فاعلم [19]
قال : الفاء جواب للمجازاة أي قد بينا أن الله جل وعز واحد فاعلم ذلك . فأما مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، وهو عالم به ففي ذلك غير جواب . قال أبو إسحاق : مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته ، وعلى مذهب بعض النحويين أن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور أن يخاطب بهذا غيره مثل ( أبو إسحاق فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك ) وقيل : فاعلم علما زائدا على علمك لأن الإنسان قد يعلم الشيء من جهات ، وجواب رابع أن المعنى تحذير له من المعاصي أي فاعلم أنه لا إله إلا الله وحده لا يعاقب على العصيان غيره ، ويدل على هذا أن بعده واستغفر لذنبك كما تقول للرجل تحذره من المعصية : اعلم أنك ميت فلست تأمره أن يفعل العلم وإنما تحذره من المعاصي . قال : ( أبو إسحاق والله يعلم متقلبكم ) أي متصرفكم ( ومثواكم ) أي مقامكم في الدنيا والآخرة . قال