"كم" في موضع نصب وهي عقيبة رب في الخبر ، فمن العرب من [ ص: 99 ] يحذف "من" وينصب ، ومنهم من يخفض وإن حذف "من" كما قال :
كم بجود مقرف نال العلى وكريم بخله قد وضعه
وأفصح اللغات إذا فصلت أن تأتي بمن ، وهي اللغة التي جاء بها القرآن ، وكذا كل ما جاء به القرآن وربما وقع الغلط من بعض أهل اللغة فيما يذكرون من فصيح الكلام . فأما المحققون فلا يفعلون ذلك فمما ذكر بعضهم في الفصيح من الكلام من زعم أنه يقال : أضربت عن الشيء بالألف ، وزعم أنها اللغة الفصيحة . سمعت علي بن سليمان يقول : هذا غلط والفصيح . ضربت عن الشيء ، لأن إجماع الحجة في قراءة "أفنضرب عنكم الذكر صفحا" بفتح النون ، وذكر بعضهم أن الفصيح : عظم الله أجرك وإجماع الحجة في قراءة القراء "ويعظم له أجرا" في حروف كثيرة . الفراء