الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( وإذا nindex.php?page=treesubj&link=7398_24141_26532خرج عبد الحربي إلينا مسلما عتق ) { nindex.php?page=hadith&LINKID=66454لقوله صلى الله عليه وسلم في عبيد الطائف حين خرجوا إليه مسلمين هم عتقاء الله تعالى } [ ص: 454 ] ولأنه أحرز نفسه وهو مسلم ولا استرقاق على المسلم ابتداء .
( قوله وإذا nindex.php?page=treesubj&link=7398_24141_26532خرج عبد الحربي إلينا مسلما عتق ) سواء خرج سيده بعد ذلك مسلما أو لا . وقيد بالخروج لأنه لو أسلم ولم يخرج لم يعتق ، وبقولنا قالت الأئمة الثلاثة . وقال الأوزاعي : إذا خرج سيده مسلما يرد إليه . وعند الظاهرية : إذا أسلم عتق خرج أو لم يخرج .
وأورد nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم عليه أن سلمان أسلم وسيده كافر ولم يعتق بذلك . ثم أجاب بأنا لم نقل بهذا إلا لعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج إليه مسلما من عبيد أهل الطائف وهي بعد الخندق بدهر . وبدعوى نسخ تملك الكافر للمؤمن بقوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } ولا شك في اتجاه الإيراد وهو مما يصلح دليلا لنا .
وفي الجواب ما لا يخفى ( قوله لقوله صلى الله عليه وسلم في عبيد الطائف ) أخرج أبو داود في الجهاد والترمذي في المناقب عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه واللفظ لأبي داود قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=83696خرج عبدان بكسر العين إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قبل الصلح ، فقال مواليهم : يا محمد والله ما خرجوا رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق ، فقال ناس : صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا ، وأبى أن يردهم إليهم وقال : هم عتقاء الله سبحانه } قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وقال : صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي في غزوة الطائف من كتاب المغازي جماعة من العبيد خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عدهم واحدا واحدا nindex.php?page=showalam&ids=130أبو بكرة ووردان والمنبعث والأزرق ومحسن النبال وإبراهيم بن جابر ويسار nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع ومرزوق ، كل هؤلاء أعتقهم صلى الله عليه وسلم ، فلما أسلمت ثقيف تكلموا في هؤلاء أن يردوا إلى الرق ، فقال صلى الله عليه وسلم " أولئك عتقاء الله لا سبيل إليهم " وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم بن سليمان ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان النهدي عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة { nindex.php?page=hadith&LINKID=66402أنه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر أهل الطائف بثلاثة وعشرين عبدا فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم الذين يقال لهم العتقاء } . وفي مراسيل أبي داود : { فلما أسلم مواليهم رد النبي صلى الله عليه وسلم الولاء إليهم } وفيه مجهول . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي مرسلا وقال { nindex.php?page=hadith&LINKID=83698ثم وفد أهل الطائف فأسلموا وقالوا : يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك فقال : لا ، أولئك عتقاء الله ورد إلى كل رجل ولاء عبده } [ ص: 454 ] قوله ابتداء ) احتراز عن بقاء الرق فإنه يبقى بعد الإسلام بعد ثبوته بطريقه .