[ ص: 31 ] شرح إعراب سورة طه
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة أهل المدينة بغير إمالة، وقراءة الكوفيين بالإمالة إلا عاصما فإنه روي عنه اختلاف. قال وأبي عمرو لا وجه للإمالة في هذا عند أكثر أهل العربية لعلتين: إحداهما أنه ليس ههنا ياء ولا كسرة فتكون الإمالة، والعلة الأخرى أن الطاء من الحروف الموانع للإمالة فهاتان علتان بينتان، وقد اختار بعض النحويين الإمالة فقال أبو جعفر: أبو إسحاق إبراهيم بن السري: من كسر "طه" أمال إلى الكسر لأن المقصور الأغلب عليه الكسر إلى الإمالة. قال وهذا ليس بحجة، ولا يجوز في كثير من المقصور الإمالة، ولكن زعم أبو جعفر: أن الإمالة تجوز في حروف المعجم فيقال با تا ثا لأنها أسماء فيفرق بينها وبين الحروف نحو لا فإنها لا تمال لأنها حرف. قال سيبويه من قرأ أبو إسحاق: طه ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى فالأصل عنده طأ أي طإ الأرض بقدميك جميعا في الصلاة. فأبدل من الهمزة هاء، كما يقال: إياك وهياك، وأرقت الماء وهرقت الماء قال: ويجوز أن يكون على البدل الهمز فيكون الأصل: ط يا هذا ثم جاء بالهاء [ ص: 32 ] لبيان الحركة في الوقف.