nindex.php?page=treesubj&link=29693_30532_30612_30614_32026_34113_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=149قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين [ ص: 2718 ] nindex.php?page=treesubj&link=29649_20002_20003إن الله سبحانه وتعالى في حكمته البالغة لا يجعل الكافر في يأس من مغفرته، ولا يطمع في أن ينجو من عقابه إن أصر على معصيته، ولم يتب وهو في عافية وقوة؛ ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة
يخاطب الله نبيه الكريم بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147فإن كذبوك كافرين برسالتك، فلا تجعلهم في يأس من أن يتوبوا، وينتهوا من كفرهم إلى إيمان بربهم، وقل لهم عن ربك فاتحا باب التوبة والإيمان من غير أن تؤيسهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147ربكم ذو رحمة واسعة أي: صاحب رحمة وسعت كل الوجود أنعم على الناس بالوجود، والنعم المترادفة لعصاتهم والطائعين فيهم، وقد فتح باب التوبة للعصاة، والثواب ثابت للطائعين. وإنه مع هذه الرحمة الواسعة التي وسعت كل عاص يفتح باب التوبة له، والطائع بالثواب والنعيم المقيم، إنه سبحانه مع ذلك لا يترك العصاة المصرين من غير عقاب إذا استمروا على غيهم; ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين
البأس الشدة، والظاهر أن المراد هنا العذاب الأليم يوم القيامة، وعبر سبحانه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147القوم المجرمين بلفظ القوم; لأن الإجرام يكون في جماعة تتضافر على الشر ويتعاونون على الإثم والعدوان، ونادر أن يكون من واحد بمفرده، أو عدد متنافر غير متجمع متعاون على الشر. هذا وإن سنة الله تعالى في كتابه الحكيم أن فتح التوبة مرغبا فيها، وأن يذكر بجوارها العقاب، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب
وكما قال عز من قائل:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=49نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=50وأن عذابي هو العذاب الأليم
وكقوله تعالت كلماته:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إن بطش ربك لشديد nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إنه هو يبدئ ويعيد nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=14وهو الغفور الودود
وكقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
nindex.php?page=treesubj&link=29693_30532_30612_30614_32026_34113_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=149قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [ ص: 2718 ] nindex.php?page=treesubj&link=29649_20002_20003إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي حِكْمَتِهِ الْبَالِغَةِ لَا يَجْعَلُ الْكَافِرَ فِي يَأْسٍ مِنْ مَغْفِرَتِهِ، وَلَا يَطْمَعُ فِي أَنْ يَنْجُوَ مِنْ عِقَابِهِ إِنْ أَصَرَّ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَلَمْ يَتُبْ وَهُوَ فِي عَافِيَةٍ وَقُوَّةٍ؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ
يُخَاطِبُ اللَّهُ نَبِيَّهُ الْكَرِيمَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147فَإِنْ كَذَّبُوكَ كَافِرِينَ بِرِسَالَتِكَ، فَلَا تَجْعَلْهُمْ فِي يَأْسٍ مِنْ أَنْ يَتُوبُوا، وَيَنْتَهُوا مِنْ كُفْرِهِمْ إِلَى إِيمَانٍ بِرَبِّهِمْ، وَقُلْ لَهُمْ عَنْ رَبِّكَ فَاتِحًا بَابَ التَّوْبَةِ وَالْإِيمَانِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُؤَيِّسَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ أَيْ: صَاحِبُ رَحْمَةٍ وَسِعَتْ كُلَّ الْوُجُودِ أَنْعَمَ عَلَى النَّاسِ بِالْوُجُودِ، وَالنِّعَمِ الْمُتَرَادِفَةِ لِعُصَاتِهِمْ وَالطَّائِعِينَ فِيهِمْ، وَقَدْ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعُصَاةِ، وَالثَّوَابُ ثَابِتٌ لِلطَّائِعِينَ. وَإِنَّهُ مَعَ هَذِهِ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ عَاصٍ يَفْتَحُ بَابَ التَّوْبَةِ لَهُ، وَالطَّائِعَ بِالثَّوَابِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، إِنَّهُ سُبْحَانَهُ مَعَ ذَلِكَ لَا يَتْرُكُ الْعُصَاةَ الْمُصِرِّينَ مِنْ غَيْرِ عِقَابٍ إِذَا اسْتَمَرُّوا عَلَى غَيِّهِمْ; وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ
الْبَأْسُ الشَّدَّةُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ هُنَا الْعَذَابُ الْأَلِيمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَبَّرَ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=147الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ بِلَفْظِ الْقَوْمِ; لِأَنَّ الْإِجْرَامَ يَكُونُ فِي جَمَاعَةٍ تَتَضَافَرُ عَلَى الشَّرِّ وَيَتَعَاوَنُونَ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَنَادِرٌ أَنْ يَكُونَ مِنْ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، أَوْ عَدَدٍ مُتَنَافِرٍ غَيْرِ مُتَجَمِّعٍ مُتَعَاوِنٍ عَلَى الشَّرِّ. هَذَا وَإِنَّ سُنَّةَ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْحَكِيمِ أَنْ فَتَحَ التَّوْبَةَ مُرَغِّبًا فِيهَا، وَأَنْ يَذْكُرَ بِجِوَارِهَا الْعِقَابِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
وَكَمَا قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=49نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=50وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=12إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=14وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ
وَكَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