باب ما يجوز ارتهانه والارتهان به وما لا يجوز قال ( ولا يجوز ) [ ص: 153 ] وقال رهن المشاع : يجوز ، ولنا فيه وجهان : أحدهما يبتني على حكم الرهن ، فإنه عندنا ثبوت يد الاستيفاء ، وهذا لا يتصور فيما يتناوله العقد وهو المشاع الشافعي
وعنده المشاع يقبل ما هو الحكم عنده وهو تعينه للبيع
[ ص: 154 ] والثاني أن موجب الرهن هو الحبس الدائم ; لأنه لم يشرع إلا مقبوضا بالنص ، أو بالنظر إلى المقصود منه وهو الاستيثاق من الوجه الذي بيناه ، وكل ذلك يتعلق بالدوام ، ولا يفضي إليه إلا استحقاق الحبس ، ولو جوزناه في المشاع يفوت الدوام ; لأنه لا بد من المهايأة فيصير كما إذا قال رهنتك يوما ويوما لا ، ولهذا لا يجوز فيما يحتمل القسمة وما لا يحتملها ، بخلاف الهبة حيث يجوز فيما لا يحتمل القسمة ; لأن المانع في الهبة غرامة القسمة وهو فيما يقسم ، أما حكم الهبة الملك والمشاع يقبله ، وها هنا الحكم ثبوت يد الاستيفاء والمشاع لا يقبله وإن كان لا يحتمل القسمة ، ولا يجوز من شريكه ; لأنه لا يقبل حكمه على الوجه الأول
وعلى الوجه الثاني يسكن يوما بحكم الملك ويوما بحكم الرهن فيصير كأنه رهن يوما ويوما لا
والشيوع الطارئ يمنع بقاء الرهن في رواية الأصل ، وعن أنه لا يمنع ; لأن حكم البقاء أسهل من حكم الابتداء فأشبه الهبة أبي يوسف
وجه الأول أن الامتناع لعدم المحلية وما يرجع إليه ، فالابتداء والبقاء سواء كالمحرمية في باب النكاح ، بخلاف الهبة ; لأن المشاع يقبل حكمها وهو الملك ، واعتبار القبض في الابتداء لنفي الغرامة على ما بيناه ، ولا حاجة إلى اعتباره [ ص: 155 ] في حالة البقاء ولهذا يصح الرجوع في بعض الهبة ، ولا يجوز فسخ العقد في بعض الرهن