ومثلها قصة أصحاب الحجر، وهم ثمود قوم صالح، وقال سبحانه وتعالى فيهم: ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين
جاء في تفسير القرطبي: " الحجر، ويطلق على معان منها حجر الكعبة، ومنها الحرام كما في قوله: أنعام وحرث حجر قال تعالى: حجرا محجورا والعقل كما في قوله تعالى: لذي حجر والحجر ديار ثمود وهي المراد منها وهي مدينة بين مكة وتبوك، وهو الوادي الذي كانت تسكنه ثمود، وقد مر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ذاهب إلى غزوة تبوك، ونبه جيشه إليه، وإلى ما فيه من عبر، وقد جاء ذلك في كتب السير، وصحاح السنة، [ ص: 4104 ] وروي عن قال: ابن عمر الحجر، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذر أن يصيبكم مثل ما أصابهم». مررنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على
والله تعالى يقول: ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين مع أنهم كذبوا رسولا واحدا، وهو صالح - صلى الله عليه وسلم -، والجواب عن ذلك أنه ذكر أن صالحا - صلى الله عليه وسلم - بعث لهم، وكذبوه، ولكن لا يمنع ذلك أنه بعث فيهم غيره وكذبوا، على أنهم إذا كانوا كذبوه جميعا فيما يدعوهم إليه من التوحيد ومكارم الأخلاق فقد كذبوا الرسل جميعا لأن هذه دعوتهم أجمعين، فمن كذب واحدا في هذا فقد كذبهم جميعا.