خبر كان ، ولم يصرفه لأن فيه ألف التأنيث ، ودخلت لتأنيث الجماعة كما دخلت الهاء . إذ حضر يعقوب مفعول مقدم ، وفي تقديمه فائدة على مذهب ، قال : لأنهم يقدمون الذي بيانه أهم عليهم وهم ببيانه [ ص: 265 ] أعنى وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم . سيبويه ما تعبدون " ما " في موضع نصب بتعبدون قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في موضع خفض على البدل ، ولم تصرف لأنها أعجمية . قال : إن شئت صرفت إسحاقا وجعلته من السحق ، وصرفت الكسائي يعقوب وجعلته من الطير .
قال : ومن قرأ : ( وإله أبيك ) فله فيه وجهان : أحدهما : أن يكون أفرد لأنه كره أن يجعل أبو جعفر إسماعيل أبا لأنه عم . قال : هذا لا يجب لأن أبو جعفر العرب تسمي العم أبا ، وأيضا فإن هذا بعيد لأنه يقدر : " وإله إسماعيل وإله إسحاق " ، فيخرج وهو أبوه الأدنى من نسق إبراهيم ، ففي هذا من البعد ما لا خفاء به .
وفيه وجه آخر على مذهب : يكون أبيك جمعا ، حكى سيبويه : أبون وأبين كما قال . سيبويه
فقلنا أسلموا إنا أخوكم
سيبويه والخليل يقولان في جمع إبراهيم ، وإسماعيل : " براهيم ، وسماعيل " ، وهذا قول الكوفيين ، وحكوا أيضا : " براهمة ، وسماعلة " ، والهاء بدل من الياء كما يقال : زنادقة . وحكوا : " براهم ، وسماعل " .
قال : هذا غلط لأن الهمزة ليس هذا موضع زيادتها ، ولكن أقول : أباره وأسامع ، ويجوز [ ص: 266 ] " أباريه وأساميع " . وأجاز محمد بن يزيد أحمد بن يحيى : " براه " كما يقال في التصغير : " بريه " . وجمع إسحاق : أساحيق . وحكى الكوفيون : " أساحقة ، وأساحق " . وكذا يعقوب ويعاقيب ويعاقبة ويعاقب . فأما إسرائيل فلا نعلم أحدا يجيز حذف الهمزة من أوله ، وإنما يقال : أساريل . وحكى الكوفيون : " أسارلة ، وأسارل " . والباب في هذا كله أن يجمع مسلما فيقال : إبراهيمون وإسحاقون وإسماعيلون ويعقوبون ، والمسلم لا عمل فيه .
( إلها واحدا ) نصب على الحال ، وإن شئت على البدل لأنه يجوز أن تبدل النكرة من المعرفة والمعرفة من النكرة .