إنا مرسلو الناقة فتنة لهم [27] ولم يقل : لكم . قال : التقدير لمن قرأ بالياء قال الله جل وعز "سيعلمون غدا" ، والقول يحذف كثيرا . والأصل إنا مرسلون حذفت النون تخفيفا وأضيف فتنة لهم . قال أبو جعفر : فتنة مفعول له ، وقال غيره : هو مصدر أي فتناهم بذلك وابتليناهم . وكان ابتلاؤهم في ذلك أن الناقة خرجت لهم من صخرة صماء ناقة عظيمة فآمن بعضهم وكانت لعظمها كثيرة الأكل فشكوا ذلك إلى صالح صلى الله عليه وسلم فقالوا : قد أفنت الحشائش والأعشاب ومنعتنا من الماء ، فقال : ذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ، ترد الماء يوما ، وتردون يوما فكانت هذه الفتنة ( أبو إسحاق فارتقبهم واصطبر ) أي فاصبر على ارتقابك إياهم . والأصل واصتبر أبدل من التاء طاء؛ لأن الطاء أشبه بالصاد لأنهما مطبقتان . قال : ينطبق الحنك على اللسان بهما ، قال أيضا : وهما أيضا مطبقتان في الخط . أبو إسحاق