[ ص: 546 ] فصل في بيان
nindex.php?page=treesubj&link=28885بعض الكلمات القرآنية التي يتبع فيها الرسم العثماني في الكتابة لا في القراءة
من الأصول المقررة إجماع العلماء وأهل الأداء على لزوم اتباع الرسم العثماني في حالة الوقف على الكلمة القرآنية وهذا من الأمور المتفق عليها بين عامة القراء، وقد أشار إلى ذلك الحافظ
ابن الجزري في الطيبة بقوله رحمه الله تعالى :
. . . . . . . . . . . . . . . . وعن كل كما الرسم أجل
ا هـ
وقد تقدم المزيد من الكلام على ذلك والتمثيل له بما فيه الكفاية في فصول - باب الوقف على أواخر الكلم - سواء كان الوقف بالإثبات أم بالحذف وسواء كان بالاتفاق أم بالاختلاف إلا أن هناك حروفا ثابتة في رسم المصحف الشريف لا يجب اتباع الرسم فيها قراءة لا في الوصل ولا في الوقف بل ترسم ولا تقرأ . وأن هناك حروفا محذوفة في الرسم ولكن يجب التلفظ بها في الوصل والوقف . وفيما يلي بعض الأمثلة على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر ، فمن الصورة الأولى وهي أن تكون الحروف فيها ثابتة في الرسم ولكن لا يتلفظ بها في القراءة سبعة أشياء :
الأول : الألف المتطرفة الزائدة في الخط في نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله هذه الألف لا يوقف بها بل يوقف على واو ساكنة حرف مد ولين لسكونها إثر ضم . ومثل الوقف في ذلك ونحوه الوصل . فتأمل .
الثاني : الياء والواو إذا كانتا عوضين عن الألف في الرسم فالياء نحو " أبى والهوى " والواو نحو " الربا " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين [ ص: 547 ] وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يمحق الله الربا ويربي الصدقات فالوقف هنا يكون بالألف وليس بالياء ولا بالواو خلافا للرسم ومثل الوقف في ذلك وشبهه الوصل فاحفظه .
الثالث : الحرف الذي جعل صورة الهمز سواء كان ألفا نحو " تبوأ ولتنوأ وسبأ بنبأ " أو واوا نحو " امرؤ " أو ياء نحو " امرئ وهيئ " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=29أن تبوء بإثمي وإثمك وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=76لتنوء بالعصبة أولي القوة وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وجئتك من سبإ بنبإ يقين ونحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إن امرؤ هلك ليس له ولد ونحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10وهيئ لنا من أمرنا رشدا فالوقف هنا يكون على الهمزة ساكنة وليس على الألف ولا على الواو ولا على الياء ومثل الوقف في ذلك وما أشبهه الوصل غير أنه بتحريك الهمزة بحركتها فتدبر .
الرابع : الهمزة المتطرفة التي رسمت على الواو ورسم بعد الواو ألف سواء وقع قبل الهمزة ألف أم لم يقع نحو " نشاء والبلاء والضعفاء والعلماء " ونحو " يعبأ ويدرأ " في نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=87أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء وفي قوله تعالى :
[ ص: 548 ] nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=106إن هذا لهو البلاء المبين وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فقال الضعفاء للذين استكبروا وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=28إنما يخشى الله من عباده العلماء وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=77قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم وقوله جل وعلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=8ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين فكل هذه الكلمات ونحوها في القرآن الكريم وهي معروفة يوقف فيها على الهمزة ساكنة ولا يوقف على الواو ولا على الهمزة ممدودة بواو من أجل الألف التي بعدها كما قد يتبادر ومثل الوقف هنا الوصل غير أنه بتحريك الهمزة بحركتها فاعرفه .
الخامس : الهمزة المتطرفة التي رسمت على الياء سواء وقع قبل الهمزة ألف أم لم يقع نحو " إيتاء وآناء ومن نبإ ويبدئ " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=130ومن آناء الليل فسبح وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=34ولقد جاءك من نبإ المرسلين وقوله جلت قدرته :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إنه هو يبدئ ويعيد فكل هذه المواضع ونحوها في التنزيل وهي معروفة ومحصورة يوقف فيها على الهمزة ساكنة ولا يوقف على الياء ولا على الهمزة ممدودة بياء كما قد يتبادر . ومثل الوقف في ذلك ونحوه الوصل غير أنه بتحريك الهمزة بحركتها فتفطن .
