فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل ؛ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها؛ لأن المترتب على الأمر بالذهاب أن يأتياه؛ ويخاطباه بأنهما رسول رب العالمين؛ وأفردت رسالتهما بالتعبير بـ رسول رب العالمين ؛ للإشارة إلى أن الرسالة التي أرسلا بها واحدة؛ وأنهما كرسول واحد؛ وأن موسى يتلقى أمر ربه ويعاونه هارون في التوضيح والتبيين؛ فهما رسولان لرسالة واحدة؛ وقد ذكر أنهما رسولان في سورة " طـه " ؛ فقالا: إنا رسولا ربك ؛ [ ص: 5345 ] على أساس أنهما رسولان؛ وإن كانت الرسالة واحدة؛ وأسندت إلى رب العالمين؛ أي: ربك ورب آبائك الأولين؛ ورب الناس أجمعين؛ فهو خطاب يوجب الخضوع لله (تعالى) من فرعون طاغية الأرض؛ ومن معه من قومه الذين يمالئونه؛ ويشجعونه.
أن أرسل معنا بني إسرائيل ؛ " أن " ؛ هنا؛ تفسيرية؛ أي أن تفسير القول هو: أرسل معنا بني إسرائيل؛ ويلاحظ هنا أن الرسالة ليست لبني إسرائيل خاصة; إنما هي دعوة إلى التوحيد؛ ورفع الظلم؛ وابتدأ ببني إسرائيل؛ لأن ظلمهم صارخ؛ إذ هو يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم.
هذا الكلام الذي سبق كله كان أمر الله (تعالى) لموسى؛ وكان كلام موسى وهارون لفرعون؛ فبماذا أجاب فرعون؟ "