" من " في موضع رفع بالابتداء ، و " يتخذ " على اللفظ ، ويجوز في غير القرآن : يتخذون يحبونهم على المعنى ، ويجوز في غير القرآن : يحبهم ، وهو في موضع نصب على الحال من المضمر الذي في " يتخذ " ، وإن شئت [ ص: 276 ] كان نعتا لأنداد ، وإن شئت كان في موضع رفع نعتا لمن على أن " من " نكرة كما قال :
فكفى بنا فضلا على من غيرنا حب النبي محمد إيانا
والذين آمنوا أشد ابتداء وخبر حبا على البيان ولو يرى الذين ظلموا بالياء قراءة أهل مكة ، وأهل الكوفة ، ، وهي اختيار وأبي عمرو . وقرأ أهل أبي عبيد المدينة ، وأهل الشام : ( ولو ترى الذين ) بالتاء . وفي الآية إشكال وحذف ، زعم أنه اختار القراءة بالياء ؛ لأنه يروى في التفسير أن المعنى : لو يرى الذين ظلموا في الدنيا عذاب الآخرة ؛ لعلموا أن القوة لله . أبو عبيد
قال : روي عن أبو جعفر أنه قال : هذا التفسير الذي جاء به محمد بن يزيد بعيد ، وليست عبارته فيه بالجيدة ؛ لأنه يقدر : ولو يرى الذين ظلموا العذاب ، وكأنه جعله مشكوكا فيه ، وقد أوجبه الله - عز وجل - . ولكن التقدير - وهو قول أبو عبيد - : ولو يرى الذين ظلموا أن القوة لله ، و " يرى " بمعنى يعلم ، أي لو يعلمون حقيقة قوة الله ، فـ " يرى " واقعة على " أن " ، وجواب " لو " محذوف أي لتبينوا ضرر اتخاذهم الآلهة ، كما قال : أبي الحسن الأخفش سعيد ولو ترى إذ وقفوا على النار ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ولم يأت للو [ ص: 277 ] جواب . قال الزهري : الإضمار أشد للوعيد . قال وقتادة : ومن قرأ : ( ولو ترى ) بالتاء ؛ كان " الذين " مفعولين عنده وحذف أيضا جواب " لو " ، و ( أن ) في موضع نصب أي لأن القوة لله ، وأنشد أبو جعفر : سيبويه
وأغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
أي لادخاره . وأجاز أن تكون " أن " في موضع نصب ، نصب على إضمار الرؤية . ومن كسر فقرأ : ( إن القوة لله وإن الله ) جعلها استئنافا ( جميعا ) نصب على الحال . الفراء وأن الله شديد العذاب عطف على " أن " الأولى .