ويوم نحشر أعداء الله إلى النار [19]
هذه قراءة ، وأما سائر القراء نافع أبو عمرو وأبو جعفر والأعمش وعاصم وحمزة فقرءوا والكسائي ويوم يحشر أعداء الله على ما لم يسم فاعله . وهذا اختيار وعارض أبي عبيد في قراءته منكرا فقال بعده نافعا فهم يوزعون ولم يقل نزعهم أي يحشر أولى . قال : وهذه المعارضة لا تلزم ، والقراءتان حسنتان ، والمعنى فيهما واحد غير أن قائلا لو قال قراءة أبو جعفر أولى بما عليها من الشواهد؛ لأنه قد أجمع القراء على النون في [ ص: 56 ] قوله جل وعز نافع يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ومن الدليل على أن معارضته لا تلزم قول الله جل وعز وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ولم يقل : وحشروا ، وبعده وعرضوا لما لم يسم فاعله . فهذا مثل قراءة (ويوم نحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) والإمالة في قوله جل وعز نافع إلى النار حسنة لأن الراء مكسورة وكسرتها بمنزلة كسرتين لأن فيها تكريرا . هذا قول الخليل فحسن معها إمالة الألف للمجانسة . فأما قول من يقول : تمال الراء وتمال الدال فلا تخلو من إحدى جهتين من الخطأ والتساهل؛ لأن الإمالة إنما تقع على الألف لأنها حرف هوائي فيتهيأ فيه ما لا يتهيأ في غيره . ويقال : وزعته أزعه والأصل أوزعه فحذفت الواو وفتحت لأن فيه حرفا من حروف الحلق . قال وسيبويه : "يوزعون" يدفعون . وقال الضحاك مجاهد وأبو رزين : "يوزعون" يحبس أولهم على آخرهم .
ويروى عن "يوزعون" ، قال : يحبس أولهم على آخرهم حتى يتتاموا فيرمى بهم في النار . قال ابن عباس : والدليل على هذا الجواب أن بعده
أبو جعفر