[ ص: 549 ] السادس : الألف الزائدة في الخط كالتي في لفظ " لشيء " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=23ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=24إلا أن يشاء الله بالكهف خاصة وكالتي في لفظ " مائة ومائتين " في نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وكالألف المعانقة للام الأولى في " لا إلى " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158لإلى الله تحشرون وكذلك الياء الزائدة التي بعد الياء الأصلية في لفظ " بأييد " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون بالذاريات ومثلها لفظ " بأيكم " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=6بأييكم المفتون بالقلم . وكذلك الواو الزائدة التي بين الهمزة واللام في نحو " أولئك وأولو وأولي " في نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أولئك هم الصادقون وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19إنما يتذكر أولو الألباب وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197واتقون يا أولي الألباب هذه الحروف الزوائد كلها ترسم في الخط ولا يتلفظ بها في القراءة مطلقا لا في الوصل ولا في الوقف فتنبه .
السابع : الألف المرسومة واوا في نحو " الصلاة والزكاة والحياة ومشكاة " في نحو قوله تبارك وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وأقام الصلاة وآتى الزكاة وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وقوله سبحانه :
[ ص: 550 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35كمشكاة فيها مصباح هذه الألف لا تبدل واوا كرسمها في هذه المواضع وشبهها لا في الوصل ولا في الوقف بل ترسم واوا وتقرأ ألفا فتدبر .
والحكم في هذه الأشياء السبعة التي ذكرناها متفق عليه بين القراء باستثناء
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة وهشام في وقفهما على الهمز كما مر بالحاشية فاعرف ذلك .
وأما الصورة الثانية : وهي التي تكون فيها الحروف محذوفة في الرسم ولكن يتلفظ بها في القراءة حتما فمن مواضعها شيئان متفق عليهما بين عامة القراء .
الشيء الأول : الحرف المحذوف لاجتماع صورتين متماثلتين كالياء المتطرفة في نحو " يستحيي ويحيي " في نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53والله لا يستحيي من الحق وقوله جلت قدرته :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156والله يحيي ويميت فإذا وقف على هذين اللفظين ونحوهما في التنزيل وقف بإثبات الياء الثانية المحذوفة من الرسم حرف مد ولين وهذا على القول بأنها هي المحذوفة لا الأولى قاله العلامة
المارغني وجزم الحافظ
ابن الجزري في النشر برد هذه الياء في الوقف كما حكى الإجماع على ذلك
ملا علي القاري في شرحه على الشاطبية .
الشيء الثاني : الحروف المتقطعة التي افتتح بها بعض سور التنزيل نحو " يس " و " ص " و " ق " فيوقف على الحرف الأخير من أسمائها ولا يوقف على الحرف المرسوم فيوقف على النون ساكنة في " يس " وعلى الدال ساكنة مقلقلة في " ص " وعلى الفاء ساكنة في " ق " وإن كانت هذه الحروف غير موجودة في رسم المصحف الشريف فتأمل .
وبعد فهذه تسعة أشياء لا يتبع فيها الرسم في القراءة لا في الكتابة وليست
[ ص: 551 ] كل ما هنالك، فهناك أشياء أخرى غيرها تعرف بالتأمل والتفطن . والواجب على قارئ القرآن الكريم أن يلم بشيء من قواعد الرسم العثماني وأن يحفظ شيئا من متونه الأولى كمتن العقيلة للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14563الشاطبي رضي الله عنه ونفعنا بعلومه فإن ذلك يوصله إلى المتون الكبيرة كمورد الظمآن في رسم القرآن للعلامة
الخراز . والله نسأل أن يرشدنا جميعا إلى ما فيه الصواب حتى نكتب كتاب الله تعالى كتابة صحيحة ونقرأه قراءة سليمة على الوجه الصحيح الذي يرضيه ويرضى عنا إنه قريب مجيب .
