اسم ليس ، والخبر ( أن تولوا ) . وقرأ الكوفيون : ( ليس البر أن تولوا ) جعلوا " أن " في موضع رفع ، والأول بغير تقديم ولا تأخير ، وفي قراءة أبي : ( ليس البر بأن تولوا ) فلا يجوز في البر هاهنا إلا الرفع . وابن مسعود ولكن البر وقرأ الكوفيون : ( ولكن البر ) رفع بالابتداء من آمن بالله الخبر ، وفيه ثلاثة أقوال : يكون التقدير : ولكن البر بر من آمن بالله ، ثم حذف ، كما قال :
[ ص: 280 ]
فإنما هي إقبال وإدبار
أي ذات إقبال . ويجوز أن يكون التقدير : ولكن ذو البر من آمن بالله . ويجوز أن يكون البر بمعنى البار والبر كما يقال : رجل عدل . وفي الآية إشكال من جهة الإعراب ؛ لأن بعد هذا والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فيه خمسة أقوال : يكون " والموفون " رفعا عطفا على " من " ، و " الصابرين " على المدح ، أي : وأعني الصابرين ، ويكون " والموفون " رفعا بمعنى : وهم الموفون مدحا للمضمرين ، " والصابرين " عطفا على ذوي القربى ، ويكون " والموفون " رفعا على : وهم الموفون ، والصابرين بمعنى وأعني الصابرين ، فهذه ثلاثة أجوبة لا مطعن فيها من جهة الإعراب موجودة في كلام العرب ، وأنشد : سيبويه
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
.
[ ص: 281 ] النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الأزر
وإن شئت قلت : النازلون والطيبين . وإن شئت رفعتهما جميعا ، ويجوز نصبهما . قال : يجوز أن يكون " والموفون " نسقا على " من " و " الصابرين " نسقا على " ذوي القربى " . قال الكسائي : وهذا القول خطأ وغلط بين لأنك إذا نصبت " والصابرين " ونسقته على " ذوي القربى " دخل في صلة " من " فقد نسقت على " من " من قبل أن تتم الصلة ، وفرقت بين الصلة والموصول بالمعطوف . والجواب الخامس : أن يكون " والموفون " عطفا على المضمر الذي في " آمن " ( الصابرين ) عطفا على " ذوي القربى " . قال أبو جعفر : وفي قراءة الكسائي : ( والموفين والصابرين ) قال عبد الله : يكونان منسوقين على " ذوي القربى " وعلى المدح . قال أبو جعفر : وفي قراءة الفراء في " النساء " : " والمقيمون الصلاة والمؤتون الزكاة " . عبد الله