids=77عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا ، وَإِنَّ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا ، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ " .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=hadith&LINKID=656135أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " وَاللَّهِ لَأَنْ يَلِجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ " .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ هُوَ بَيَانٌ لِلْخَيْرِ الَّذِي كَانَتِ الْيَمِينُ تُحَاجِزُ دُونَهُ ، وَتَمْنَعُ الْقِيَامَ بِهِ ; وَالْمَعْنَى : لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ مُحَاجِزًا دُونَ أَيْمَانِكُمْ لِكَيْ تَتَمَكَّنُوا مِنْ أَنْ تَبِرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ . وَالنَّسَقُ الْبَيَانِيُّ الْكَرِيمُ يُفِيدُ أَنَّ عِلَّةَ النَّهْيِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ
فَالْخَيْرُ الَّذِي يُطْلَبُ ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ تُحَاجِزَ الْيَمِينُ دُونَهُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ عَلَى حَسَبِ مَا كَانَ يَقَعُ مِنَ النَّاسِ فِي أَيْمَانِهِمْ :
[ ص: 745 ] أَوَّلُهَا : الْبِرُّ بِالرَّحِمِ ، كَمَا حَصَلَ فِي يَمِينِ الصِّدِّيقِ الْكَرِيمِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَثَانِيهَا : التَّقْوَى بِأَنْ يَجْعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَذَى النَّاسِ وَغَضَبِ اللَّهِ بِأَذَاهُمْ وِقَايَةً ، كَمَا يَتَبَيَّنُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=11826حَلِفِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ مُضَارَّةً بِهِنَّ وَإِيذَاءً لَهُنَّ .
وَالنَّوْعُ الثَّالِثُ : الصُّلْحُ بَيْنَ النَّاسِ كَمَا حَدَثَ فِي يَمِينِ
nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ مَعَ خَتَنِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=114النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَمَا مِنْ خَيْرٍ يَحْلِفُ النَّاسُ عَلَى الِامْتِنَاعِ عَنْهُ إِلَّا وَهُوَ دَاخِلٌ فِي هَذِهِ الْأَنْوَاعِ الثَّلَاثَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذَيَّلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ السَّامِيَةِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُ سَمِيعٌ لِأَيْمَانِهِمْ عِنْدَ النُّطْقِ بِهَا وَتَوْثِيقِهِمُ الْقَوْلَ بِهَا ، عَلِيمٌ بِالدَّوَافِعِ إِلَيْهَا ، وَالْبَوَاعِثِ الَّتِي بُعِثَتْ عَلَيْهَا ، وَالنَّتَائِجِ الَّتِي تَتَأَدَّى إِلَيْهَا ; وَإِنَّهُ تَقَدَّسَتْ ذَاتُهُ ، وَتَعَالَتْ صِفَاتُهُ ، يَغْفِرُ لَهُمْ أَيْمَانَهُمْ بِالْحِنْثِ ثُمَّ الْكَفَّارَةِ فِي نَظِيرِ الْخَيْرِ الْعَمِيمِ وَالنَّفْعِ الْعَظِيمِ ، وَمَنْعِ الضَّرَرِ وَالضِّرَارِ بِالْأَهْلِ ، وَالْبِرِّ بِذَوِي الْأَرْحَامِ ; ثُمَّ ذَلِكَ التَّذْيِيلُ الْكَرِيمُ لَا يَخْلُو مِنْ إِنْذَارٍ بِغَضَبِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنْ أَصَرُّوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ وَلَمْ يَثُوبُوا إِلَى رُشْدِهِمْ وَيَتَّخِذُوا تَحِلَّةَ أَيْمَانِهِمْ طَرِيقًا لِلْعَوْدَةِ إِلَى الْبِرِّ .