[ ص: 552 ]
[ ص: 546 ] فَصْلٌ فِي بَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=28885بَعْضِ الْكَلِمَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ الَّتِي يُتَّبَعُ فِيهَا الرَّسْمُ الْعُثْمَانِيُّ فِي الْكِتَابَةِ لَا فِي الْقِرَاءَةِ
مِنَ الْأُصُولِ الْمُقَرَّرَةِ إِجْمَاعُ الْعُلَمَاءِ وَأَهْلِ الْأَدَاءِ عَلَى لُزُومِ اتِّبَاعِ الرَّسْمِ الْعُثْمَانِيِّ فِي حَالَةِ الْوَقْفِ عَلَى الْكَلِمَةِ الْقُرْآنِيَّةِ وَهَذَا مِنَ الْأُمُورِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا بَيْنَ عَامَّةِ الْقُرَّاءِ، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي الطَّيِّبَةِ بِقَوْلِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
. . . . . . . . . . . . . . . . وَعَنْ كُلٍّ كَمَا الرَّسْمُ أَجَلْ
ا هـ
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْمَزِيدُ مِنَ الْكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ وَالتَّمْثِيلُ لَهُ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ فِي فُصُولِ - بَابِ الْوَقْفِ عَلَى أَوَاخِرِ الْكَلِمِ - سَوَاءٌ كَانَ الْوَقْفُ بِالْإِثْبَاتِ أَمْ بِالْحَذْفِ وَسَوَاءٌ كَانَ بِالِاتِّفَاقِ أَمْ بِالِاخْتِلَافِ إِلَّا أَنَّ هُنَاكَ حُرُوفًا ثَابِتَةٌ فِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ الشَّرِيفِ لَا يَجُبِ اتِّبَاعُ الرَّسْمِ فِيهَا قِرَاءَةً لَا فِي الْوَصْلِ وَلَا فِي الْوَقْفِ بَلْ تُرْسَمُ وَلَا تُقْرَأُ . وَأَنَّ هُنَاكَ حُرُوفًا مَحْذُوفَةً فِي الرَّسْمِ وَلَكِنْ يَجِبُ التَّلَفُّظُ بِهَا فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ . وَفِيمَا يَلِي بَعْضُ الْأَمْثِلَةِ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ لَا عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ ، فَمِنَ الصُّورَةِ الْأُولَى وَهِيَ أَنْ تَكُونَ الْحُرُوفُ فِيهَا ثَابِتَةً فِي الرَّسْمِ وَلَكِنْ لَا يُتَلَفَّظُ بِهَا فِي الْقِرَاءَةِ سَبْعَةُ أَشْيَاءَ :
الْأَوَّلُ : الْأَلِفُ الْمُتَطَرِّفَةُ الزَّائِدَةُ فِي الْخَطِّ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ هَذِهِ الْأَلِفُ لَا يُوقَفُ بِهَا بَلْ يُوقَفُ عَلَى وَاوٍ سَاكِنَةٍ حَرْفِ مَدٍّ وَلِينٍ لِسُكُونِهَا إِثْرَ ضَمٍّ . وَمِثْلُ الْوَقْفِ فِي ذَلِكَ وَنَحْوِهِ الْوَصْلُ . فَتَأَمَّلْ .
الثَّانِي : الْيَاءُ وَالْوَاوُ إِذَا كَانَتَا عِوَضَيْنِ عَنِ الْأَلِفِ فِي الرَّسْمِ فَالْيَاءُ نَحْوَ " أَبَى وَالْهَوَى " وَالْوَاوُ نَحْوَ " الرِّبَا " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [ ص: 547 ] وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ فَالْوَقْفُ هُنَا يَكُونُ بِالْأَلِفِ وَلَيْسَ بِالْيَاءِ وَلَا بِالْوَاوِ خِلَافًا لِلرَّسْمِ وَمِثْلُ الْوَقْفِ فِي ذَلِكَ وَشَبَهِهِ الْوَصْلُ فَاحْفَظْهُ .
الثَّالِثُ : الْحَرْفُ الَّذِي جَعَلَ صُورَةِ الْهَمْزِ سَوَاءٌ كَانَ أَلِفًا نَحْوَ " تَبَوَّأَ وَلَتَنُوأُ وَسَبَأٍ بِنَبَأٍ " أَوْ وَاوًا نَحْوَ " امْرُؤٌ " أَوْ يَاءً نَحْوَ " امْرِئٍ وَهَيِّئْ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=29أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=76لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا فَالْوَقْفُ هُنَا يَكُونُ عَلَى الْهَمْزَةِ سَاكِنَةً وَلَيْسَ عَلَى الْأَلِفِ وَلَا عَلَى الْوَاوِ وَلَا عَلَى الْيَاءِ وَمِثْلُ الْوَقْفِ فِي ذَلِكَ وَمَا أَشْبَهَهُ الْوَصْلُ غَيْرَ أَنَّهُ بِتَحْرِيكِ الْهَمْزَةِ بِحَرَكَتِهَا فَتَدَبَّرْ .
