[ ص: 5407 ] القرآن عربي مبين
قال (تعالى):
nindex.php?page=treesubj&link=28657_31011_32238_34513_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وإنه لتنـزيل رب العالمين nindex.php?page=treesubj&link=29753_29758_31011_32238_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نـزل به الروح الأمين nindex.php?page=treesubj&link=30614_31011_31037_32026_32238_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194على قلبك لتكون من المنذرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بلسان عربي مبين nindex.php?page=treesubj&link=30588_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=196وإنه لفي زبر الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=197أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=198ولو نـزلناه على بعض الأعجمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=199فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=200كذلك سلكناه في قلوب المجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=201لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=202فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون
كان هذا القصص الكريم الذي شمل بعضا من قصة
موسى الكليم؛
وإبراهيم الخليل؛ وقوم
نوح؛ وعاد؛ وثمود؛ وأصحاب الأيكة؛ مصورا لطبائع المفسدين؛ ومقاومة النبيين؛ وطلب المعجزات المادية؛ واستجابة الله (تعالى) لهم في معجزاتهم؛ وكفر أكثرهم من غير ارتداع؛ أخذ يبين - سبحانه - من بعد ذلك المعجزة الكبرى الخالدة؛ وهي القرآن الكريم؛ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وإنه لتنـزيل رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نـزل به الروح الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194على قلبك لتكون من المنذرين " ؛ الضمير في قوله (تعالى): " إنه " ؛ يعود على القرآن الكريم; لأنه - وإن لم يكن له ذكر في اللفظ - هو مذكور في نفوس المؤمنين والمشركين؛ أما ذكره في قلوب المؤمنين؛ فلأنها عامرة به سامعة لتلاوته وتقشعر أبدانهم لسماعه؛ ويطمئنون بتلاوته؛ وأما ذكر الجاحدين له فلأنهم في حيرة من بلاغته؛ وأصابت قلوبهم
[ ص: 5408 ] فصاحته؛ وهم في ردهم له يخالط نفوسهم بحلاوته وجلاله؛ فهو مذكور عند المؤمن به؛ والجاحد له.
وقد وصفه الله - سبحانه وتعالى - بثلاث صفات معلية له؛ مشرفة بنسبته؛ فوق شرفه الذاتي؛ من بلاغة وشمول الشرع؛ الأولى: أنه تنزيل من رب العالمين؛ و " التنزيل " : النزول جزءا بعد جزء منجما مقطعا؛ ليسهل حفظه؛ وليرتل ترتيلا؛ وليعلم النبي قراءته وتلاوته؛ ويتعلمها منه أصحابه؛ وبذلك تكون تلاوة القرآن مرتلا متواترة؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نـزلنا الذكر وإنا له لحافظون ؛ وقد أشرنا إلى ذلك في عدة مواضع؛ عند ذكر معاني الذكر الحكيم؛ الثانية: أنه نزل بالوحي؛ نزل به الروح الأمين على قلبك؛
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193الروح الأمين ؛ هو
جبريل؛ وهو روح القدس؛ نزل بهذا القرآن؛ وكان نزوله على قلبك؛ فاتصل به؛ ووعاه؛ وحفظه مرتلا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194لتكون من المنذرين ؛ لأنك تعلمت علمه وأوتيت حكمته؛ وعلمت شريعته لتكون من المنذرين أهل الضلالة عن غوايتهم؛ ودعوتهم إلى التوحيد؛ ولم ذكر المنذر دون المبشر؛ وهو بشير ونذير؟ لأن هداية المشركين تكون - أولا - بالإنذار؛ والتبشير يكون بالإقلاع عن الشرك؛ ولذلك كان أول دعوته بالإنذار؛ إذ قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=46إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ؛ عندما استجاب لقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ؛ وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656001 " أنا النذير العريان " ؛
[ ص: 5407 ] اَلْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ
قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=treesubj&link=28657_31011_32238_34513_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وَإِنَّهُ لَتَنْـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29753_29758_31011_32238_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَـزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ nindex.php?page=treesubj&link=30614_31011_31037_32026_32238_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ nindex.php?page=treesubj&link=30588_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=196وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=197أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=198وَلَوْ نَـزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=199فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=200كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=201لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=202فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
كَانَ هَذَا الْقَصَصُ الْكَرِيمُ الَّذِي شَمِلَ بَعْضًا مِنْ قِصَّةِ
مُوسَى الْكَلِيمِ؛
وَإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ؛ وَقَوْمِ
نُوحٍ؛ وَعَادٍ؛ وَثَمُودَ؛ وَأَصْحَابِ الْأَيْكَةِ؛ مُصَوِّرًا لِطَبَائِعِ الْمُفْسِدِينَ؛ وَمُقَاوَمَةِ النَّبِيِّينَ؛ وَطَلَبِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَادِّيَّةِ؛ وَاسْتِجَابَةِ اللَّهِ (تَعَالَى) لَهُمْ فِي مُعْجِزَاتِهِمْ؛ وَكُفْرِ أَكْثَرِهِمْ مِنْ غَيْرِ ارْتِدَاعٍ؛ أَخَذَ يُبَيِّنُ - سُبْحَانَهُ - مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ الْمُعْجِزَةَ الْكُبْرَى الْخَالِدَةَ؛ وَهِيَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وَإِنَّهُ لَتَنْـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَـزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ " ؛ اَلضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى): " إِنَّهُ " ؛ يَعُودُ عَلَى الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ; لِأَنَّهُ - وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذِكْرٌ فِي اللَّفْظِ - هُوَ مَذْكُورٌ فِي نُفُوسِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُشْرِكِينَ؛ أَمَّا ذِكْرُهُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَلِأَنَّهَا عَامِرَةٌ بِهِ سَامِعَةٌ لِتِلَاوَتِهِ وَتَقْشَعِرُّ أَبْدَانُهُمْ لِسَمَاعِهِ؛ وَيَطَمْئِنُّونَ بِتِلَاوَتِهِ؛ وَأَمَّا ذِكْرُ الْجَاحِدِينَ لَهُ فَلِأَنَّهُمْ فِي حَيْرَةٍ مِنْ بَلَاغَتِهِ؛ وَأَصَابَتْ قُلُوبَهُمْ
[ ص: 5408 ] فَصَاحَتُهُ؛ وَهُمْ فِي رَدِّهِمْ لَهُ يُخَالِطُ نُفُوسَهُمْ بِحَلَاوَتِهِ وَجَلَالِهِ؛ فَهُوَ مَذْكُورٌ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ بِهِ؛ وَالْجَاحِدِ لَهُ.
وَقَدْ وَصَفَهُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بِثَلَاثِ صِفَاتٍ مُعْلِيَةٍ لَهُ؛ مُشَرِّفَةٍ بِنِسْبَتِهِ؛ فَوْقَ شَرَفِهِ الذَّاتِيِّ؛ مِنْ بَلَاغَةِ وَشُمُولِ الشَّرْعِ؛ الْأُولَى: أَنَّهُ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وَ " اَلتَّنْزِيلُ " : اَلنُّزُولُ جُزْءًا بَعْدَ جُزْءٍ مُنَجَّمًا مُقَطَّعًا؛ لِيَسْهُلَ حِفْظُهُ؛ وَلِيُرَتَّلَ تَرْتِيلًا؛ وَلِيَعْلَمَ النَّبِيُّ قِرَاءَتَهُ وَتِلَاوَتَهُ؛ وَيَتَعَلَّمَهَا مِنْهُ أَصْحَابُهُ؛ وَبِذَلِكَ تَكُونُ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ مُرَتَّلًا مُتَوَاتِرَةً؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ؛ وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَى ذَلِكَ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ؛ عِنْدَ ذِكْرِ مَعَانِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ؛ الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ نَزَلَ بِالْوَحْيِ؛ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193الرُّوحُ الأَمِينُ ؛ هُوَ
جِبْرِيلُ؛ وَهُوَ رُوحُ الْقُدُسِ؛ نَزَلَ بِهَذَا الْقُرْآنِ؛ وَكَانَ نُزُولُهُ عَلَى قَلْبِكَ؛ فَاتَّصَلَ بِهِ؛ وَوَعَاهُ؛ وَحَفِظَهُ مُرَتَّلًا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ؛ لِأَنَّكَ تَعَلَّمْتَ عِلْمَهُ وَأُوتِيتَ حِكْمَتَهُ؛ وَعَلِمْتَ شَرِيعَتَهُ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ أَهْلَ الضَّلَالَةِ عَنْ غَوَايَتِهِمْ؛ وَدَعْوَتِهِمْ إِلَى التَّوْحِيدِ؛ وَلِمَ ذَكَرَ الْمُنْذِرَ دُونَ الْمُبَشِّرَ؛ وَهُوَ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ؟ لِأَنَّ هِدَايَةَ الْمُشْرِكِينَ تَكُونُ - أَوَّلًا - بِالْإِنْذَارِ؛ وَالتَّبْشِيرُ يَكُونُ بِالْإِقْلَاعِ عَنِ الشِّرْكِ؛ وَلِذَلِكَ كَانَ أَوَّلُ دَعْوَتِهِ بِالْإِنْذَارِ؛ إِذْ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=46إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ؛ عِنْدَمَا اسْتَجَابَ لِقَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ؛ وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656001 " أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ " ؛