وإذا قيل لهم ماذا أنـزل ربكم [24]
( ما ) في موضع رفع بالابتداء ، و ( ذا ) بمعنى الذي ، وهو خبر "ما " . ( قالوا أساطير الأولين ) على إضمار مبتدإ . قال : أي هو أساطير الأولين . وقال الكسائي : الجواب يرد على الكلام الأول ، فلما كانت "ما " في موضع رفع رفع . قال الأخفش : المعنى الذي أنزل أي الذي ذكرتم أنتم أنه أنزل أساطير الأولين ، أي أكاذيب . وقال غيره : هذا على التهزء أي يقول بعضهم لبعض : ماذا أنزل ربكم ؟ فيقول المجيب : أساطير الأولين ، ولم يقروا أنه أنزل شيئا ، فلهذا كان مرفوعا . وقد أجاز النحويون : ماذا تعلمت أنحوا أم شعرا ، بالنصب والرفع . فالرفع على ما تقدم ، والنصب على أن تكون "ذا " زائدة بمعنى : أي شيء تعلمت ؟ فإن قلت : من ذا كلمت أزيدا أم عمرا ؟ لم يكن "من ذا " في موضع رفع ؛ لأن ذا لا يراد معها . أبو إسحاق