مصدر " تقبل " : تقبل ، إلا أن معنى تقبل وقبل واحد ، فالمعنى فقبلها ربها بقبول حسن ، ونظيره :
وقد تطويت انطواء الحضب
لأن معنى تطويت وانطويت واحد . قال : الحضب الحية ، ومثله : أبو جعفر
وليس بأن تتبعه اتباعا
وأنبتها نباتا حسنا ولم يقل : إنباتا ؛ لأنه لما قال : " أنبتها " دل على نبت ، كما قال :
فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضت فذلت صعبة أي إذلال
[ ص: 372 ] وإنما مصدر ذلت ذل ، ولكنه قد دل على معنى أذللت . وقرأ : ( فتقبلها ) بإسكان اللام على الطلب والمسألة . مجاهد ربها نداء مضاف وأنبتها بإسكان التاء وكفلها بإسكان اللام ( زكرياء ) بالمد والنصب ، وقرأ الكوفيون : ( وكفلها زكريا ) أي وكفلها الله زكرياء . وروى هارون بن موسى ، عن عبد الله بن كثير وأبي عبد الله المدني : ( وكفلها زكرياء ) بكسر الفاء ، قال : يقال : كفل يكفل ، وكفل يكفل ، ولم أسمع " كفل " ، وقد ذكرت . قال الأخفش سعيد : أهل الفراء الحجاز يمدون زكرياء ويقصرونه ، وأهل نجد يحذفون منه الألف ويصرفونه فيقولون : " زكري " . قال : فيه أربع لغات : " زكرياء " بالمد ، و " زكريا " بالقصر ، و " زكري " بتشديد الياء والصرف ، و " زكر " ، ورأيت زكريا . قال الأخفش أبو حاتم : " زكري " بلا صرف لأنه أعجمي ، وهذا غلط لأن ما كانت فيه ياء مثل هذه انصرف ، ولم ينصرف زكرياء في المد والقصر لأن فيه ألف تأنيث ، والدليل على هذا أنه لا يصرف في النكرة ، وقال قوم : لم ينصرف لأنه أعجمي . كلما دخل منصوب بوجد ، أي كل دخوله أي كل وقت دخوله ، وإن شئت أملت الألف من " حساب " لكسرة الحاء .