[ ص: 213 ] الفصل الخامس
في
nindex.php?page=treesubj&link=28952لام الحرف وحكمها
وسميت بذلك لوجودها فيه، وهي في القرآن الكريم في حرفين فقط: "هل وبل" وحكم هذين الحرفين بالنسبة لما يأتي بعدهما من الحروف الهجائية على ثلاثة أقسام:
الأول: وجوب إدغامهما عند كل القراء، وذلك إذا أتى بعدهما لام أو راء، فاللام تقع بعد كل من هل وبل نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28هل لكم [الروم: 28]
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=53بل لا يخافون [المدثر: 53] والراء لا تقع إلا بعد بل فقط نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه [النساء: 158].
فالإدغام في اللام للتماثل، وفي الراء للتقارب على مذهب الجمهور، وللتجانس على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ومن نحا نحوه.
ويستثنى من ذلك
لحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم من الشاطبية إدغام لام بل في الراء من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14بل ران [الآية: 14] بالمطففين بسبب سكته عليها، والسكت يمنع الإدغام.
الثاني: جواز الإدغام فيهما، وذاك إذا أتى بعدهما حرف من ثمانية أحرف وهي: "التاء المثناة فوق، والثاء المثلثة، والزاي، والسين، والضاد، والطاء، والظاء، والنون".
فالتاء المثناة فوق والنون تقعان بعد كل من هل وبل نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=65هل تعلم [مريم: 65]
[ ص: 214 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=103هل ننبئكم [الكهف: 103]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بل تأتيهم [الأنبياء: 40]
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بل نحن [الواقعة: 67].
والثاء المثلثة لا تقع إلا بعد هل في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=36هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون [الآية: 36] بالمطففين ولا ثاني لها في التنزيل.
والأحرف الخمسة الباقية تقع كلها بعد حرف بل وحده " بل سولت " [يوسف: 18، 83]
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بل ظننتم [الفتح: 12]
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بل ضلوا [الأحقاف: 28]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بل زين [الرعد: 33]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بل طبع [النساء: 155] ونعني بجواز الإدغام في هذا القسم أن بعض القراء أدغم فيه وبعضهم أظهر، وتركنا تفصيل ذلك؛ طلبا للاختصار، ومن أراده فعليه بكتب الخلاف فهو مبسوط فيها، وبالنسبة لحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم فإنه قرأ بالإظهار وجها واحدا، فتأمل.
الثالث: وجوب إظهارهما عند عامة القراء، وذلك إذا وقع بعدها أي حرف من حروف الهجاء غير حرف اللام والراء اللذين للوجوب في القسم الأول، وغير الحروف الثمانية التي للجواز في القسم الثاني، وذلك نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60هل أنبئكم [المائدة: 60]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16هل يستوي [الرعد: 16]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بل فعله [الأنبياء: 63]
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بل قالوا [المؤمنون: 81]
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=37بل جاء بالحق [الصافات: 37] وما إلى ذلك، والله تعالى أعلى وأعلم.
[ ص: 213 ] الْفَصْلُ الْخَامِسُ
فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28952لَامِ الْحَرْفِ وَحُكَمِهَا
وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِوُجُودِهَا فِيهِ، وَهِيَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي حَرْفَيْنِ فَقَطْ: "هَلْ وَبَلْ" وَحُكْمُ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ بِالنِّسْبَةِ لِمَا يَأْتِي بَعْدَهُمَا مِنَ الْحُرُوفِ الْهِجَائِيَّةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:
الْأَوَّلُ: وُجُوبُ إِدْغَامِهِمَا عِنْدَ كُلِّ الْقُرَّاءِ، وَذَلِكَ إِذَا أَتَى بَعْدَهُمَا لَامٌ أَوْ رَاءٌ، فَاللَّامُ تَقَعُ بَعْدَ كُلٍّ مِنْ هَلْ وَبَلْ نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28هَلْ لَكُمْ [الرُّومِ: 28]
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=53بَلْ لا يَخَافُونَ [الْمُدَّثِّرِ: 53] وَالرَّاءُ لَا تَقَعُ إِلَّا بَعْدَ بَلْ فَقَطْ نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النِّسَاءِ: 158].
فَالْإِدْغَامُ فِي اللَّامِ لِلتَّمَاثُلِ، وَفِي الرَّاءِ لِلتَّقَارُبِ عَلَى مَذْهَبِ الْجُمْهُورِ، وَلِلتَّجَانُسِ عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُ.
وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ
لِحَفْصٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ مِنَ الشَّاطِبِيَّةِ إِدْغَامُ لَامِ بَلْ فِي الرَّاءِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14بَلْ رَانَ [الْآيَةَ: 14] بِالْمُطَفِّفِينَ بِسَبَبِ سَكْتِهِ عَلَيْهَا، وَالسَّكْتُ يَمْنَعُ الْإِدْغَامَ.
الثَّانِي: جَوَازُ الْإِدْغَامِ فِيهِمَا، وَذَاكَ إِذَا أَتَى بَعْدَهُمَا حَرْفٌ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَحْرُفٍ وَهِيَ: "التَّاءُ الْمُثَنَّاةُ فَوْقُ، وَالثَّاءُ الْمُثَلَّثَةُ، وَالزَّايُ، وَالسِّينُ، وَالضَّادُ، وَالطَّاءُ، وَالظَّاءُ، وَالنُّونُ".
فَالتَّاءُ الْمُثَنَّاةُ فَوْقُ وَالنُّونُ تَقَعَانِ بَعْدَ كُلٍّ مِنْ هَلْ وَبَلْ نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=65هَلْ تَعْلَمُ [مَرْيَمَ: 65]
[ ص: 214 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=103هَلْ نُنَبِّئُكُمْ [الْكَهْفِ: 103]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=40بَلْ تَأْتِيهِمْ [الْأَنْبِيَاءِ: 40]
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بَلْ نَحْنُ [الْوَاقِعَةِ: 67].
وَالثَّاءُ الْمُثَلَّثَةُ لَا تَقَعُ إِلَّا بَعْدَ هَلْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=36هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [الْآيَةَ: 36] بِالْمُطَفِّفِينَ وَلَا ثَانِيَ لَهَا فِي التَّنْزِيلِ.
وَالْأَحْرُفُ الْخَمْسَةُ الْبَاقِيَةُ تَقَعُ كُلُّهَا بَعْدَ حَرْفِ بَلْ وَحْدَهُ " بَلْ سَوَّلَتْ " [يُوسُفَ: 18، 83]
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بَلْ ظَنَنْتُمْ [الْفَتْحِ: 12]
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بَلْ ضَلُّوا [الْأَحْقَافِ: 28]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بَلْ زُيِّنَ [الرَّعْدِ: 33]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بَلْ طَبَعَ [النِّسَاءِ: 155] وَنَعْنِي بِجَوَازِ الْإِدْغَامِ فِي هَذَا الْقِسْمِ أَنَّ بَعْضَ الْقُرَّاءِ أَدْغَمَ فِيهِ وَبَعْضَهُمْ أَظْهَرَ، وَتَرَكْنَا تَفْصِيلَ ذَلِكَ؛ طَلَبًا لِلِاخْتِصَارِ، وَمَنْ أَرَادَهُ فَعَلَيْهِ بِكُتُبِ الْخِلَافِ فَهُوَ مَبْسُوطٌ فِيهَا، وَبِالنِّسْبَةِ لِحَفْصٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ فَإِنَّهُ قَرَأَ بِالْإِظْهَارِ وَجْهًا وَاحِدًا، فَتَأَمَّلْ.
الثَّالِثُ: وُجُوبُ إِظْهَارِهِمَا عِنْدَ عَامَّةِ الْقُرَّاءِ، وَذَلِكَ إِذَا وَقَعَ بَعْدَهَا أَيُّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الْهِجَاءِ غَيْرُ حَرْفِ اللَّامِ وَالرَّاءِ اللَّذَيْنِ لِلْوُجُوبِ فِي الْقِسْمِ الْأَوَّلِ، وَغَيْرُ الْحُرُوفِ الثَّمَانِيَةِ الَّتِي لِلْجَوَازِ فِي الْقِسْمِ الثَّانِي، وَذَلِكَ نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60هَلْ أُنَبِّئُكُمْ [الْمَائِدَةِ: 60]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16هَلْ يَسْتَوِي [الرَّعْدِ: 16]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بَلْ فَعَلَهُ [الْأَنْبِيَاءِ: 63]
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بَلْ قَالُوا [الْمُؤْمِنُونَ: 81]
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=37بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ [الصَّافَّاتِ: 37] وَمَا إِلَى ذَلِكَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَى وَأَعْلَمُ.