قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون   أنتم وآباؤكم الأقدمون   ؛ الفاء فاء الإفصاح؛ وهي مؤخرة عن تقديم; لأن الاستفهام له الصدارة؛ والاستفهام للتنبيه؛ والمعنى فيما يفهم من كلام الله (تعالى): أفرأيتم؛ أي: أشاهدتم ما تعبدون أنتم وآباؤكم الأولون؟ إنه ضلال لا أوافق عليه؛ ولا أرضاه؛ ولذا فإنهم عدو لي إلا رب العالمين   ؛ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها؛ أي بسبب ذلك الضلال؛ والضمير في " إنهم " ؛ ضمير الحال؛ أي أن: أنتم وهذه الحال التي هي  [ ص: 5367 ] عبادة الأوثان؛ وتقليد الآباء؛ عدو لي؛ أناهضها وأقاومها؛ إلا عبادة رب العالمين. 
فمعنى إلا رب العالمين  ؛ على حذف مضاف؛ إلا عبادة رب العالمين؛ وقد ذكر - عليه السلام - صفات رب العالمين التي أوجبت عبادته؛ والإذعان له؛ فقال: 
				
						
						
