ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا اختلف المفسرون بالمراد بالسكر على ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الخمر: قاله ، ابن مسعود ، وابن عمر رضي الله عنهم . وابن عباس
" أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال: أبنا أبو الفضل البقال ، قال: أبنا ، قال: أبنا أبو الحسن بن بشران إسحاق الكاذي ، قال: أبنا ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل حجاج ، عن ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني رضي الله عنهما " ابن عباس تتخذون منه سكرا ، قال: النبيذ فنسختها: إنما الخمر والميسر ، الآية أخبرنا ابن ناصر ، قال: أبنا ابن أيوب ، قال: أبنا ابن شاذان ، قال: أبنا ، قال: بنا أبو بكر النجاد أبو داود السجستاني ، قال: أبنا حفص بن [ ص: 492 ] عمر ، قال: أبنا ، عن شعبة مغيرة ، عن إبراهيم ، ، والشعبي وأبي رزين ، أنهم قالوا: " تتخذون منه سكرا قالوا: هذه منسوخة أخبرنا المبارك بن علي ، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش ، قال: أبنا إبراهيم بن عمر ، قال: أبنا محمد بن إسماعيل بن العباس ، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود ، قال: أبنا عبد الله بن الصباح ، قال: أبنا ، قال: أبنا أبو علي الحنفي ، عن إسرائيل أبي الهيثم ، عن ، في قوله: " سعيد بن جبير تتخذون منه سكرا ، قال: الخمر أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ، قال: أبنا أبو طاهر الباقلاوي ، قال: أبنا ، قال: أبنا أبو علي بن شاذان عبد الرحمن بن الحسن ، قال: أبنا إبراهيم بن الحسين ، قال: أبنا ، قال: أبنا آدم ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح " مجاهد تتخذون منه سكرا ، قال: السكر: الخمر قبل تحريمها " .
وهذا قول ، الحسن ، وابن [ ص: 493 ] أبي ليلى ، والزجاج وابن قتيبة ، ومذهب أهل هذا القول أن هذه الآية نزلت إذ كانت الخمر مباحة ثم نسخت بقوله: فاجتنبوه ، ومن صرح بأنها منسوخة ، سعيد بن جبير ، ومجاهد ، والشعبي ، وقتادة ، ويمكن أن يقال على هذا القول ليست بمنسوخة ، ويكون المعنى: أنه خلق لكم هذه الثمار لتنتفعوا بها على وجه مباح ، فاتخذتم أنتم منها ما هو محرم عليكم ، ويؤكد هذا أنها خبر والأخبار لا تنسخ ، وقد ذكر نحو هذا المعنى الذي ذكرته والنخعي ، فإنه قال: ليس في الآية ما يقتضي إباحة السكر ، إنما هي معاتبة وتوبيخ . أبو الوفاء بن عقيل
والقول الثاني: أن السكر الخل بلغة الحبشة ، روي عن رضي الله عنهما . ابن عباس
وأخبرنا المبارك بن علي ، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريش ، قال: أبنا إبراهيم بن عمر ، قال: أبنا محمد بن إسماعيل ، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود ، قال: أبنا محمد بن سعد ، قال: حدثني أبي، عن ، عن أبيه ، عن الحسين بن [ ص: 494 ] الحسن بن عطية عطية ، قال: قال أن الحبشة يسمون الخل السكر ، وقال الضحاك: هو الخل بلسان ابن عمر اليمن والثالث: أن السكر الطعم ، يقال: هذا له سكر أي طعم وأنشدوا:
جعلت عنب الأكرمين سكرا
.قاله: ، فعلى هذين القولين الآية محكمة . أبو عبيدة
ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين ، [ ص: 495 ] قال كثير من المفسرين: إنها منسوخة بآية السيف ، وقد بينا في نظائرها أنه لا حاجة بنا إلى ادعاء النسخ في مثل هذه .
ذكر الآية الثالثة: قوله تعالى: وجادلهم بالتي هي أحسن اختلف المفسرون في هذه الآية على أربعة أقوال: أحدها: أن المعنى جادلهم بالقرآن .
والثاني: بلا إله إلا الله ، والقولان عن رضي الله عنهما . ابن عباس
والثالث: أعرض عن أذاهم إياك .
" أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي ، قال: أبنا أبو طاهر ، قال: أبنا ابن شاذان ، قال: أبنا عبد الرحمن بن الحسن ، قال: أبنا إبراهيم الحسين ، قال: أبنا ، قال: أبنا آدم ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح " مجاهد وجادلهم بالتي هي أحسن قال: يقول أعرض عن أذاهم إياك .
[ ص: 496 ] والرابع: جادلهم غير فظ ولا غليظ وألن لهم جانبك ، قاله ، وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الآية منسوخة بآية السيف وفيه بعد ، لأن المجادلة لا تنافي القتال ، ولم يقل له ، اقتصر على جدالهم ، فيكون المعنى جادلهم فإن أبوا فالسيف فلا يتوجه نسخ . الزجاج
ذكر الآية الرابعة: قوله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين للمفسرين في هذه الآية قولان: أحدهما: أنها نزلت قبل براءة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يقاتل من قاتله ، ولا يبدأ بالقتال ، ثم نسخ ذلك وأمر بالجهاد ، قاله ابن عباس والضحاك .
[ ص: 497 ] " أخبرنا عبد الوهاب ، قال: أبنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو طاهر الباقلاوي ، قالا: أبنا ، قال: أبنا أبو علي بن شاذان ، قال: حدثني أحمد بن كامل محمد بن سعد ، قال: أبي، قال: حدثني عمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن رضي الله عنهما " ابن عباس وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، فقال: أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتل من قاتله ، ثم نزلت براءة ، فهذا من المنسوخ ، فعلى هذا القول ، يكون المعنى: ولئن صبرتم عن القتال ، ثم نسخ هذا بقوله: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم والثاني: أنها محكمة ، وأنها نزلت: فيمن ظلم ظلامة فلا يحل له أن ينال من ظالمه أكثر مما نال الظلم منه ، قاله ، الشعبي ، والنخعي ، وابن سيرين . والثوري
" أخبرنا عبد الوهاب ، قال: أبنا أبو طاهر ، قال: أبنا ابن شاذان ، قال: أبنا عبد الرحمن بن الحسن ، قال: أبنا إبراهيم بن الحسين ، قال: بنا ، قال: بنا آدم ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح " مجاهد وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، يقول: لا تعتدوا ، يعني: محمدا وأصحابه ، وعلى هذا القول يكون المعنى ولئن صبرتم على المثلة لا عن القتال ، وهذا أصح من القول الأول .
[ ص: 498 ] ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم هذه الآية متعلقة بالتي قبلها فحكمها حكمها ، وقد زعم بعض المفسرين أن الصبر هاهنا منسوخ بآية السيف .