nindex.php?page=treesubj&link=29694_30386_30387_30538_34141_34513_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=136أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أي: أولئك الذين اتصفوا بهذه الصفات بسببها قد استحقوا برحمة الله تعالى جزاءهم وهو ثلاثة: أعلاها: مغفرة من ربهم الذي خلقهم وهذه المغفرة دليل رضاه، وهو أعلى جزاء، والثاني:الجنات التي تتوافر فيها أنواع النعيم، وثالثها:الخلود، فهو نعيم ليس على مظنة الانتهاء، إذ إن توقع الزوال ينقص من قدره، ولذلك قال بعد ذلك سبحانه: " ونعم أجر العاملين " أي: ذلك الجزاء جدير بأن يرغب فيه، ويتنافس فيه المتنافسون، ويطلبه كل عارف لحقيقته لم تلهه الدنيا بما فيها، فذلك المدح للحث على طلبهو العمل على استحقاقه وعدم التخلف عن الاتجاه إليه، اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=140إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=141وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين [ ص: 1418 ] أشار سبحانه في الآيات السابقة إلى غزوة أحد وإمداد الله بالملائكة للمؤمنين في الحروب إن صبروا في اللقاء، ولم يختلفوا على قائدهم في المعركة، وجعلوا ما عند الله تعالى الغاية والمرمى، ثم ذكر من بعد ذلك سبحانه ما هو دواء القلوب، وغذاء الإيمان، وهو الطاعة والتعاون، وألا يأكل أحد حق أخيه أو ماله بالباطل، وأن المال الحلال هو قوة الحروب، والمال الحرام كمال الربا سحت، وطلبه من ضعف الإيمان، ويربي خور العزائم إذ إن شهوة المال، والشجاعة وحب الفداء خلال لا تجتمع في قلب رجل واحد، ثم بين سبحانه أن أعظم الذخائر هو تربية النفوس على التقوى وطلب مغفرة الله سبحانه وتعالى.
nindex.php?page=treesubj&link=29694_30386_30387_30538_34141_34513_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=136أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَيْ: أُولَئِكَ الَّذِينَ اتُّصِفُوا بِهَذِهِ الصِّفَاتِ بِسَبَبِهَا قَدِ اسْتَحَقُّوا بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى جَزَاءَهُمْ وَهُوَ ثَلَاثَةٌ: أَعْلَاهَا: مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمُ الَّذِي خَلَقَهُمْ وَهَذِهِ الْمَغْفِرَةُ دَلِيلُ رِضَاهُ، وَهُوَ أَعْلَى جَزَاءً، وَالثَّانِي:الْجَنَّاتُ الَّتِي تَتَوَافَرُ فِيهَا أَنْوَاعُ النَّعِيمِ، وَثَالِثُهَا:الْخُلُودُ، فَهُوَ نَعِيمٌ لَيْسَ عَلَى مَظِنَّةِ الِانْتِهَاءِ، إِذْ إِنَّ تَوَقُّعَ الزَّوَالِ يُنْقِصُ مِنْ قَدْرِهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ: " وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " أَيْ: ذَلِكَ الْجَزَاءُ جَدِيرٌ بِأَنْ يُرَغَّبَ فِيهِ، وَيَتَنَافَسَ فِيهِ الْمُتَنَافِسُونَ، وَيَطْلُبَهُ كُلُّ عَارِفٍ لِحَقِيقَتِهِ لَمْ تُلْهِهِ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا، فَذَلِكَ الْمَدْحُ لِلْحَثِّ عَلَى طَلَبِهِوَ الْعَمَلِ عَلَى اسْتِحْقَاقِهِ وَعَدَمِ التَّخَلُّفِ عَنِ الِاتِّجَاهِ إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=138هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=139وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=140إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=141وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ [ ص: 1418 ] أَشَارَ سُبْحَانَهُ فِي الْآيَاتِ السَّابِقَةِ إِلَى غَزْوَةِ أُحُدٍ وَإِمْدَادِ اللَّهِ بِالْمَلَائِكَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْحُرُوبِ إِنْ صَبَرُوا فِي اللِّقَاءِ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا عَلَى قَائِدِهِمْ فِي الْمَعْرَكَةِ، وَجَعَلُوا مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى الْغَايَةَ وَالْمَرْمَى، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سُبْحَانَهُ مَا هُوَ دَوَاءُ الْقُلُوبِ، وَغِذَاءُ الْإِيمَانِ، وَهُوَ الطَّاعَةُ وَالتَّعَاوُنُ، وَأَلَّا يَأْكُلَ أَحَدٌ حَقَّ أَخِيهِ أَوْ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ، وَأَنَّ الْمَالَ الْحَلَالَ هُوَ قُوَّةُ الْحُرُوبِ، وَالْمَالَ الْحَرَامَ كَمَالِ الرِّبَا سُحْتٌ، وَطَلَبُهُ مِنْ ضَعْفِ الْإِيمَانِ، وَيُرَبِّي خَوْرَ الْعَزَائِمِ إِذْ إِنَّ شَهْوَةَ الْمَالِ، وَالشَّجَاعَةَ وَحُبَّ الْفِدَاءِ خِلَالٌ لَا تَجْتَمِعُ فِي قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ أَعْظَمَ الذَّخَائِرِ هُوَ تَرْبِيَةُ النُّفُوسِ عَلَى التَّقْوَى وَطَلَبِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.