قل إن الأولين والآخرين [49] لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم [50]
حكى عن العرب سماعا : ادخلوا الأول فالأول . وزعم أنه منصوب على الحال وفيه الألف واللام . وقال سيبويه ابن كيسان : لا نعلم شيئا يصح في كلام العرب منصوبا على الحال وفيه الألف واللام إلا هذا والعلة فيه أنه وقع فرقا بين معنيين لأنك إذا قلت : دخلوا أولا أولا فمعناه دخلوا متفرقين فإذا قلت : دخلوا الأول فالأول فمعناه أعرفهم الأول فالأول ، وقال : التعريف إنما وقع بعد فلذلك جيء بالألف واللام زائدتين كسائر الزوائد . وحكى محمد بن يزيد عن سيبويه عيسى بن عمر : أدخلوا الأول فالأول يحمله على [ ص: 336 ] المعنى وقد خطأه لأنه لا يجوز : ادخلوا الأول فالأول فالأول أي إنما يقال باللام ، واحتج غيره سيبويه لعيسى بن عمر : لأنه محمول على المعنى كما روي عن أنه قرأ "فبذلك فلتفرحوا" ، وكان يجب أن ينطق في الأول بفعل لأنه بمنزلة الأفضل ، ولكن يرد ذلك لأن فاءه وعينه من موضع واحد ، ولا يوجد في كلام العرب فعل هكذا ، وهو في الأسماء قليل . قالوا : كوكب لمعظم الشيء ، وقالوا للهو واللعب : ددا وددن ودد ، وقالوا للسيف الكليل ددان لا يعرف في الدال غير هذه . وفي الحديث عن أبي بن كعب رضي الله عنه حتى يصير الناس ببانا واحدا" أي شيئا واحدا "وبية" لقب . لا يعرف غير هذين في كلام العرب في الباء . أما قولهم في الطائر ببغاء ولسبع ببر فأعجميان ولا يكاد يعرف ذلك في غير هذه الحروف إلا يسيرا إن جاء فقد قالوا لضرب من النبت آء ولا يعرف له نظير فلهذا لم يستعمل في أول فعل . وحكى عمر أن "أول" يجوز أن يصرف على أنه اسم غير نعت كما يقال : ما ترك أولا ولا آخرا . وحكى ترك الصرف على أنه نعت . سيبويه