الرَّابِعُ : الْهَمْزَةُ الْمُتَطَرِّفَةُ الَّتِي رُسِمَتْ عَلَى الْوَاوِ وَرُسِمَ بَعْدَ الْوَاوِ أَلِفٌ سَوَاءٌ وَقَعَ قَبْلَ الْهَمْزَةِ أَلِفٌ أَمْ لَمْ يَقَعْ نَحْوَ " نَشَاءُ وَالْبَلَاءِ وَالضُّعَفَاءِ وَالْعُلَمَاءِ " وَنَحْوَ " يَعْبَأُ وَيَدْرَأُ " فِي نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=87أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
[ ص: 548 ] nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=106إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=28إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=77قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=8وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ فَكُلُّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَنَحْوُهَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ يُوقَفُ فِيهَا عَلَى الْهَمْزَةِ سَاكِنَةً وَلَا يُوقَفُ عَلَى الْوَاوِ وَلَا عَلَى الْهَمْزَةِ مَمْدُودَةً بِوَاوٍ مِنْ أَجْلِ الْأَلِفِ الَّتِي بَعْدَهَا كَمَا قَدْ يَتَبَادَرُ وَمِثْلُ الْوَقْفِ هُنَا الْوَصْلُ غَيْرَ أَنَّهُ بِتَحْرِيكِ الْهَمْزَةِ بِحَرَكَتِهَا فَاعْرِفْهُ .
الْخَامِسُ : الْهَمْزَةُ الْمُتَطَرِّفَةُ الَّتِي رُسِمَتْ عَلَى الْيَاءِ سَوَاءٌ وَقَعَ قَبْلَ الْهَمْزَةِ أَلِفٌ أَمْ لَمْ يَقَعْ نَحْوَ " إِيتَاءِ وَآنَاءِ وَمِنْ نَبَإٍ وَيُبْدِئُ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=130وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=34وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ وَقَوْلِهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=13إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ فَكُلُّ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ وَنَحْوُهَا فِي التَّنْزِيلِ وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ وَمَحْصُورَةٌ يُوقَفُ فِيهَا عَلَى الْهَمْزَةِ سَاكِنَةً وَلَا يُوقَفُ عَلَى الْيَاءِ وَلَا عَلَى الْهَمْزَةِ مَمْدُودَةً بِيَاءٍ كَمَا قَدْ يَتَبَادَرُ . وَمِثْلُ الْوَقْفِ فِي ذَلِكَ وَنَحْوُهُ الْوَصْلُ غَيْرَ أَنَّهُ بِتَحْرِيكِ الْهَمْزَةِ بِحَرَكَتِهَا فَتَفَطَّنْ .
[ ص: 549 ] السَّادِسُ : الْأَلِفُ الزَّائِدَةُ فِي الْخَطِّ كَالَّتِي فِي لَفْظِ " لِشَيْءٍ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=23وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=24إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ بِالْكَهْفِ خَاصَّةً وَكَالَتِي فِي لَفْظِ " مِائَةٍ وَمِائَتَيْنِ " فِي نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَكَالْأَلِفِ الْمُعَانِقَةِ لِلَّامِ الْأُولَى فِي " لَا إِلَى " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=158لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ وَكَذَلِكَ الْيَاءُ الزَّائِدَةُ الَّتِي بَعْدَ الْيَاءِ الْأَصْلِيَّةِ فِي لَفْظِ " بِأَيْيدٍ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ بِالذَّارِيَاتِ وَمِثْلُهَا لَفْظُ " بِأَيِّكُمْ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=6بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ بِالْقَلَمِ . وَكَذَلِكَ الْوَاوُ الزَّائِدَةُ الَّتِي بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ فِي نَحْوِ " أُولَئِكَ وَأُولُو وَأُولِي " فِي نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ هَذِهِ الْحُرُوفُ الزَّوَائِدُ كُلُّهَا تُرْسَمُ فِي الْخَطِّ وَلَا يُتَلَفَّظُ بِهَا فِي الْقِرَاءَةِ مُطْلَقًا لَا فِي الْوَصْلِ وَلَا فِي الْوَقْفِ فَتَنَبَّهْ .
السَّابِعُ : الْأَلِفُ الْمَرْسُومَةُ وَاوًا فِي نَحْوِ " الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَيَاةِ وَمِشْكَاةٍ " فِي نَحْوِ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
[ ص: 550 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ هَذِهِ الْأَلِفُ لَا تُبَدَّلُ وَاوًا كَرَسْمِهَا فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ وَشَبَهِهَا لَا فِي الْوَصْلِ وَلَا فِي الْوَقْفِ بَلْ تُرْسَمُ وَاوًا وَتُقْرَأُ أَلِفًا فَتَدَبَّرْ .
