ظلم البنات
قال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=29702_29705_29706_33143_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون [ ص: 4198 ] إن الأوهام إذا كانت هي مصدر علم طائفة من الناس فلا تعجب، والأمثال على ذلك واقعة بين أيدينا في هذا الزمان ومن شأن من تحكمه الأوهام أن يتخيل ثم يظن ثم يتوهم ثم يعتقد، كان
العرب يعرفون الملائكة، ويعرفون الله وأنه خالق كل شيء، وأنه المستغاث لكل مستغيث، وأنه الملجأ في الشديد، ولكن خلطوا بذلك أوهاما كثيرة أفسدت تفكيرهم، فأشركوا الأوثان مع الله تعالى، ومن ذلك أنهم توهموا أن الملائكة إناث لا ذكور، وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا، وجعلوها بنات الله تعالى، ثم ذهب بهم فرط أوهامهم إلى أن كان منهم من عبدها؛ ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون أي أنهم جعلوا لله البنات - تنزه وتقدس عن ذلك - ولهم ما يشتهون، وهم الذكور، ومعنى يشتهون: يختارون راغبين ملحفين في الدعوة حتى كأنهم شهوة يشتهونها؛ لأنهم يرونهم امتدادا لوجودهم، ولأنهم يرون فيهم النصرة في الحرب؛ ولذا كان الرجل يكون في قوة ببنيه ويكون أعز نفرا، ولقد نعى الله تعالى عليهم أن قالوا لله تعالى ولدا، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151ألا إنهم من إفكهم ليقولون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=152ولد الله وإنهم لكاذبون وأن ذهب فرط أوصافهم أن يقولوا ولد الله بنات
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=153أصطفى البنات على البنين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154ما لكم كيف تحكمون
ويقول
[ ص: 4199 ] سبحانه ردا عليهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تلك إذا قسمة ضيزى
هكذا تدرج بهم الوهم من زعم أن لله ولدا، وإن هذا الولد من الإناث اللائي لا يرغبن فيهن، ثم استرسل بهم الوهم حتى كان منهم من عبد الملائكة، وهم طائفة من الصابئة كانت تعبد الأرواح.
وإن رغبتهم في الذكور ورغبتهم عن الإناث تدفعهم إلى أن تسود وجوههم عند ولادة الأنثى؛ ولذا قال تعالى:
ظُلْمُ الْبَنَاتِ
قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29702_29705_29706_33143_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ [ ص: 4198 ] إِنَّ الْأَوْهَامَ إِذَا كَانَتْ هِيَ مَصْدَرَ عِلْمِ طَائِفَةٍ مِنَ النَّاسِ فَلَا تَعَجُّبَ، وَالْأَمْثَالُ عَلَى ذَلِكَ وَاقِعَةٌ بَيْنَ أَيْدِينَا فِي هَذَا الزَّمَانِ وَمِنْ شَأْنِ مَنْ تَحْكُمُهُ الْأَوْهَامُ أَنْ يَتَخَيَّلَ ثُمَّ يَظُنَّ ثُمَّ يَتَوَهَّمَ ثُمَّ يَعْتَقِدَ، كَانَ
الْعَرَبُ يَعْرِفُونَ الْمَلَائِكَةَ، وَيَعْرِفُونَ اللَّهَ وَأَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنَّهُ الْمُسْتَغَاثُ لِكُلِّ مُسْتَغِيثٍ، وَأَنَّهُ الْمَلْجَأُ فِي الشَّدِيدِ، وَلَكِنْ خَلَطُوا بِذَلِكَ أَوْهَامًا كَثِيرَةً أَفْسَدَتْ تَفْكِيرَهُمْ، فَأَشْرَكُوا الْأَوْثَانَ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ تَوَهَّمُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ إِنَاثٌ لَا ذُكُورٌ، وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا، وَجَعَلُوهَا بَنَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمْ فَرْطُ أَوْهَامِهِمْ إِلَى أَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ عَبَدَهَا؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ أَيْ أَنَّهُمْ جَعَلُوا لِلَّهِ الْبَنَاتِ - تَنَزَّهَ وَتَقَدَّسَ عَنْ ذَلِكَ - وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ، وَهُمُ الذُّكُورُ، وَمَعْنَى يَشْتَهُونَ: يَخْتَارُونَ رَاغِبِينَ مُلْحِفِينَ فِي الدَّعْوَةِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ شَهْوَةٌ يَشْتَهُونَهَا؛ لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَهُمُ امْتِدَادًا لِوُجُودِهِمْ، وَلِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ فِيهِمُ النُّصْرَةَ فِي الْحَرْبِ؛ وَلِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي قُوَّةٍ بِبَنِيهِ وَيَكُونُ أَعَزَّ نَفَرًا، وَلَقَدْ نَعَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ أَنْ قَالُوا لِلَّهِ تَعَالَى وَلَدًا، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=152وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَأَنْ ذَهَبَ فَرْطُ أَوْصَافِهِمْ أَنْ يَقُولُوا وَلَدَ اللَّهُ بَنَاتٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=153أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
وَيَقُولُ
[ ص: 4199 ] سُبْحَانَهُ رَدًّا عَلَيْهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى
هَكَذَا تَدَرَّجَ بِهِمُ الْوَهْمُ مِنْ زَعْمِ أَنَّ لِلَّهِ وَلَدًا، وَإِنَّ هَذَا الْوَلَدَ مِنَ الْإِنَاثِ اللَّائِي لَا يَرْغَبْنَ فِيهِنَّ، ثُمَّ اسْتَرْسَلَ بِهِمُ الْوَهْمُ حَتَّى كَانَ مِنْهُمْ مَنْ عَبَدَ الْمَلَائِكَةَ، وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الصَّابِئَةِ كَانَتْ تَعْبُدُ الْأَرْوَاحَ.
وَإِنَّ رَغْبَتَهُمْ فِي الذُّكُورِ وَرَغْبَتَهُمْ عَنِ الْإِنَاثِ تَدْفَعُهُمْ إِلَى أَنْ تَسْوَدَّ وُجُوهُهُمْ عِنْدَ وِلَادَةِ الْأُنْثَى؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى: