وإنه لعلم للساعة    [61] 
قراءة أكثر الناس ، ويروى عن  ابن عباس   وأبي هريرة  أنهما قرآ ( وإنه لعلم للساعة) وزعم  الفراء  أنهما متقاربتا المعنى . وحكي عن محمد بن يزيد أنه قال : معنى "لعلم" لذكر وتنبيه وتعريف ، ومعنى "لعلم" لدلالة وعلامة . قال  أبو جعفر   : فأما الضمير الذي في ( وإنه) ففي معناه قولان : مذهب  ابن عباس   وأبي هريرة  وأبي مالك   ومجاهد   والضحاك  أن الضمير لعيسى  صلى الله عليه وسلم ، والمعنى لنزوله ، والقول الآخر ، وهو قول  الحسن  ، أن الضمير للقرآن أي وإن القرآن لعلم للساعة لأنه لا ينزل كتاب بعده ، والقول الأول أبين وعليه أكثر الناس وقد قيل : في هذا دليل على أنه إذا نزل عيسى   [ ص: 118 ] صلى الله عليه وسلم رفعت المحنة ولم تقبل من أحد توبة   . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك وهو قوله  "فليكسرن" الصليب وليقتلن الخنزير وتلقي الأرض أفلاذ كبدها"  . ففي هذا دليل أنه لا أحد يأخذ من أحد زكاة ، وأن المحنة قد ارتفعت وقربت الساعة ( فلا تمترن بها   ) قال  أبو إسحاق   : أي فلا تشكوا ( واتبعون هذا صراط مستقيم   ) "مستقيم" نعت لصراط ، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر . 
				
						
						
