الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

إعراب القرآن للنحاس

النحاس - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس

صفحة

جزء

هذه ناقة الله [64]

ابتداء وخبر ، وقيل : ناقة الله لأنه أخرجها لهم من جبل على ما طلبوا على أنهم يؤمنون ( لكم آية ) نصب على الحال ( فذروها ) أمر فلذلك حذفت منه النون ولا يقال وذر ولا واذر إلا شاذا وللنحويين فيه قولان قال سيبويه استغنوا عنه بترك ، وقال غيره : لما كانت الواو ثقيلة وكان في الكلام فعل بمعناه لا واو فيه ألغوه ( تأكل في أرض الله ) جزم لأنه جواب الأمر ، قال أبو إسحاق : ويجوز رفعه على الحال والاستئناف ( ولا تمسوها ) جزم بالنهي ، قال الفراء : ( بسوء ) أي بعقر ( فيأخذكم ) جواب النهي ( عذاب قريب ) من عقرها .

هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ [64]

ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ ، وَقِيلَ : نَاقَةُ اللَّهِ لِأَنَّهُ أَخْرَجَهَا لَهُمْ مِنْ جَبَلٍ عَلَى مَا طَلَبُوا عَلَى أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ ( لَكُمْ آيَةً ) نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ ( فَذَرُوهَا ) أَمْرٌ فَلِذَلِكَ حُذِفَتْ مِنْهُ النُّونُ وَلَا يُقَالُ وَذَرَ وَلَا وَاذِرٌ إِلَّا شَاذًّا وَلِلنَّحْوِيِّينَ فِيهِ قَوْلَانِ قَالَ سِيبَوَيْهِ اسْتَغْنَوْا عَنْهُ بِتَرَكَ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : لَمَّا كَانَتِ الْوَاوُ ثَقِيلَةً وَكَانَ فِي الْكَلَامِ فِعْلٌ بِمَعْنَاهُ لَا وَاوَ فِيهِ أَلْغَوْهُ ( تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ) جَزْمٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : وَيَجُوزُ رَفْعُهُ عَلَى الْحَالِ وَالِاسْتِئْنَافِ ( وَلا تَمَسُّوهَا ) جَزْمٌ بِالنَّهْيِ ، قَالَ الْفَرَّاءُ : ( بِسُوءٍ ) أَيْ بِعَقْرٍ ( فَيَأْخُذَكُمْ ) جَوَابُ النَّهْيِ ( عَذَابٌ قَرِيبٌ ) مِنْ عَقْرِهَا .