nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_34296_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=115وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين في هذا النص الكريم بيان أن الله تعالى يحتسب ما يفعلون من خير، ويثيبهم عليه، و " ما " هنا شرطية، ولذا جزم الفعل بعدها، و " من " هنا تفيد العموم، أي: إن يفعلوا أي خير قليلا كان أو كثيرا فلن يحرموا ثوابه، وقد أكد احتسابه بـ " لن " ؛ لأن النفي بـ " لن " يفيد التوكيد، و " كفر " بمعنى ستر، وهي لا تتعدى إلى مفعولين، ولكن لتضمنها معنى " حرم " تعدت إلى مفعولين، ويقول في ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " فإن قلت: لم
عدي إلى مفعولين و " شكر، وكفر " لا يتعديان إلا إلى واحد، تقول: شكر النعمة وكفرها؟
[ ص: 1371 ] قلت: ضمن معنى الحرمان فكأنه قيل: فلن يحرموه، بمعنى: فلن يحرموا جزاءه " وفى حذف هذا المضاف وهو الجزاء إشارة إلى أن الجزاء ثمرة الفعل دائما، وأن عمل العامل خيرا أو شرا يتضمن كسب الجزاء إن خيرا أو شرا، وذلك بالنسبة للثواب تفضل من الله تعالى دائما.
وفي هذا النص الكريم إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28276النية الطيبة في الخير مع سلامة العقيدة ونزاهة النفس تجعل العمل طيبا مرجو الثواب دائما؛ لأن الأساس دائما تقوى القلوب، ولذا قال تعالى في تذييل الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=115والله عليم بالمتقين
وفى هذا التذييل الكريم إشارات إلى أمور ثلاثة:
أولها: أن
nindex.php?page=treesubj&link=19867_19863تقوى القلوب هي أساس لكل خير، وهي المجنب من كل شر.
والثاني: أن
nindex.php?page=treesubj&link=19863التقوى إذا كانت شأنا من شئون النفس، صار الشخص لا يوصف إلا بأنه من المتقين، وصار عمل الخير كسجية له من السجايا.
والثالث: أن
nindex.php?page=treesubj&link=28781الله عليم بكل ما تخفيه القلوب وهو يجزي بما يعلم، اللهم وفقنا لتقواك، وأنر بصيرتنا، وطهر قلوبنا من رجس الهوى، إنك سميع الدعاء.
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_34296_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=115وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ فِي هَذَا النَّصِّ الْكَرِيمِ بَيَانُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحْتَسِبُ مَا يَفْعَلُونَ مِنْ خَيْرٍ، وَيُثِيبُهُمْ عَلَيْهِ، وَ " مَا " هُنَا شَرْطِيَّةٌ، وَلِذَا جُزِمَ الْفِعْلُ بَعْدَهَا، وَ " مِنْ " هُنَا تُفِيدُ الْعُمُومَ، أَيْ: إِنْ يَفْعَلُوا أَيَّ خَيْرٍ قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا فَلَنْ يُحْرَمُوا ثَوَابَهُ، وَقَدْ أُكِّدَ احْتِسَابُهُ بِـ " لَنْ " ؛ لِأَنَّ النَّفْيَ بِـ " لَنْ " يُفِيدَ التَّوْكِيدَ، وَ " كَفَرَ " بِمَعْنَى سَتَرَ، وَهِيَ لَا تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، وَلَكِنْ لِتَضَمُّنِهَا مَعْنَى " حَرَمَ " تَعَدَّتْ إِلَى مَفْعُولَيْنِ، وَيَقُولُ فِي ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : " فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ
عُدِّيَ إِلَى مَفْعُولَيْنِ وَ " شَكَرَ، وَكَفَرَ " لَا يَتَعَدَّيَانِ إِلَّا إِلَى وَاحِدٍ، تَقُولُ: شَكَرَ النِّعْمَةَ وَكَفَرَهَا؟
[ ص: 1371 ] قُلْتُ: ضُمِّنَ مَعْنَى الْحِرْمَانِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: فَلَنْ يُحْرَمُوهُ، بِمَعْنَى: فَلَنْ يُحْرَمُوا جَزَاءَهُ " وَفَى حَذْفِ هَذَا الْمُضَافِ وَهُوَ الْجَزَاءُ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْجَزَاءَ ثَمَرَةُ الْفِعْلِ دَائِمًا، وَأَنَّ عَمَلَ الْعَامِلِ خَيْرًا أَوْ شَرًّا يَتَضَمَّنُ كَسْبَ الْجَزَاءِ إِنْ خَيْرًا أَوْ شَرًّا، وَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلثَّوَابِ تَفَضُّلٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى دَائِمًا.
وَفِي هَذَا النَّصِّ الْكَرِيمِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28276النِّيَّةَ الطَّيِّبَةَ فِي الْخَيْرِ مَعَ سَلَامَةِ الْعَقِيدَةِ وَنَزَاهَةِ النَّفْسِ تَجْعَلُ الْعَمَلَ طَيِّبًا مَرْجُوَّ الثَّوَابِ دَائِمًا؛ لِأَنَّ الْأَسَاسَ دَائِمًا تَقْوَى الْقُلُوبِ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى فِي تَذْيِيلِ الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=115وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
وَفَى هَذَا التَّذْيِيلِ الْكَرِيمِ إِشَارَاتٌ إِلَى أُمُورٍ ثَلَاثَةٍ:
أَوَّلُهَا: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19867_19863تَقْوَى الْقُلُوبِ هِيَ أَسَاسٌ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَهِيَ الْمُجَنِّبُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
وَالثَّانِي: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19863التَّقْوَى إِذَا كَانَتْ شَأْنًا مِنْ شُئُونِ النَّفْسِ، صَارَ الشَّخْصُ لَا يُوصَفُ إِلَّا بِأَنَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، وَصَارَ عَمَلُ الْخَيْرِ كَسَجِيَّةٍ لَهُ مِنَ السَّجَايَا.
وَالثَّالِثُ: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28781اللَّهَ عَلِيمٌ بِكُلِّ مَا تُخْفِيهِ الْقُلُوبُ وَهُوَ يَجْزِي بِمَا يَعْلَمُ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِتَقْوَاكَ، وَأَنِرْ بَصِيرَتَنَا، وَطَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنْ رِجْسِ الْهَوَى، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.