وقد بين سبحانه أن الجزاء الأوفى يكون يوم القيامة، وأنه سبحانه وتعالى قادر على الإعادة، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كما بدأكم تعودون ؛ ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_31756_34092_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=20وما ذلك على الله بعزيز
الاستفهام هنا لإنكار الوقوع أي للنفي، وهو داخل على النفي (لم) ونفي النفي إثبات وهو إثبات مؤكد، كأنه استفهم فكان الجواب هو الإثبات، وتأكيد أن الله خلق السماوات والأرض، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19بالحق أي متلبسا بالحق في ذاته، وبأنها لم تخلق عبثا، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون وبأنها ثابتة دائما ثبات الحق، فوضع لها نظما، وسننا ونواميس تجعلها مربوطة برباط محكم، فأقام السماء بغير عمد ترونها وزينها بزينة الكواكب.
وكما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وكما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ما خلق الله ذلك إلا بالحق.
[ ص: 4013 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد أن هذا الذي أنشأ السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن قادر على أن يذهبهم وأن يفنيهم، فالإفناء أسهل من الإنشاء
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19ويأت بخلق جديد وإن الإتيان بجديد مثلهن القدرة عليه ثابتة بالمقايسة، فمن قدر على الإنشاء قادر على الإنشاء الثاني
وَقَدْ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَادِرٌ عَلَى الْإِعَادَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_31756_34092_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=20وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
الِاسْتِفْهَامُ هُنَا لِإِنْكَارِ الْوُقُوعِ أَيْ لِلنَّفْيِ، وَهُوَ دَاخِلٌ عَلَى النَّفْيِ (لِمْ) وَنَفْيُ النَّفْيِ إِثْبَاتٌ وَهُوَ إِثْبَاتٌ مُؤَكَّدٌ، كَأَنَّهُ اسْتَفْهَمَ فَكَانَ الْجَوَابُ هُوَ الْإِثْبَاتَ، وَتَأْكِيدَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19بِالْحَقِّ أَيْ مُتَلَبِّسًا بِالْحَقِّ فِي ذَاتِهِ، وَبِأَنَّهَا لَمْ تَخْلُقْ عَبَثًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ وَبِأَنَّهَا ثَابِتَةٌ دَائِمًا ثَبَاتَ الْحَقِّ، فَوَضَعَ لَهَا نُظُمًا، وَسُنَّنًا وَنَوَامِيسَ تَجْعَلُهَا مَرْبُوطَةً بِرِبَاطٍ مُحْكَمٍ، فَأَقَامَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ عَمْدٍ تَرَوْنَهَا وَزَيَّنَهَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ.
وَكَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَكَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ.
[ ص: 4013 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ أَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْشَأَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلِمَ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذْهِبَهُمْ وَأَنْ يُفْنِيَهُمْ، فَالْإِفْنَاءُ أَسْهَلُ مِنَ الْإِنْشَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَإِنَّ الْإِتْيَانَ بِجَدِيدٍ مِثْلِهِنَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ ثَابِتَةٌ بِالْمُقَايَسَةِ، فَمَنْ قَدَرَ عَلَى الْإِنْشَاءِ قَادِرٌ عَلَى الْإِنْشَاءِ الثَّانِي