وَالْحُكْمُ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ السَّبْعَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْقُرَّاءِ بِاسْتِثْنَاءِ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةَ وَهِشَامٍ فِي وَقْفِهِمَا عَلَى الْهَمْزِ كَمَا مَرَّ بِالْحَاشِيَةِ فَاعْرِفْ ذَلِكَ .
وَأَمَّا الصُّورَةُ الثَّانِيَةُ : وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الْحُرُوفُ مَحْذُوفَةً فِي الرَّسْمِ وَلَكِنْ يُتَلَفَّظُ بِهَا فِي الْقِرَاءَةِ حَتْمًا فَمِنْ مَوَاضِعِهَا شَيْئَانِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا بَيْنَ عَامَّةِ الْقُرَّاءِ .
الشَّيْءُ الْأَوَّلُ : الْحَرْفُ الْمَحْذُوفُ لِاجْتِمَاعِ صُورَتَيْنِ مُتَمَاثِلَتَيْنِ كَالْيَاءِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي نَحْوِ " يَسْتَحِيِي وَيُحْيِي " فِي نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَقَوْلِهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=156وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا وُقِفَ عَلَى هَذَيْنَ اللَّفْظَيْنِ وَنَحْوِهِمَا فِي التَّنْزِيلِ وُقِفَ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ الثَّانِيَةِ الْمَحْذُوفَةِ مِنَ الرَّسْمِ حَرْفَ مَدٍّ وَلِينٍ وَهَذَا عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهَا هِيَ الْمَحْذُوفَةُ لَا الْأُولَى قَالَهُ الْعَلَّامَةُ
الْمَارِغَنِيُّ وَجَزَمَ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي النَّشْرِ بِرَدِّ هَذِهِ الْيَاءِ فِي الْوَقْفِ كَمَا حَكَى الْإِجْمَاعُ عَلَى ذَلِكَ
مُلَّا عَلِيٌّ الْقَارِيُّ فِي شَرْحِهِ عَلَى الشَّاطِبِيَّةِ .
الشَّيْءُ الثَّانِي : الْحُرُوفُ الْمُتَقَطِّعَةُ الَّتِي افْتُتِحَ بِهَا بَعْضُ سُوَرِ التَّنْزِيلِ نَحْوَ " يس " وَ " ص " وَ " ق " فَيُوقَفُ عَلَى الْحَرْفِ الْأَخِيرِ مِنْ أَسْمَائِهَا وَلَا يُوقَفُ عَلَى الْحَرْفِ الْمَرْسُومِ فَيُوقَفُ عَلَى النُّونِ سَاكِنَةً فِي " يس " وَعَلَى الدَّالِ سَاكِنَةً مُقَلْقَلَةً فِي " ص " وَعَلَى الْفَاءِ سَاكِنَةً فِي " ق " وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْحُرُوفُ غَيْرَ مَوْجُودَةٍ فِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ الشَّرِيفِ فَتَأَمَّلْ .
وَبَعْدُ فَهَذِهِ تِسْعَةُ أَشْيَاءَ لَا يُتَّبَعُ فِيهَا الرَّسْمُ فِي الْقِرَاءَةِ لَا فِي الْكِتَابَةِ وَلَيْسَتْ
[ ص: 551 ] كُلَّ مَا هُنَالِكَ، فَهُنَاكَ أَشْيَاءُ أُخْرَى غَيْرَهَا تُعْرَفُ بِالتَّأَمُّلِ وَالتَّفَطُّنِ . وَالْوَاجِبُ عَلَى قَارِئِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ أَنْ يُلِمَّ بِشَيْءٍ مِنْ قَوَاعِدِ الرَّسْمِ الْعُثْمَانِيِّ وَأَنْ يَحْفَظَ شَيْئًا مِنْ مُتُونِهِ الْأُولَى كَمَتْنِ الْعَقِيلَةِ لِلْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=14563الشَّاطِبِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِعُلُومِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُوصِلُهُ إِلَى الْمُتُونِ الْكَبِيرَةِ كَمَوْرِدِ الظَّمْآنِ فِي رَسْمِ الْقُرْآنِ لِلْعَلَّامَةِ
الْخَرَّازِ . وَاللَّهَ نَسْأَلُ أَنْ يُرْشِدَنَا جَمِيعًا إِلَى مَا فِيهِ الصَّوَابُ حَتَّى نَكْتُبَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى كِتَابَةً صَحِيحَةً وَنَقْرَأَهُ قِرَاءَةً سَلِيمَةً عَلَى الْوَجْهِ الصَّحِيحِ الَّذِي يُرْضِيهِ وَيَرْضَى عَنَّا إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .
[ ص: 552 ]