سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم [53]
في معناه ثلاثة أقوال : منها سنريهم ما خبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون من فتن وفساد وغلبة الروم وفارس وغير ذلك من أخباره حتى يتبين لهم أن كل ما أخبر به هو الحق ، فذا قول ، وقيل : المعنى سنريهم آثار صنعتنا في الآفاق الدالة على أن لها صانعا حكيما وفي أنفسهم من أنهم كانوا نطفا ثم علقا ثم مضغا إلى أن بلغوا وعقلوا وميزوا حتى يتبين لهم أن الله هو الحق لا ما يعبدونه من دونه . والقول الثالث رواه عن الثوري عمرو بن قيس عن وبعض المحدثين يقول عن المنهال عن المنهال أو غيره في [ ص: 68 ] قول الله جل وعز سعيد بن جبير سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم قال : ظهور النبي صلى الله عليه وسلم على الناس "وفي أنفسهم" قال : ظهوره عليهم . قال : وأولى هذه الأقوال بالصواب ، ونسق الكلام يدل عليه ، والقول الأول لا يصح؛ لأنه لم يتقدم للأخبار ذكر فيكنى عنها أعني أبو جعفر أنه الحق وفي المضمر ثلاثة أقوال سوى من قال : إنه للخبر : أحدها أن يكون يعود على اسم الله جل وعز ، والثاني أن يكون يعود على القرآن فقد تقدم ذكره في قوله جل وعز قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به والثالث أن يعود على النبي صلى الله عليه وسلم . وهذا أشبهها بنسق الكلام . أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد فيه ثلاثة أقوال منها أن يكون المعنى أو لم يكف بربك بما دل به من حكمته وخلقه ففي ذلك كفاية ، والثاني أو لم يكف بربك في معاقبته هؤلاء الكفار المعاندين ففي الله جل وعز كفاية منهم ، والثالث أن المعنى أو لم يكفك يا محمد ربك أنه شاهد على أعمال هؤلاء عالم بما يخفون فهذا يكفيك . وهذا أشبه الأقوال بنسق الآية . والله جل وعز أعلم . وفي موضع "أنه" من الإعراب ثلاثة أقوال : يجوز أن يكون في موضعها رفعا بمعنى أو لم يكف أنه على كل شيء شهيد على البدل من ربك على الموضع ، والموضع موضع رفع بإجماع النحويين ، ويجوز أن يكون موضعها خفضا على اللفظ ، ويجوز أن يكون موضعها نصبا بمعنى لأنه على كل شيء شهيد .