إن الذين كفروا [25]
اسم "إن" و(كفروا) صلته (ويصدون) عطف على الذين كفروا. فإن قيل: كيف يعطف مستقبل على ماض؟ ففيه ثلاثة أوجه: منها أن يكون عطف جملة على جملة، ومنها أن يكون في موضع الحال، كما تقول: كلمت زيدا.
[ ص: 93 ] وهو جالس، وقال هو معطوف على المعنى لأن المعنى إن الكافرين والصادين عن أبو إسحاق: المسجد الحرام. وفي خبر "إن" ثلاثة أوجه أصحها أن يكون محذوفا، ويكون المعنى: إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله هلكوا، وقيل: المعنى إن الذين كفروا يصدون عن سبيل الله والواو مقحمة. قال في كتابي عن أبو جعفر: قال: وجائز أن يكون وهو وجه الخبر أبي إسحاق نذقه من عذاب أليم قال هذا غلط، ولست أعرف ما الوجه فيه؛ لأنه جاء بخبر إن جزما، وأيضا فإنه جواب الشرط، ولو كان خبرا لبقي الشرط بلا جواب ولا سيما والفعل الذي للشرط مستقبل فلا بد له من جواب. أبو جعفر: الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد فيه ثلاثة أوجه من القراءات: قراءة العامة برفع "سواء" و"العاكف" و"البادي"، وعن أنه قرأ (سواء العاكف فيه والبادي) بنصب "سواء" ورفع "العاكف" و"البادي"، وتروى هذه القراءة عن أبي الأسود الدؤلي باختلاف عنه، والوجه الثالث (الذي جعلناه للناس سواءا) منصوبة منونة (العاكف) فيه بالخفض. فالقراءة الأولى فيها ثلاثة أوجه يكون الذي جعلناه للناس من تمام الكلام ثم تقول سواء فترفعه بالابتداء، وخبره العاكف فيه والبادي، والوجه الثاني أن ترفع "سواء" على خبر العاكف، وتنوي به التأخير أي العاكف فيه والبادي سواء، والوجه الثالث أن تكون الهاء التي في جعلناه مفعولا أول وسواء العاكف فيه والبادي سواء في موضع المفعول الثاني، كما تقول: ظننت زيدا أبوه خارج ومن هذا الوجه تخرج قراءة من قرأ بالنصب "سواء: يجعله مفعولا ثانيا، ويكون العاكف فيه رفعا إلا أن الاختيار في مثل هذا عند الأعمش الرفع؛ لأنه ليس جاريا على الفعل والقراءة الثالثة على أن ينصب "سواء" لأنه مفعول ثان ويخفض [ ص: 94 ] "العاكف" لأنه نعت للناس، والتقدير الذي جعلناه للناس العاكف فيه والبادي سواء سيبويه ومن يرد فيه بإلحاد بظلم شرط وجوابه نذقه من عذاب أليم وروى علي بن أبي طلحة عن "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم" قال: الشرك. وقال ابن عباس الشرك والقتل، وقد ذكرنا هذه الآية. عطاء: