nindex.php?page=treesubj&link=28760إنكار الإنسان للبعث
قال الله (تعالى):
nindex.php?page=treesubj&link=28760_32408_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=69لننـزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=70ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا
الإنسان ينظر دائما إلى حاضره؛ ولا ينظر إلى قابله؛ وينكر القابل إذا لم يتفق مع حاضره؛ إلا أن يكون ممن هداهم الله؛ وآمنوا بالغيب إيمانهم بالشاهد؛ ولم يحصروا علمهم في المحسوس؛ لا يخرجون عنه؛ وقد قال (تعالى):
[ ص: 4672 ] /
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا الإنسان المأسور بالحس؛ الذي لا ينفذ عقله إلى ما وراء الحس من غيب ستره الله (تعالى)؛ ولا يؤمن به إلا بنقل صادق؛ وعلى ذلك يكون المراد بعض الإنسان؛ لا كل آحاده؛ وعبر عن هذا البعض باسم الكل; لأن ما يقوله بعضهم مساير لإحساس الكثيرين منهم؛ أو لحال الإنسان قبل أن يجيئه النقل القاطع الجازم؛ ولأنه مشتق من طبيعة الإنسان المأسور بالحاضر المحسوس؛ لا القابل المغيب.
وبعضهم يقول: إن الجنس هو المتحدث عنه؛ فجنس الإنسان يدرك الحس وحده؛ إلا من رحم ربك.
ويقول (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66ويقول الإنسان عبر بالمضارع؛ للإشارة إلى تكراره؛ وأنه يذكره مرارا؛ وللإشارة إلى صورة قوله المتكرر:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66أإذا ما مت لسوف أخرج حيا الاستفهام في ظاهر اللفظ ومدلوله داخل على "لسوف أخرج حيا "؛ وتركيب القول - ولكلام الله (تعالى) المثل الأعلى -: "لسوف أخرج حيا إذا ما مت؟! "؛ وتأخرت "لسوف "؛ على "إذا "؛ لأمرين؛ الأمر الأول: أن الاستفهام له الصدارة؛ الأمر الثاني: أن موضع الإنكار ليس هو الإخراج؛ إنما هو أن يكون بعد الموت؛ وأن يصير رميما؛ كقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78من يحيي العظام وهي رميم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ؛ والمعنى على هذا التخريج: أحقا مؤكدا سوف يخرج حيا مجتمع الأجزاء؛ غير مفرق؛ واللام لتأكيد الخروج؛ و "سوف "؛ لتأكيد الوقوع في المستقبل؛ ولقد بين - سبحانه - أنه لا غرابة في
nindex.php?page=treesubj&link=30336الإعادة بعد الموت؛ فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28760إِنْكَارُ الْإِنْسَانِ لِلْبَعْثِ
قَالَ اللَّهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=treesubj&link=28760_32408_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أَوَلا يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ثُمَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=69لَنَنْـزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=70ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا
اَلْإِنْسَانُ يَنْظُرُ دَائِمًا إِلَى حَاضِرِهِ؛ وَلَا يَنْظُرُ إِلَى قَابِلِهِ؛ وَيُنْكِرُ الْقَابِلَ إِذَا لَمْ يَتَّفِقْ مَعَ حَاضِرِهِ؛ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ هَدَاهُمُ اللَّهُ؛ وَآمَنُوا بِالْغَيْبِ إِيمَانَهُمْ بِالشَّاهِدِ؛ وَلَمْ يَحْصُرُوا عِلْمَهُمْ فِي الْمَحْسُوسِ؛ لَا يَخْرُجُونَ عَنْهُ؛ وَقَدْ قَالَ (تَعَالَى):
[ ص: 4672 ] /
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا اَلْإِنْسَانُ الْمَأْسُورُ بِالْحِسِّ؛ الَّذِي لَا يَنْفُذُ عَقْلُهُ إِلَى مَا وَرَاءَ الْحِسِّ مِنْ غَيْبٍ سَتَرَهُ اللَّهُ (تَعَالَى)؛ وَلَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا بِنَقْلٍ صَادِقٍ؛ وَعَلَى ذَلِكَ يَكُونُ الْمُرَادُ بَعْضَ الْإِنْسَانِ؛ لَا كُلَّ آحَادِهِ؛ وَعَبَّرَ عَنْ هَذَا الْبَعْضِ بِاسْمِ الْكُلِّ; لِأَنَّ مَا يَقُولُهُ بَعْضُهُمْ مُسَايِرٌ لِإِحْسَاسِ الْكَثِيرِينَ مِنْهُمْ؛ أَوْ لِحَالِ الْإِنْسَانِ قَبْلَ أَنْ يَجِيئَهُ النَّقْلُ الْقَاطِعُ الْجَازِمُ؛ وَلِأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ طَبِيعَةِ الْإِنْسَانِ الْمَأْسُورِ بِالْحَاضِرِ الْمَحْسُوسِ؛ لَا الْقَابِلِ الْمَغِيبِ.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: إِنَّ الْجِنْسَ هُوَ الْمُتَحَدَّثُ عَنْهُ؛ فَجِنْسُ الْإِنْسَانِ يُدْرِكُ الْحِسَّ وَحْدَهُ؛ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ.
وَيَقُولُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66وَيَقُولُ الإِنْسَانُ عَبَّرَ بِالْمُضَارِعِ؛ لِلْإِشَارَةِ إِلَى تَكْرَارِهِ؛ وَأَنَّهُ يَذْكُرُهُ مِرَارًا؛ وَلِلْإِشَارَةِ إِلَى صُورَةِ قَوْلِهِ الْمُتَكَرِّرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا اَلِاسْتِفْهَامُ فِي ظَاهِرِ اللَّفْظِ وَمَدْلُولِهِ دَاخِلٌ عَلَى "لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا "؛ وَتَرْكِيبُ الْقَوْلِ - وَلِكَلَامِ اللَّهِ (تَعَالَى) الْمَثَلُ الْأَعْلَى -: "لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا إِذَا مَا مِتُّ؟! "؛ وَتَأَخَّرَتْ "لَسَوْفَ "؛ عَلَى "إِذَا "؛ لِأَمْرَيْنِ؛ الْأَمْرُ الْأَوَّلُ: أَنَّ الِاسْتِفْهَامَ لَهُ الصَّدَارَةُ؛ الْأَمْرُ الثَّانِي: أَنَّ مَوْضِعَ الْإِنْكَارِ لَيْسَ هُوَ الْإِخْرَاجَ؛ إِنَّمَا هُوَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ وَأَنْ يَصِيرَ رَمِيمًا؛ كَقَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ؛ وَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا التَّخْرِيجِ: أَحَقًّا مُؤَكَّدًا سَوْفَ يُخْرَجُ حَيًّا مُجْتَمِعَ الْأَجْزَاءِ؛ غَيْرَ مُفَرَّقٍ؛ وَاللَّامُ لِتَأْكِيدِ الْخُرُوجِ؛ وَ "سَوْفَ "؛ لِتَأْكِيدِ الْوُقُوعِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ؛ وَلَقَدْ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّهُ لَا غَرَابَةَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30336الْإِعَادَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ فَقَالَ: