[ ص: 195 ] شرح إعراب سورة الفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا فتحنا لك فتحا مبينا [1]
الأصل إننا حذفت النون لاجتماع النونات . والنون والألف في "إنا" في موضع نصب ، وفي "فتحنا" في موضع رفع وعلامات المضمر تتفق كثيرا إذا كانت متصلة . والفتح ههنا فتح الحديبية . وقد توهم قوم أنه فتح مكة ممن لا علم لهم بالآثار . وقد صح عن ابن عباس والبراء وسهل بن حنيف أنهم قالوا : هو فتح الحديبية وهو صحيح عن كما قرئ على أنس بن مالك أحمد بن شعيب عن عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا قال : حدثنا شعبة عن قتادة "إنا فتحنا لك فتحا مبينا" قال : أنس بن مالك الحديبية . وصح الحديبية "لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها" ثم تلا إنا فتحنا لك فتحا مبينا الآية فإن قيل : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الدنيا ، فكيف قال في هذا الفضل العظيم الخطير أحب إلي من الدنيا؟ وإنما تقول العرب : هذا في الشيء الجليل . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عند منصرفه من
[ ص: 196 ] فيقولون : هو أسخى من حاتم طي . والدنيا لا مقدار لها . وقد ففي ذلك غير جواب منها أن المعنى لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها لو كانت لي فأنفقتها في سبيل الله جل وعز . وقيل : خوطبوا بما يعرفون "فتحا" مصدر "مبينا" من نعته . قال النبي صلى الله عليه وسلم حين مر بشاة ميتة "والله للدنيا أهون على الله جل وعز من هذه على أهلها"