nindex.php?page=treesubj&link=28723_29694_30455_34092_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم
بين الله تعالى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28675من الإثم البالغ والضلال البعيد عبادة ما لا يضر ولا ينفع من جماد وغيره، ثم يبين سبحانه في هذه الآية أنه هو الذي ينفع ويضر والنفع يشاؤه لعباده والضرر يكتبه عليهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو المس إصابة الإحساس بالألم والانزعاج، وأنه لا كاشف له إلا الله، أي: رافعه ومزيله، وقد عبر سبحانه عن إزالته بالكشف; لأنه يكون كالغمة تصيب النفس وتستولي عليها ولا تنحسر إلا بأمر من الله تعالى. والضمير (هو) يعود على الله سبحانه وتعالى ذي الجلال والإكرام وهو يجب أن يكون مذكورا في النفس حاضرا في القلب دائما، فالضمير يعود إلى معلوم في النفوس والقلوب.
ويقول سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وإن يردك بخير فلا راد لفضله وهنا نجد إشارتين بيانيتين:
الإشارة الأولى - التعبير باسم الفاعل في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107فلا راد لفضله وهذا يفيد أنه لا يوجد من يستطيع رده فليس الكلام لمجرد الرد، بل هو نفي لوجود من يستطيع الرد ويقدر عليه.
[ ص: 3646 ]
والإشارة الثانية - قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107لفضله فيها إظهار في موضع الإضمار، ذلك لبيان أنه لفضل من الله ورحمة منه سبحانه وأنه واجب الشكر على هذه النعمة، وجاء التعبير هنا بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وإن يردك بخير للإشارة إلى أن الخير مراد لله تعالى مقصود إنزاله بالشخص، وفي التعبير إبهام ثم بيان للتوكيد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وإن يردك ثم قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107بخير فكان الأخير بيانا لإرادة الله تعالى بالعبد، ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107يصيب به من يشاء من عباده أي: يصيب بهذا الفضل من تتعلق به مشيئة الله من عباده.
وتتعلق مشيئة الله بمن يسير في طريق الخير كما كتبه الله تعالى فيوصله إلى غايته، والخير المذكور في الآية هو النفع والهداية والاتجاه إلى الله ورجاء رحمته، ثم يختم الله تعالى هذه الآية بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وهو الغفور الرحيم أي: أن مغفرته تعالى وقبوله التوبة هو الخير الذي يشاؤه لعباده، ومغفرته من رحمته، لأنه سبحانه يريد لهم الخير برحمته وفضله، والشيطان يسول لهم الشر، فالذين مكنوا الشيطان من نفوسهم حرموا من الخير، ومن أبعدوا وساوسه فقد اتجهوا إلى الله، وكل شيء بعلمه وتقديره سبحانه، كل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29694_30455_34092_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28675مِنَ الْإِثْمِ الْبَالِغِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ عِبَادَةَ مَا لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ مِنْ جَمَادٍ وَغَيْرِهِ، ثُمَّ يُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَنْفَعُ وَيَضُرُّ وَالنَّفْعُ يَشَاؤُهُ لِعِبَادِهِ وَالضَّرَرُ يَكْتُبُهُ عَلَيْهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ الْمَسُّ إِصَابَةُ الْإِحْسَاسِ بِالْأَلَمِ وَالِانْزِعَاجِ، وَأَنَّهُ لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا اللَّهُ، أَيْ: رَافِعُهُ وَمُزِيلُهُ، وَقَدْ عَبَّرَ سُبْحَانَهُ عَنْ إِزَالَتِهِ بِالْكَشْفِ; لِأَنَّهُ يَكُونُ كَالْغُمَّةِ تُصِيبُ النَّفْسَ وَتَسْتَوْلِي عَلَيْهَا وَلَا تَنْحَسِرُ إِلَّا بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. وَالضَّمِيرُ (هُوَ) يَعُودُ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَهُوَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَذْكُورًا فِي النَّفْسِ حَاضِرًا فِي الْقَلْبِ دَائِمًا، فَالضَّمِيرُ يَعُودُ إِلَى مَعْلُومٍ فِي النُّفُوسِ وَالْقُلُوبِ.
وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ وَهُنَا نَجِدُ إِشَارَتَيْنِ بَيَانِيَّتَيْنِ:
الْإِشَارَةُ الْأُولَى - التَّعْبِيرُ بِاسْمِ الْفَاعِلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ وَهَذَا يُفِيدُ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ مَنْ يَسْتَطِيعُ رَدَّهُ فَلَيْسَ الْكَلَامُ لِمُجَرَّدِ الرَّدِّ، بَلْ هُوَ نَفْيٌ لِوُجُودِ مَنْ يَسْتَطِيعُ الرَّدَّ وَيَقْدِرُ عَلَيْهِ.
[ ص: 3646 ]
وَالْإِشَارَةُ الثَّانِيَةُ - قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107لِفَضْلِهِ فِيهَا إِظْهَارٌ فِي مَوْضِعِ الْإِضْمَارِ، ذَلِكَ لِبَيَانِ أَنَّهُ لِفَضْلٍ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَأَنَّهُ وَاجِبُ الشُّكْرِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَجَاءَ التَّعْبِيرُ هُنَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ الْخَيْرَ مُرَادٌ لِلَّهِ تَعَالَى مَقْصُودٌ إِنْزَالَهُ بِالشَّخْصِ، وَفِي التَّعْبِيرِ إِبْهَامٌ ثُمَّ بَيَانٌ لِلتَّوْكِيدِ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وَإِنْ يُرِدْكَ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107بِخَيْرٍ فَكَانَ الْأَخِيرُ بَيَانًا لِإِرَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْعَبْدِ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَيْ: يُصِيبُ بِهَذَا الْفَضْلِ مَنْ تَتَعَلَّقُ بِهِ مَشِيئَةُ اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ.
وَتَتَعَلَّقُ مَشِيئَةُ اللَّهِ بِمَنْ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ الْخَيْرِ كَمَا كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَيُوصِلُهُ إِلَى غَايَتِهِ، وَالْخَيْرُ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ هُوَ النَّفْعُ وَالْهِدَايَةُ وَالِاتِّجَاهُ إِلَى اللَّهِ وَرَجَاءُ رَحْمَتِهِ، ثُمَّ يَخْتِمُ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=107وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أَيْ: أَنَّ مَغْفِرَتَهُ تَعَالَى وَقَبُولَهُ التَّوْبَةَ هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي يَشَاؤُهُ لِعِبَادِهِ، وَمَغْفِرَتُهُ مِنْ رَحْمَتِهِ، لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُرِيدُ لَهُمُ الْخَيْرَ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ، وَالشَّيْطَانُ يُسَوِّلُ لَهُمُ الشَّرَّ، فَاَلَّذِينَ مَكَّنُوا الشَّيْطَانَ مِنْ نُفُوسِهِمْ حُرِمُوا مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ أَبْعَدُوا وَسَاوِسَهُ فَقَدِ اِتَّجَهُوا إِلَى اللَّهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ وَتَقْدِيرِهِ سُبْحَانَهُ، كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ.