ولو جعلناه قرآنا أعجميا [44]
جعلنا ههنا متعدية إلى مفعولين ، وقد ذكرنا هذه الآية (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) "هدى" في موضع رفع على أنه خبر هو "وشفاء" معطوف .
[ ص: 65 ] عليه والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى حدثنا محمد بن الوليد عن علي بن عبد العزيز عن عن أبي عبيد حجاج عن عن شعبة موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة عن رحمه الله ابن عباس ومعاوية رحمهم الله أنهم قرءوا (وهو عليهم عم) وقرئ على وعمرو بن العاص عن إبراهيم بن موسى إسماعيل بن أبي إسحاق قال : حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا قال : سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن عمرو بن دينار أنه قرأ (وهو عليهم عم) هذه القراءة مخالفة للمصحف فإن قال قائل : الإسناد صحيح ، قيل له : الإجماع أولى على أن الإسناد فيه شيء وذلك أن ابن عباس لم يقل : سمعت عمرو بن دينار فيخاف أن يكون مرسلا ، ابن عباس وسليمان بن قتة ليس بنظير على أن عمرو بن دينار يعقوب القارئ على محله من الضبط قد قال في هذا الحديث : ما أدري أقرءوا (وهو عليهم عم) أو (وهو عليهم عمي) على أنه فعل ماض . ومع إجماع الجمع سوى من ذكرناه . والذي في المصحف أن المعنى بعمى أشبه لأنه قال جل وعز : قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء فالأشبه بهذا أعمى ، والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر "الذين" في موضع رفع بالابتداء وخبره في الجملة . ومن العرب من يقول : اللذون في موضع الرفع . والذين أكثر وقد ذكرنا العلة فيه . أولئك في موضع رفع بالابتداء ، والجملة خبره ينادون من مكان بعيد على التمثيل أي لا يتفهمون ما يقال لهم والعرب تقول لمن يتفهم : هو يخاطب من قريب . قال : (من مكان بعيد) أي بعيد من قلوبهم . مجاهد