[ ص: 5465 ] لوط من قصة
قال (تعالى): ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين
الواو عاطفة؛ وتكون كلمة " لوطا " ؛ معطوفة على " صالحا " ؛ ويكون المعنى: ولقد أرسلنا لوطا إلى قومه؛ و " إذ " ؛ متعلقة بالفعل المنوي ذكره لعطف النسق؛ أي: أرسلنا لوطا إذ قال لقومه؛ أتأتون الفاحشة؛ أي: الفعلة الفاحشة البينة الزائدة عن أن تدرك في أي عقل؛ والحال أنكم تبصرون مدركين فحشها؛ عالمين قبحها؛ والاستفهام إنكاري لإنكار الواقع؛ فهو توبيخ على وقوع فعلهم؛ وقوله (تعالى): وأنتم تبصرون ؛ فيه إشارة إلى أن البصر يكفي لإثبات قبحه؛ فهو قبيح حسا وطبعا وعقلا؛ إذ هو بالحس وضع للشيء في غير موضعه؛ واستعمال للمكان في غير ما خصص له بمقتضى الفطرة السليمة؛